هل حان وقت إنهاء الوجود الأميركي في سوريا؟

17 سبتمبر 2024
هل حان وقت إنهاء الوجود الأميركي في سوريا؟

ذكر موقع “Responsible Statecraft” الأميركي أنه “وعلى الرغم من ادعاءات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بعدم وجود قوات أميركية في مناطق القتال النشطة اليوم، فإن العديد من القوات لا تزال منتشرة في الخارج في مواقع خطيرة في كل أنحاء العالم، أبرزها في العراق وسوريا. ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة والعراق توصلتا إلى اتفاق لبدء إزالة 2500 جندي أميركي لا يزالون متمركزين هناك، ومن المقرر أن يتم تنفيذ الخطة خلال عام 2025 وتنتهي في عام 2026، وإذا نجحت، فإنها ستضع حداً للوجود العسكري الأميركي في العراق”.

 

وبحسب الموقع، “من بين هذه الفوضى العارمة التي عصفت بالدولتين، نشأ تنظيم الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يكن من المرجح أن يحظى بكل هذا القدر من الزخم لولا كل الجهات الفاعلة غير الحكومية التي نشأت في أعقاب الحربين في العراق وسوريا.وفي حين لعبت الولايات المتحدة دوراً داعماً، إلا أنها دعمت الأكراد بقوة في حين عارضت الحكومة السورية التي كانت تقاتل داعش أيضاً في ذلك الوقت. وفي الوقت نفسه، عملت الولايات المتحدة في العراق مع الفصائل المدعومة من إيران ضد داعش”.

 

وتابع الموقع، “تقول الحكومة الأميركية إن القواعد الأميركية في سوريا والعراق تهدف إلى منع عودة ظهور هذه الشبكة الإرهابية.ويقال إن هناك 900 جندي أميركي لا يزالون في سوريا اليوم. وتنتشر مجموعة من الجهات الفاعلة الإقليمية حول هذه القواعد النائية، وبالتالي فإن الغرض من عمليات الانتشار واستدامة هذه القوات أصبحا موضع شك على نحو متزايد. فالمشكلة في أن تكون قوة مضادة في منطقة محاطة بحكومات صديقة لإيران هي أن هذه القوة ستتعرض لاستهدافات متتالية. وفي الواقع، تتعرض القوات الأميركية للهجوم بشكل متكرر، مما يؤدي إلى استمرار الخسائر الأميركية، ولكنها لا توجد بأعداد كافية لتغيير توازن القوى بشكل ملموس مع الجهات الفاعلة المحلية”.

 

وأضاف الموقع، “إن الحكومتين العراقية والسورية تربطهما علاقات ودية مع إيران. ومع تأجيج حرب غزة للتوترات، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، فإن المخاطر تزداد فقط. ومن ناحية أخرى، ألحقت العقوبات أضراراً جسيمة بالاقتصاد السوري، لكنها فشلت في تقويض الحكومة أو تحقيق أي فرص للدبلوماسية الأميركية”.

 

وبحسب الموقع، “لا يوجد أي مبرر للمخاطرة بحياة الجنود الأميركيين في سلسلة من التدخلات الفاشلة التي تنتقل من جيل إلى جيل. وإذا كان لنا أن نحتوي إيران، فلن يكون ذلك إلا من خلال دول محلية أخرى، وليس من خلال مجموعة من القواعد الأميركية المعزولة والمعرضة للخطر. وبصراحة، لا يمكن جعل هذه القواعد ذات أهمية إلا من خلال ضخ كميات هائلة من التعزيزات، وهو ما من غير المرجح أن يؤيده الرأي العام الأميركي على الإطلاق، نظراً للمزاج المتوتر بسرعة تجاه التدخلات في الخارج”.

 

وتابع الموقع، “علاوة على ذلك، ومع الأنباء السارة عن انسحاب القوات الأميركية من العراق، فإن الوصول البري الوحيد إلى القواعد في سوريا لن يكون إلا عبر الأردن، وهذا من شأنه أن يجعل خطوط إمدادها أكثر عرضة للتهديد مما هي عليه الآن. وبناء على كل ما تقدم، فقد حان الوقت لإنهاء التدخل الأميركي في سوريا بالتزامن مع التدخل في العراق”.