نفذت إسرائيل، السبت، 3 موجات من الهجمات “غير المسبوقة” على إيران، بعد أسابيع من الوعيد، مستهدفة نحو 20 هدفاً عسكرياً في محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان “دقيقاً وحقق كل أهدافه”، لافتاً إلى أن تلك الهجمات أثرت على قدرات إيران الدفاعية.
ولجأت إسرائيل إلى استخدام مقاتلاتها، التي تعتبر مصدر القوة الأكبر في الجيش لشن ضرباتها على إيران، ورغم لجوءها لسلاحها الجوي، إلا أنها تمتلك ترسانة قوية من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى التي يمكنها لعب دور مهم في إحداث ضربة استباقية لدفاعات الخصوم.
وفي هذا الصدد، رصد موقع Missile Threat أبرز الصواريخ في الترسانة الإسرائيلية، وتالياً أنواعها وميزاتها.
“هاربون” Harpoon
و”هاربون” هو صاروخ كروز مضاد للسفن دون سرعة الصوت من تصميم الولايات المتحدة، ودخل الخدمة منذ عام 1977، إذ جرى إنتاج العديد من المتغيرات منذ إنشائه، بما في ذلك الإصدارات التي يتم إطلاقها من الجو ومن السفن ومن الغواصات.
كذلك، خضع للعديد من الترقيات لتحسين مداه وتوجيهه، وتم تصدير متغيرات من الصاروخ إلى 32 دولة، إذ بدأت البحرية الأميركية تطوير صاروخ Harpoon المضاد للسفن والمصمم لاستهداف الغواصات السطحية في العام 1965.
ولأن الصاروخ كان يستهدف “الحيتان”، وهو المصطلح البحري الذي يشير إلى الغواصات، فقد أطلق عليه اسم Harpoon والذي يعني بالعربية “الحربة”.
وفي أعقاب غرق المدمرة الإسرائيلية “إيلات” في عام 1967 بصواريخ كروز Styx السوفييتية الصنع المضادة للسفن، أدركت البحرية الأميركية وجود فجوة متزايدة الاتساع في قدراتها، فتعاقدت مع شركة “ماكدونيل دوجلاس” لبدء برنامج صواريخ Harpoon.
وبحلول عام 1977، نشرت البحرية الأميركية Harpoon كصاروخ أساسي مضاد للسفن للاستخدام على مستوى الأسطول.
وتبع ذلك بعد فترة وجيزة إصدار صاروخ يتم إطلاقه جواً، وتم تجهيزه أولاً على متن طائرة البحرية في عام 1979، ثم على متن طائرات F/A-18 Hornet وقاذفة B-52H، من بين طائرات أخرى.
وتمكن الصاروخ Block 1 E (AGM-84E) الذي يتم إطلاقه من الجو، والمعروف باسم صاروخ الهجوم الأرضي من مسافة بعيدة (SLAM)، من استهداف الأصول الأرضية.
وجرى إطلاق صاروخ SLAM ذي الاستجابة الممتدة (SLAM-ER) لأول مرة في عام 1997، ما أدى إلى مضاعفة مدى صاروخ SLAM، فضلاً عن تقديم تقنية الاستحواذ التلقائي على الاستهداف.
وتم الكشف عن Harpoon Block 2 في عام 2009، وهو صاروخ مستقل بمدى يتجاوز الأفق، ويمكنه تنفيذ ضربات برية وجوية، فيما يجري حالياً تطوير Block II+.
وتم استخدام صاروخ Harpoon في القتال عدة مرات على مدار ما يقرب من 5 عقود من الخدمة، إذ يتم توجيه الصاروخ بالقصور الذاتي، ويمكنه حمل 224 كيلوغراماً، وله رأس حربي عالي التفجير.
ويعمل الصاروخ بمحرك نفاث بالوقود الصلب، بمدى يصل إلى 240 كيلومتراً، وسرعة 0.85 ماخ (دون سرعة الصوت العالية).
“أريحا-1” Jericho 1
ويعمل صاروخ “أريحا-1” الباليستي قصير المدى بالوقود الصلب وطورته وأنتجته إسرائيل، ويعد أول صاروخ نووي تمتلكه إسرائيل، وقد خرج من الخدمة في تسعينيات القرن الـ20.
