رغم الحديث الرائج عن التوغل الأوكراني الأخير في روسيا، وإرهاق جنود الكرملين، وشحنات أسلحة فلاديمير بوتين من إيران، إلا أن هناك عاملاً آخر يمكنه أن يحدد مصير أوكرانيا في العام المقبل.
في انتخابات الشهر المقبل، يبدو أن الناخبين الأميركيين لديهم خيار تنصيب إما رئيس من شأنه أن يعزز المهود الحربية في كييف، أو قد يتدخل ليحكم بشأنها كما يلفت تقرير لصحيفة “تليغراف” البريطانية.
لكن، من الناحية النظرية، بينما ورثت كامالا هاريس موقف جو بايدن المخلص لأوكرانيا إلى جانب مكانته الأولى في السياسة الخارجية، إلا أنه من الناحية العملية أصبح غير واضح أي هذه الخيارات ستتخذ نائب الرئيس.
اهتمام يتضاءل
في اجتماعها السابع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 26 أيلول، تعهدت “بضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب “، بحجة أن بوتين “يمكن أن يُنهي الحرب غداً” بسحب قواته.
وفي خطابها أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهو أهم خطاب لها منذ أن أصبحت مرشحة للحزب، قالت إنها ستواصل المساعدات الأميركية، و”تقف بقوة مع أوكرانيا وحلفائنا في الناتو”.
ولكن، كما لاحظ الناخبون الذين يهتمون بمستقبل أوكرانيا، في مقابلة مع شبكة “سي.بي.إس” مساء الإثنين، رفضت أن تقول إنها تؤيد انضمام البلاد إلى ناتو، وهي سياسة تبنتها الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون منذ 2008. وقالت: “هذه كلها قضايا سنتعامل معها متى وصلت إلى تلك المرحلة”.
وفي علامة أخرى على أن هاريس قد تكون في الواقع حليفاً أضعف في الحرب ضد روسيا مما كان يعتقد سابقاً، نادراً ما تذكر الحرب في الحملة الانتخابية، مفضلة التحدث عن القضايا الداخلية، وأحيانا عن الصراع في غزة.
في المناظرة الرئاسية الأخيرة، سئلت هاريس إذا كانت تريد أن تكسب أوكرانيا الحرب، فأعطت إجابة طويلة لكنها لم تتضمن “نعم”.
وعند بعض الأميركيين، يبدو الأمر كما لو أن التزامها بالدفاع عن أوكرانيا يتضاءل. وقال يوجين لوسيو وهو أميركي أوكراني يشغل منصب رئيس فرع فيلادلفيا للجنة الكونغرس الأوكرانية، المؤيدة لأوكرانيا التي تأسست في 1940، للصحيفة إنه يشعر بالقلق من إضعاف التغيير في قيادة الحزب الديمقراطي لدعم الحزب لأوكرانيا، ومن أن يؤثر على المساعدات العسكرية إذا فازت هاريس في الانتخابات.
ومن التفسيرات لإهمال هاريس الواضح لأوكرانيا في الحملة الانتخابية، هو أن القضية ببساطة ليست الفائز في التصويت. فقد انخفض الدعم الشعبي الأميركي للمجهود الحربي الأوكراني منذ ذروته خلال الغزو الروسي في شباط 2022.
ومع انتهاء الواقع الطاحن للصراع وهجوم الخريف المخيب للآمال في أواخر 2023، انخفض عدد الناخبين الذين يدعمون المستوى الحالي للتمويل الأميركي لكييف إلى 28% فقط. وبحلول تموز العام أصبحت النسبة 24%.
وقال مات دوس، المحلل اليساري الذي شغل سابقاً منصب مستشار السياسة الخارجية لبيرني ساندرز: “الناس يهتمون أقل لأن أوكرانيا أقل في الأخبار.. هناك أزمات أخرى في جميع أنحاء العالم، وفي مقدمتها غزة”. (24.ae)