ظروف وقف النار لم تنضج بعد

25 نوفمبر 2024
ظروف وقف النار لم تنضج بعد


كتب جوني منيّر في ” الجمهورية”: لم يتفاجأ كثير من المراقبين من فشل مهمّة هوكشتاين ولو موقتاً. فهو سيغيب لفترة لا تقل عن أسبوعين بسبب عطلة «عيد الشكر »، في وقت يعتقد البعض أنّ الوقت يسابقه وقد يرحل مع إدارة بايدن قبل أن يستطيع العودة مجدداً الى المنطقة. وعلى رغم من ذلك، فإنّ ورقة البنود ال 13 لم تسقط بل وضعتها إسرائيل جانباً، أملاً في تعديلها في حال تمكّنها من إحراز أوراق ميدانية في الجنوب، والأهم أن تكون الظروف الإقليمية العريضة قد نضجت وأصبحت ملائمة لإنجاز الصفقة الكبرى وهنا بيت القصيد.  


Advertisement

]]>

فعلى المستوى الإيراني، كان لافتاً كلام مستشار المرشد علي لاريجاني، حين كتب على حسابه على منصة «إكس » أنّ طهران وواشنطن دخلتا في وضع جديد في ما يتعلق بالملف النووي »،
وتابع قائلا إنّه «إذا أرادت الإدارة الأميركية الجديدة أن لا نمتلك سلاحاً نووياً فعليها قبول شروطنا مثل تعويض الخسائر ومنح امتيازات أخرى ». والسؤال البديهي هنا عن المقصود تحديداً بالوضع الجديد، وعمّا إذا كان يعني بدء المفاوضات، خصوصاً أنّ كلامه كان موجّهاً حصراً إلى الإدارة الجديدة، أي إدارة دونالد ترامب. كذلك فهو تحدث عن تعويضات وامتيازات. 
ومن الواقعي الإعتقاد بأنّ إسرائيل قد تجد أنّ من الأفضل تأجيل أي تسوية عريضة مع لبنان إلى حين وصول إدارة ترامب وإنجازها لصفقة كبرى وعندها تكون التسوية اللبنانية أحد فروعها. وفي انتظار هذا الوقت ستعمل إسرائيل على توظيف الوقت الفاصل عبر السعي للوصول براً إلى الليطاني بهدف تدمير كل البنية التحتية العسكرية ل «حزب الله »، ما يجعل من الصعوبة بمكان إعادة ترميمها لاحقاً. وهو ما سيسمح أيضاً بتعديل بعض البنود لمصلحتها. ولذلك أيضاً ردّ «حزب الله » بنحو قوي وعنيف بهدف زيادة الضغط الداخلي على نتنياهو، وبالتالي عدم منحه ترف الوقت، وأيضاً للإيحاء بأنّ قدرات «حزب الله » العسكرية لا تزال قوية وقادرة. وتلفت هنا الزيارة التي قام بها قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال مايك كوريلا إلى تل أبيب، حيث اجتمع برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وتركز البحث على الوضع العسكري في لبنان. 
لكن ثمة قلقاً عند اللبنانيين من أن تغرق إدارة ترامب في التعقيدات، وأن تنزلق إلى المواجهات وبالتالي الإبتعاد رويداً رويداً عن فرض الحلول. وقد يكون لهذا القلق أسبابه الوجيهة والمحقة، لكن لإدارة ترامب برنامجها الإصلاحي الداخلي الصاخب، ما يجعلها ملزمة بإنجاز التسويات الخارجية للتفرّغ للملفات الداخلية الصعبة. كما أنّ ترامب هو رجل الصفقات والإقتصاد. والمقصود هنا أنّ إنجاز التفاهمات مع إيران حول النووي ومع روسيا حول أوكرانيا سيؤدي الى شطب العقوبات والتي يعتبرها أنّها أثرت سلباً على قوة الدولار. 
وفي هذا الإطار اعترف أحد زعماء الحزب الديموقراطي الاميركي، أنّ الإقتصاد كان السبب الرئيسي لخسارة حزبه الإنتخابات، وبالتالي فإنّ ترامب ملزم من الآن لتحسين معيشة الأميركيين لضمان ولائهم في معاركه الداخلية الصعبة التي يتأهّب لخوضها. باختصار، فإنّ ظروف التسوية في لبنان لم تنضج بعد، ولو أنّها لن تتأخّر كثيراً ربطاً بالصفقة الدولية الكبرى