ويتراوح مدى الصاروخ بين 500 – 720 كيلومتراً، إذ يتم إطلاقه من الصوامع، ويصل طوله إلى 13.72 متر، أما قطره 0.8 متر، في حين يبلغ وزن الإطلاق 6700 كلغ، وهو مزود برأس حربي شديد الانفجار، يمكن أن يكون تقليدياً أو نووياً.
عملت إسرائيل على تخزين صواريخ “أريحا-1” في كهوف تحت الأرض بمنطقة زكريا الواقعة جنوب غرب تل أبيب.
ورغم أن صواريخ “أريحا-1” خرجت من الخدمة، فمن المشكوك فيه أن ما لا يقل عن 90 صاروخاً من طراز “أريحا-2” بقيت في هذا الموقع.
ويعتقد أن إسرائيل أخرجت جميع صواريخ “أريحا-1” من الخدمة، واستبدلتها بصواريخ “أريحا-2” ذات المدى الأطول.
“أريحا-2” Jericho 2
وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب تم تطويره وإنتاجه في إسرائيل، إذ يتوقع أن يتم التخلص التدريجي منه بحلول عام 2026، واستبداله بصواريخ “أريحا-“3، وهي قيد التشغيل حالياً.
ويعتبر صاروخ “أريحا 2” متنقلاً على مرحلتين، يعمل بالوقود الصلب، وله رأس حربي فاصل، فيما يبلغ أقصى مدى له حوالي 1500 كيلومتر، وهو قادر على حمل ما يصل إلى 1500 كلغ من حمولة شديدة الانفجار أو رأس حربي نووي يصل إلى 1 طن متري.
ويبلغ طول صاروخ “أريحا-2” 15 متراً وعرضه 1.35 متر، ويقدر وزن إطلاقه بـ 22 ألف كلغ.
ويمكن إطلاق الصاروخ من صومعة أو شاحنة مسطحة أو مركبة TEL.7، تمنحه هذه القدرة على الحركة القدرة على الاختباء أو التحرك بسرعة أو الاحتفاظ به في صومعة صلبة، ما يزيد من مرونته ضد الهجوم الوقائي.
“أريحا-3” Jericho 3
و”أريحا-3″ وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب، طورته إسرائيل وأنتجته ليحل محل صواريخ “أريحا-2” الباليستية القديمة، وتم اختباره لأول مرة في عام 2008، ودخل الخدمة في عام 2011.
ويقدر طول الصاروخ ما بين 15.5 إلى 16 متراً، ويبلغ قطر جسمه 1.56 متر، فيما يقدر وزن الإطلاق بـ29 ألف كلغ، أما حمولته فتتراوح بين ألف و1300كلغ.
ويقال إن الصاروخ مزود برأس حربي نووي يبلغ وزنه 750 كلغاً وتتراوح قوته بين 150 و400 كيلو طن، أما مداه فيتراوح بين 4800 إلى 6500 كيلومتر ويستخدم التوجيه بالقصور الذاتي برأس حربي موجه بالرادار.
“دليلة” Delilah
وصاروخ Delilah قصير المدى متنقل طورته إسرائيل، وبالرغم من تطويره في الأصل، جاء ليكون بمثابة شرك للطائرات بدون طيار، وبعد ذلك تم تعديل صاروخ دليلة ليصبح صاروخاً خفيف الوزن ومضاداً للرادار.
ويبلغ طول الصاروخ 2.71 متر، وقطر جسمه 0.33 متر، ووزن الإطلاق 185 كلغاً، أما المدى الأقصى للصاروخ فيتراوح ما بين 250 و300 كيلومتر، ويحمل حمولات تتراوح بين 30إلى 54 كلغاً.
وبالرغم من أن جميع الطرازات تحتوي على محرك نفاث توربيني BS-175، إلا أن الطرازات التي يتم إطلاقها من الأرض ومن السفينة مجهزة أيضاً بمعزز يعمل بالوقود الصلب.
“لورا” LORA
و”لورا” هو صاروخ باليستي قصير المدى يعمل بالوقود الصلب، ويتم إطلاقه براً وبحراً، إذ طورته وتشغله إسرائيل. ويبلغ مداه 280 كيلومتراً.
