تواصل إسرائيل هجماتها اليومية على قطاع غزة وأماكن متفرقة في لبنان، وسط دعوات عالمية وإقليمية بوقف الحرب، لكن تل أبيب تبدو على وشك فتح جبهة جديدة في سوريا.
الجيش الإسرائيلي بدأ يعترف بتوجيه ضربات في دمشق وبلدات أخرى بشكل رسمي، بعد عام كامل أعلنت خلاله وكالات الأنباء المحلية تعرض سوريا لعشرات الضربات دون أي ردود إسرائيلية.
وكشفت إسرائيل عن مشاهد من طائرات مقاتلة حربية قالت إنها تخص أهدافاً على الأراضي السورية لحركة الجهاد، كاعتراف رسمي بدخولها الأجواء السورية وتنفيذ عمليات عسكرية.
وفي الوقت نفسه بدأت تحركات إيرانية لسحب كبار الضباط في دمشق، خوفاً من استهدافهم بالضربات الإسرائيلية المتنوعة.. فهل تنقل تل أبيب ثقلها العسكري إلى العاصمة السورية؟
تطور رسمي
في تطور واضح للتعامل الإسرائيلي مع الملف السوري، اعترف الجيش الإسرائيلي مؤخرا عدة مرات بتنفيذ عمليات عسكرية جوية داخل المجال الجوي في سوريا.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن مشهد من مقاتلة حربية، قال إنها استهدفت المقر الرئيسي لحركة الجهاد في دمشق، كأول مقطع يُنشر رسميا لعمليات عسكرية في سوريا.
وطورت إسرائيل عملياتها في سوريا إلى “الاستهداف المباشر” والمعلن رسميا من خلال الجيش، وسط اتهام الإعلام المحلي السوري إسرائيل بتنفيذ عشرات الهجمات.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن اجتماع لرئيس الأركان هيرتسي هاليفي مع الجنود وإخبارهم بتكثيف العمليات في لبنان والعمق السوري.
وقال هاليفي “نعمل بقوة كبيرة ونهاجم في بيروت والضاحية الجنوبية لها وفي العمق السوري، ونجحنا في القضاء على الكثير من القادة والمقاتلين، وقدراتهم العسكرية”.
وصرح رئيس الأركان الإسرائيلي رسميا، في بيان نُشر الثلاثاء 12 تشرين الأول، بتكثيف العمل داخل سوريا، قائلا “نهاجم في سوريا كثيرا في العمق وعلى الحدود مع لبنان، حتى لا تدخل الأسلحة إلى حزب الله”.
وكثفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية في الأيام الأخيرة، ما يعني أنها أدخلت سوريا ضمن بنك أهدافها اليومي مع لبنان وغزة، ما يشير إلى احتمالية تفاقم الوضع في دمشق على خطى البلدان التي تتعرض للقصف الإسرائيلي.
هل استقبلت إيران الرسالة؟
مع دخول سوريا بنك أهداف المقاتلات الحربية الإسرائيلية، بات الخطر وشيكا على العناصر الإيرانية هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في السابع من تشرين الثاني الجاري، إن القوات الروسية منعت الجماعات المدعومة من إيران من الانتشار في بعض المناطق السورية لتجنب التصعيد العسكري واستهدافهم من إسرائيل.
وأشار تقرير سابق لوكالة “رويترز” إلى سحب طهران كبار ضباطها العسكريين بشكل تدريجي من سوريا على مدار الأشهر الماضية، تجنبا لاستهدافهم.
وعلى المستوى الرسمي، تحركت إيران ضد إسرائيل بعد تكثيف الضربات في سوريا، دون أن تشير إلى أنها تعرضت لاستهداف مباشر على الأراضي السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقاني، إن طهران تدين هجمات إسرائيل على مناطق متفرقة في دمشق، وخاصة المبنى السكني الذي تعرض للقصف، وفقا لما نشره موقع “فويس أوف أميركا”.
ودعت إيران إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، بما في ذلك حظر الأسلحة وطردها من الأمم المتحدة، بسبب تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا التي لا تشكل تهديدا لها.
لماذا تضرب إسرائيل سوريا؟
قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن إسرائيل نفذت أكثر من 100 ضربة على مواقع متفرقة في سوريا منذ اندلاع حرب 7 تشرين الأول 2023 في غزة، بينما لم تعترف إسرائيل سوى بعدد قليل للغاية من الضربات في الفترة الأخيرة.
وأعلنت “سانا” استهداف إسرائيل لمنطقة المزة في العاصمة دمشق، الجمعة 15 تشرين الثاني، للمرة الثانية خلال يومين، وهي منطقة تضم مقرات أمنية وعسكرية ودبلوماسية ومؤسسات تابعة لمنظمات أممية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الغارات الإسرائيلية، الجمعة، على منطقة المزة استهدفت مجمعاً سكنياً عسكرياً، بينما أسفرت غارات الخميس عن مقتل 23 شخصا في ريف العاصمة.
وأعلن مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، استهداف إسرائيل بشكل مباشر للأراضي السورية، بغرض ملاحقة كل من له علاقة بالمحور الإيراني في المنطقة، على حد قوله.
وأضاف عبد الرحمن “تقول إسرائيل في رسالتها إلى إيران إنها ستلاحق كل أذرعها والفصائل المولية لها، حتى داخل سوريا”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف حركة الجهاد في سوريا، ويتهمها بالمساعدة في هجوم 7 تشرين الأول إلى جانب حركة حماس، وتقديم الدعم لحزب الله في جنوب لبنان”. (بلينكس – blinx)