بين حزب الله وإسرائيل.. معركة حساب مفتوح طويلة!

25 سبتمبر 2024
بين حزب الله وإسرائيل.. معركة حساب مفتوح طويلة!


وسع حزب الله من مدى إطلاق النيران إلى ما بعد حيفا، بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات المفخخة التي طالت العمق العسكري الإسرائيلي، وذلك في اليوم الثاني من معركة “الحساب المفتوح” التي يشنها ضد إسرائيل، ردا على العدوان على الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان.

ومع اتساع مدى الرشقات الصاروخية لحزب الله التي وصلت حتى مشارف شمال “تل أبيب الكبرى”، نشرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي التعليمات المحدثة حتى مساء يوم الأربعاء المقبل، بتعطيل الدراسة، والالتزام بالبقاء قرب الملاجئ، وحظر التجمهر لأكثر من 10 أشخاص، ومنع العمل في الأماكن والورش والمصانع التي لا تتوفر بها مناطق محصنة.

وبناء على هذه التعليمات، تكون صواريخ حزب الله قد أجبرت 3 ملايين إسرائيلي على البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن المحصنة، ما دفع بالجيش الإسرائيلي للترويج لتنفيذ ما سماه بـ”عمليات نوعية”، لتبرير الهجمات والغارات التي شنها على جنوب لبنان وبيروت والخسائر التي تسبب بها هناك.

وتزامنا مع حالة الإرباك التي تعيشها الجبهة الداخلية، تتكتم إسرائيل على حجم الخسائر والأضرار العسكرية والمدنية التي بدت فادحة، في ظل تعليق المزيد من شركات الطيران العالمية رحلاتها من المطارات الإسرائيلية وإليها.

وأعلنت مجموعة “لوفتهانزا” التي تضم الخطوط الجوية السويسرية والنمساوية، وخطوط بروكسل الجوية، وطيران “يورو وينجز”، تمديد إلغاء الرحلات الجوية إلى مطار “بن غوريون” حتى 14 تشرين الأول الحالي، مرة أخرى اعتبارا من الثلاثاء.

وأظهرت تقديرات أولية بشأن الخسائر والأضرار التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات المنازل والمباني تضررت بنسب متفاوتة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وأمام هذه التطورات، تبدي الأوساط الاقتصادية الإسرائيلية مخاوفها من احتمال تخفيض التصنيف الائتماني العالمي لإسرائيل، حيث أفاد مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة “يديعوت أحرونوت” غاد ليئور، أن كبار المسؤولين في الاقتصاد الإسرائيلي الذين التقوا مع الاقتصاديين من وكالتي “ستاندرد آند فور” و”موديز”، خرجوا بانطباع بأنه إذا اندلعت حرب شاملة ضد حزب الله، وربما ضد إيران، فإن الوكالتين ستخفضان تصنيف إسرائيل.

ولفت مراسل الشؤون الاقتصادية إلى أن مخاوف شركات التصنيف الائتماني العالمية الثلاث التي خفضت بالسابق تصنيف إسرائيل بسبب الحرب، تدور حول الانخفاض الكبير في الاستثمارات في إسرائيل، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، وزيادة ظاهرة نقل الأموال من البنوك الإسرائيلية إلى الخارج، قائلا إن “الاقتصاد الإسرائيلي سيواجه صعوبة في الحفاظ على نفسه في المستقبل”.

وأمام التصعيد المتدرج الذي ينذر بمواجهة شاملة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، سارعت القيادات الإسرائيلية بالتهديد والوعيد بتوسيع العلميات العسكرية والضربات في لبنان، وذلك “سعيا لتغيير موازين القوى في الشمال”، بحسب تعبير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ومع تعزز المخاوف من أن تطال الهجمات الصاروخية لحزب الله كافة المناطق في البلاد، ستوافق الحكومة الإسرائيلية على اقتراح وزير الدفاع يوآف غالانت، بإعلان “وضع خاص في الجبهة الداخلية” بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”.

وجاء في الوثيقة المرفقة بالطلب أن هذا الإعلان يسمح لقيادة الجبهة الداخلية بممارسة صلاحياتها بشكل مستمر، وإصدار تنبيهات وتعليمات للسكان في المناطق، “قبل أن تتحقق التهديدات، وبغض النظرعن الهجمات”. (الجزيرة)