علق القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن إسكان مليون سوري في مدينتي تل أبيض ورأس العين، بالقول إنه “أمر خطير جدا يهدف إلى توطين غرباء في هذه المدن”.
وشدد عبدي على أن روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية “منع تغيير ديموغرافية المناطق المحتلة”، ودعا كلا من موسكو وواشنطن إلى “تنفيذ التزاماتهما ووضع آلية لعودة السكان الأصليين”.
وكان عبدي قد عقد لقاءً مع “هيئة الأعيان في شمال شرقي سوريا”، تطرق فيه إلى التطورات الأخيرة في المنطقة والعدوان التركي على المنطقة. وتحدث خلال اللقاء عن “الاتفاقات الدولية التي عقدت لحماية المنطقة من العدوان التركي والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي”، وأكد على “استمرار قواته في العمل على حماية التنوع والاستقرار والسلم في المنطقة وسوريا”.
وأوضح أن التركيز ينصب على “وضع مواطني شمالي شرقي سوريا بكافة مكوناتهم في الصورة وكشف كل التطورات والاتفاقات والتفاهمات المبرمة مع القوى الدولية والسورية”.
وكان الرئيس التركي قد قال، الثلاثاء، إن علاقات بلاده مع روسيا والولايات المتحدة، تمتاز بالشفافية والخلو من الأجندات السرية.
وأكد أن قوات بلاده ستنسحب من الأراضي السورية عندما يتم تطهيرها من التنظيمات الإرهابية، وخروج كافة القوات الأجنبية من هذا البلد.
وأشار أردوغان إلى أن دولا في الاتحاد الأوروبي سألته عن العملية في القمة الرباعية حول سوريا التي عقدت بالعاصمة البريطانية لندن مؤخرا، “ماذا تفعل تركيا في سوريا؟” قلت لهم: “ماذا تفعلون أنتم هناك؟” هل لدى ألمانيا وفرنسا وإنجلترا حدود مع سوريا؟ الجواب كلا”.
وقال “نحن لدينا حدود مع سوريا بطول 910 كيلومترات، ونتعرض باستمرار للتحرش عبر الحدود، فهناك هجمات علينا بقذائف الهاون والصواريخ، وسقط منا الكثير من الشهداء، بالطبع سنكون هناك. ويسألوننا متى ستغادرون؟” قلت لهم متى ستغادرون أنتم؟ نحن سنغادر سوريا عندما نقوم بتطهير تلك المنطقة من الإرهابيين، نحن ليست لدينا أطماع في الأراضي السورية”.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا تستضيف 4 ملايين من اللاجئين السوريين، وكان بإمكانها إبعادهم ولكنها لم تفعل، موضحا “كيف نستطيع إعادة هؤلاء اللاجئين الذين هربوا من البراميل المتفجرة؟”.
وأشار إلى أن بلاده منحت الجنسية التركية لـ110 آلاف من اللاجئين السوريين، وذلك لتمكينهم من دخول الوظائف والعمل داخل تركيا بشكل قانوني.
وأوضح أنها ستقوم بتوطين نحو مليون لاجئ سوري في المنطقة الحدودية بطول 444 كيلومترا، والممتدة من مدينة تل أبيض إلى الحدود العراقية، مشددا أن عودة اللاجئين ستكون على أساس طوعي.
وبيّن أردوغان أن هناك علاقات مصاهرة جرت بين الأسر التركية والسورية، خصوصا في ولايتي شانلي أورفة، وغازي عنتاب، لافتا إلى التقارب الثقافي بين الشعبين في المنطقة الحدودية للبلدين.
من جهته، خصص الاتحاد الأوروبي الـ6 مليارات يورو كاملة التي تعهد بها للاجئين في تركيا بموجب اتفاق عام 2016 مع أنقرة لوقف وصول المهاجرين إلى أوروبا، حسب ما أعلنت المفوضية الأوروبية.
وأفادت المفوضية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، الثلاثا،ء بأنه تم صرف 2.7 مليار يورو حتى الآن، مشيرة إلى أنه تم تخصيص 4.3 مليار يورو على شكل عقود مع الوكالات التي تنفذ عمليات لدعم المهاجرين.
ويجب أن يصل إجمالي المدفوعات إلى 3 مليارات يورو نهاية 2019، مع زيادة أخرى إلى 4 مليارات يورو بحلول نهاية 2020.
وصرح مسؤول بالمفوضية بأن التعبئة الكاملة لمبلغ 6 مليارات يورو تؤكد وفاء الاتحاد الأوروبي بوعوده، مضيفا أنهم سيواصلون دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في تركيا بالعديد من المجالات المختلفة.
من جهته قال مفوض الاتحاد لإدارة الأزمات جانيز ليناريتش، إن دعم اللاجئين في تركيا يمثل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الدعم يغطي الاحتياجات الأساسية لأكثر من 1.7 مليون لاجئ، مثل الإيجار والدواء.
وفي مقابل تعهد الاتحاد الأوروبي بتوفير التمويل وغيره من الالتزامات، وافقت أنقرة عام 2016 على منع المهاجرين واللاجئين من محاولة الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يشهد انقسامات بين الدول الأعضاء بشأن كيفية التعامل مع المهاجرين الذي يصلون إليه.