ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أنه “حتى بالنسبة لبلد يعيش في حالة حرب منذ أكثر من ألف يوم، كان الشهر الماضي صعباً على أوكرانيا. فقد حصلت روسيا على 11 ألف جندي من كوريا الشمالية ومرتزقة من اليمن للمساعدة في مشروعها لمحو أوكرانيا، كما سحقت موسكو شبكة الطاقة في أوكرانيا بشراسة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وأطلقت أسلحة تجريبية متوسطة المدى، وتستمر في تحقيق مكاسب في الشرق. أضف إلى ذلك، فوز دونالد ترامب، المرشح المفضل لدى روسيا، بالنتخابات الرئاسية الأميركية، ووعد بإنهاء الحرب في غضون “24 ساعة”، وبالطبع بطريقة لا تصب في صالح أوكرانيا”.
وبحسب الصحيفة، فإن “السؤال الذي طُرِح باستمرار على مدى الأسبوع الماضي هو: “هل يصعد الغرب الحرب؟”. ويشير السؤال إلى إلغاء بعض القيود المفروضة على أوكرانيا والتي منعتها من استخدام الصواريخ الغربية لضرب الأراضي الروسية. وبعيداً عن كونها تصعيدية، فإن السياسة الغربية بشأن الحرب يمكن وصفها في الواقع بأنها تدريجية، خاصة من خلال عدم منح أوكرانيا الأسلحة بكثافة، الأمر الذي لا يسمح لكييف بإمكانية دفع روسيا إلى الخارج. والسبب وراء عدم منحها هذه الفرصة مزدوج. أولا، سوف يكلف ذلك الكثير. فالحروب مكلفة، والحكومات الديمقراطية التي تعتمد على ناخبيها لا ترغب في إخبارهم بذلك. أما السبب الثاني فهو التصعيد. فبغض النظر عن مدى تصعيد روسيا، فإن الولايات المتحدة على وجه الخصوص لم ترغب في الرد”.
وتابعت الصحيفة: “بناء على ما حدث في أوكرانيا، فقبل ضم شبه جزيرة القرم وغزو روسيا لمنطقة دونباس الأوكرانية في عام 2014، رفض الغرب تقديم أي مساعدة عسكرية لأوكرانيا أو فرض عقوبات على روسيا بشكل هادف على الرغم من سجلها الحافل بالعدوان وزعزعة الاستقرار وبدء الحروب في أماكن أخرى. وفي السنوات الثماني التي مرت بين ذلك والغزو الروسي الكامل في عام 2022، قدم الغرب كميات ضئيلة من المعدات العسكرية، وكانت عقوباته على روسيا خفيفة. وعندما بدأ الغزو، عرضت ألمانيا ارسال الخوذات فقط، ولم تصل دباباتها إلا بعد عام. ولم تبدأ طائرات إف-16 المقاتلة في التحليق حتى آب من هذا العام. ولم يكن من الممكن إطلاق صواريخ ستورم شادو البريطانية على الأراضي الروسية حتى الأسبوع الماضي. وقد تمت الموافقة الآن على الألغام المضادة للأفراد، ولكنها لم تصل بعد”.
وأضافت الصحيفة: “لو تم تسليم المعدات قبل الغزو، وتم منح الإذن باستخدامها بعد ذلك مباشرة، لكانت أوكرانيا بالتأكيد في وضع أفضل الآن. لا يمكن للمرء أن يجزم بأن أوكرانيا كانت لتطرد روسيا من أراضيها، ولكن من غير الممكن أن يجزم أيضاً بأن روسيا كانت لتغزو على الإطلاق لو كانت أوكرانيا مسلحة بشكل أفضل. ولكن ما يمكننا قوله، مع ذلك، هو أن المعركة كانت لتكون أكثر عدالة وأن عدد الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم كان أقل، سواء على الخطوط الأمامية أو في المدن الكبرى”.
وبحسب الصحيفة، “ما هو مطلوب لأوكرانيا لكي تحظى بأي فرصة للاستمرار كدولة ذات سيادة هو وقف التغذية المحدودة. وتشمل هذه الخيارات استخدام احتياطيات روسيا العالقة البالغة 300 مليار دولار، وتشديد العقوبات، وإرسال المخزونات الحالية من المعدات والذخائر، والاستثمار في الصناعات الدفاعية في الدول الأعضاء الأوروبية بهدف محدد هو إمداد أوكرانيا، وإزالة أي قيود لا تزال قائمة على استخدام الأسلحة لاستهداف القوات الروسية أو الإمدادات أو خطوط الإمداد أو البنية الأساسية داخل روسيا، وتدمير الصواريخ الروسية فوق الأراضي الأوكرانية كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل، ونشر قوات حلف شمال الأطلسي في غرب ووسط أوكرانيا للمساعدة في الخدمات اللوجستية والإمدادات والتدريب لتخفيف الضغوط على الجيش الأوكراني، ووضع خطة عضوية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي من أجل الأمن في المستقبل”.
ورأت الصحيفة أن “هناك سببا آخر لعدم قيام الغرب بكل ما في وسعه، فأوكرانيا تعتبر دولة “غير أوروبية” ومن السهل تجاهلها. ولكن هناك مشكلة واحدة فقط في هذا، فأوكرانيا هي خط المواجهة، ومولدوفا، التي كانت ذات يوم جزءاً من إمبراطورية الكرملين، بدأت تترك فلك روسيا وهي بالتأكيد في خطر. كما تعمل بولندا ودول البلطيق على “إثارة عداوة” روسيا من خلال وجودها بشكل مستقل عن سيطرة موسكو. عند أي نقطة يدرك العالم الغربي أن هذه الحرب يجب أن تُخاض وتُربح، وليس أن تدار ثم تُخسر؟”