هل انتهى ترشيح الثنائيّ لسليمان فرنجيّة؟

4 أكتوبر 2024
هل انتهى ترشيح الثنائيّ لسليمان فرنجيّة؟


تسارعت الأحداث في لبنان منذ اغتيال الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، فقد أعلن العدوّ الإسرائيليّ عن بدئه غزواً بريّاً في لبنان، بينما خرج رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليكشف أنّه مستعدّ للدعوة لجلسة إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة من دون عقد طاولة حوار، على أنّ تتّفق الكتل النيابيّة في ما بينهما على مرشّحٍ توافقيٍّ لا يُشكّل تحديّاً لأحد.

 
واللافت أيضاً ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤول في “حزب الله” قوله إنّ “الحزب” كلّف برّي للتفاوض عنه في ملف الرئاسة. ويبدو أنّه بعد اغتيال نصرالله وزيادة المخاطر الإسرائيليّة على لبنان، فإنّ “الثنائيّ الشيعيّ” تنازل أخيراً عن دعم رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة ويعمل لأنّ يكون للبنان رئيس في أقرب وقتٍ.
 
وفي أوّل تعليق، قالت “القوّات اللبنانيّة” في بيان، إنّها “جاهزة في أيّ وقت للتجاوب مع دعوة رئيس المجلس مع جلسة انتخابيّة فعليّة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة، وكل ما يقال عكس ذلك في وسائل إعلام الممانعة هو تجنٍّ وافتراء وتحوير للوقائع معروفة خلفيّاته ومكشوفة أهدافه ومفضوحة أغراضه”.
 
كذلك، فإنّه لم يصدر حتّى اللحظة موقف واضح من تيّار “المردة” على ما طرحه برّي، الأمر الذي يُفهم منه أنّ الرسالة وصلت إلى فرنجيّة من أنّ الظروف غير مناسبة لانتخابه، وخصوصاً بعد إستشهاد نصرالله وزيادة إسرائيل من وتيرة عدوانها على لبنان. وأيضاً، فإنّ وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيسٍ توافقيّ من دون حوارٍ يصبّ في مصلحة “المعارضة” ورئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل.
 
في المقابل، يُعتبر الحديث عن أنّ الرئيس المقبل يجب أنّ لا يكون مستفزّاً لأيّ طرف، رسالة أيضاً إلى قائد الجيش جوزاف عون الذي يُعارض تكتّل “لبنان القويّ” وصوله إلى بعبدا، على الرغم من وجود أفرقاء داعمين له بقوّة ومنهم “القوّات” و”الثنائيّ الشيعيّ” الذي لم يُبدِ منذ بدء الفراغ رفضه له.
 
ويعتقد البعض أنّ تغيير “الثنائيّ الشيعيّ” موقفه من ترشيح فرنجيّة جاء بعد اغتيال نصرالله، فالأخير كان حين يُعلن عن دعمه لأيّ شخصيّة لا يتنازل عنها أبداً ويُوصلها إلى الرئاسة مهما بلغت مدّة الفراغ الرئاسيّ. وكما يبدو، فإنّ برّي أصبح أكثر تحرّراً سياسيّاً وبات الملف الرئاسيّ ثانويّاً بالنسبة لـ”حزب الله” وأبرز دليلٍ على ذلك تفويضه رئيس البرلمان في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسيّ. وهنا يجب الإشارة إلى أنّ التنسيق لا يزال كبيراً بين “الحزب” وعين التينة، والعلاقة بينهما لا تزال جيّدة ولا خلافات بينهما حتّى ولو كان رئيس حركة “أمل” يُطالب بانتخاب شخصيّة توافقيّة غير فرنجيّة.
 
وبعد توجيه العدوّ الإسرائيليّ ضربات قويّة لـ”حزب الله” كان آخرها إستهداف نصرالله وتدمير الضاحية الجنوبيّة ومناطق جنوبيّة وبقاعيّة عديدة، إضافة إلى إستمرار مُحاولته بغزو لبنان بريّاً، فإنّ التسويّة التي قد تحصل ربما لن تكون لصالح “الحزب” وحتّى لو نجح بصدّ الهجوم البريّ الإسرائيليّ، فتل أبيب تعتبر نفسها أنّها أصبحت في الموقع القويّ وهي بمُساعدة ودعم الولايات المتّحدة الأميركيّة تقصف لبنان وسوريا وغزة واليمن وإيران، ولن تتراجع بسهولة عن شروطها لإنهاء الحرب حتّى لو خسرت الكثير من عسكرييها في الجنوب، لأنّها ستُغامر كيّ تخرج رابحة على حساب “الحزب” و”حماس” والحوثيين وطهران.