… وفي أن الاحتلال كاد يعود؟!

28 سبتمبر 2024
… وفي أن الاحتلال كاد يعود؟!


كتب نبيل بومنصف في” النهار”: من غير المستغرب أن يستعيد اللبنانيون ذاكرة هلعة مذعورة ومسكونة بكل كوابيس الحروب والاحتلالات ما دامت أقدارهم المشؤومة لا “تسمح” لهم من الحياة العادية الطبيعية إلا بما يوازي “هدنات” غالباً لا تستقيم الواحدة منها أكثر من عقد واحد فقط.

Advertisement

لبنان المفطور على زلازل الاضطرابات والفتن والحروب والاحتلالات بمعيار انهيار كل عقد أو أكثر بقليل، يقف اليوم تماماً عند إثبات هذه المعادلة الجهنمية من حيث لا يودّ معظمنا أن يصدق الكابوس.
“بمقياس” 100 شهيد و200 جريح يومياً على الأقل، بعد الانطلاقة الدموية التي أسقطت 500 شهيد في أول أيام الاجتياح الإسرائيلي الجوي، عاد لبنان يعيش الجحيم الحربي فاقداً القدرة على وقف هذا القدر القاتل بلا بوصلة ترشده الى أيّ توقعات أو استقراء دقيق وحقيقي لما يمكن أن يفضي به الاعصار الدموي المتدحرج. والأسوأ من السقوط مجدداً ضحية حرب ظلت “نخب” السلطة والسياسة والإعلام وجيش المراقبين والمحللين على الشاشات يتبارون طويلاً في استبعادها، هو أننا نستعيد في اللحظة الراهنة، السقطة نفسها بالمضيّ قدماً في الوهم الذي يقول أن اجتياحاً برياً إسرائيلياً هو مستبعد أيضاً فيما الوقائع الجادة لا تحتاج الى “عباقرة” في استقراء مسار الاجتياح الإسرائيلي الآخذ في الانقضاض على لبنان وحتى بهدنة عابرة لا ندري كم تصمد، وما بعدها إن صمدت.
ومع ذلك فإن اللهو في الرهان وحده على ما قد تحمله الجهود الديبلوماسية، سواء في نيويورك أو “عبر” بيروت، لن يكفي إطلاقاً لوضع اللبنانيين أمام حقيقة أن لبنان لا يزال أمام مصير مخيف قد تندفع معه إسرائيل في أيّ وقت الى ترجمة تهديداتها وحشود فرقها الاقتحامية باحتلال جزء من الجنوب مهما تكن مقاومة “حزب الله” لها.  فذلك لأن الحقيقة المفجعة تبقى في فقدان دولة الحماية التي تحمي الثغور والحدود من داخل وخارج ولا تكون سلطة خارج سلطتها وقرار خارج قرارها.
تبعاً لذلك لا نملك إلا السؤال “الساذج”: كيف للدولة أن توقف الاحتلال ما لم تبدأ بإعلان نفير دراماتيكي حاسم باستعادة السلطة الشرعية كاملة على الحدود؟