وبحسب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المصنعة للصاروخ، فإن قطر الصاروخ يبلغ 0.624 متر وطوله 5.2 متر، بينما يبلغ وزن الإطلاق حوالي 1600 كلغ.
ويمكن لتلك الصواريخ حمل حمولة تصل إلى 600 كلغ، ونشر رأس حربي واحد شديد الانفجار أو ذخائر فرعية. ويستخدم الصاروخ نظام الملاحة بالقصور الذاتي/نظام تحديد المواقع العالمي، مع إمكانية المناورة أثناء الطيران.
ويبلغ مدى الصاروخ الأقصى 280 كيلومتراً، مع دقة محتملة تبلغ حوالي 10 أمتار، ويتم نقل الصواريخ في عبوات رباعية بواسطة السفن أو بواسطة مركبات سداسية الدفع. وعند حفظها داخل حاويات محكمة الغلق، يمكن أن تصل مدة صلاحية الصواريخ إلى 7 سنوات.
ويقال إن الصاروخ تم اختباره في نوفمبر 2003 ومارس 2004، فيما يُعتقد أنه دخل الخدمة في إسرائيل في عام 2007.
وفي يونيو 2017، أجرت إسرائيل تجربة إطلاق صاروخ “لورا” مرة أخرى من على سطح سفينة حاويات.
“بوباي” Popeye
وهو صاروخ جو-أرض إسرائيلي بمدى يتراوح بين 75 و90 كيلومتراً، إذ تم تطويره في أوائل الثمانينيات، ويمكنه نقل حمولة وزنها 350 كلغاً بدقة تصل إلى 3 أمتار.
ويقال إن هناك نسخة بعيدة المدى من هذا الصاروخ، وهي Popeye Turbo، قادرة على حمل رؤوس نووية.
ولا يُعرف سوى القليل من التفاصيل حول المراحل الأولى لتطوير صاروخ Popeye، فبعد إجراء أبحاث حول أنظمة التوجيه التلفزيوني منذ عام 1972، ورد أن شركة Rafael Advanced Defense Systems بدأت في تطوير صاروخ Popeye في أوائل الثمانينيات.
وقبلت القوات الجوية الإسرائيلية صاروخ Popeye 1 في الخدمة في عام 1986، فيما اختبرت طائرة F-16 تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في العام 1994، صاروخ Popeye 2، وهو نوع أصغر وأخف وزناً من الصاروخ، والذي ورد أنه دخل الخدمة مع الجيش الإسرائيلي في العام 1995.
ويعمل صاروخ Popeye 1 بالوقود الصلب ويبلغ وزنه عند الإطلاق 1360 كلغاً، وهو مسلح برأس حربي شديد الانفجار أو خارق يزن ما بين 350 و365 كلغ، ويبلغ مدى النسخة الأساسية منه 80 كيلومتراً.
ويستخدم صاروخ Popeye 1 نظام ملاحة بالقصور الذاتي للتوجيه في منتصف المسار ومستشعر TV أو IIR للتوجيه النهائي.
أما صاروخ Popeye 2، فيبلغ وزنه نحو 1135 كلغاً، وهو معتمد ليتم تحميله على طائرات F-16، ويبلغ مداه 75 كيلومتراً.
وعلى عكس Popeye 1، يستخدم الصاروخ نظام ملاحة بالقصور الذاتي معزز بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للتوجيه أثناء الرحلة.
ويتوفر Popeye 2 برأس حربي متفجر يزن 350 كلغاً أو رأس حربي خارق يزن 352 كلغاً. وبين عامي 2003 و2004، طورت شركة “رافائيل” نموذجاً أخف وزناً من طراز Popeye للسوق الهندية يُدعى Raptor أو Crystal Maze.
فيما جرى تطوير متغير Popeye Turbo، وهو يعمل بمحرك توربيني مروحي تم تطويره بعد عام 1994، إذ يقال إن النموذج الذي يتم إطلاقه جواً يمتلك نظام حمولة وتوجيه مماثل لنظام Popeye الأساسي، مع مدى يتراوح بين 200 و350 كيلومتراً.
ويتكهن المحللون أيضاً بأن إسرائيل اختبرت صاروخاً أطول يتم إطلاقه من الغواصات ويقدر مداه بنحو 1500 كيلومتر. (الشرق للأخبار)