اليأس الزحلي
فالاقتصاد الزحلي بلغ حالة من اليأس لم يشهد لها مثيلاً “حتى في عز أيام الحرب”، كما يقول القيمون على السوق في المدينة.
هذا الواقع الزحلي القاتم ليس وليد المرحلة الأخيرة طبعاً، بل جاء نتيجة عوامل اجتمعت لتفقد سوقها دوره التجاري، بدءًا من الأزمة السورية، وإقفال الحدود البرية على الرواد العرب من أردنيين وخليجيين، وحتى سوريين كانوا يقصدون زحلة للسياحة والتزود باحتياجاتهم. ووليد الاكتفاء الذاتي الذي حققته القرى البقاعية التي كان أهلها يقصدون عاصمة القضاء الإدارية، للتزود باحتياجاتهم. وهذا إضافة إلى انكفاء التجار أنفسهم عن تأمين سلع مختلفة تشعر الزبون بقيمة إضافية يحققها في التسوق في زحلة. وهكذا باتت حتى الـ500 ليرة التي تنفق على عدادات البارك ميتر “بلا جدوى” بالنسبة للمتسوقين، فحمّلها التجار مسؤولية تراجع عدد الزبائن، من دون أن يرتفع عددهم مع إلغاء هذا الرسم على التوقف.
متاجر الـ ” outlet” وحانات السهر
وسط هذه الأزمات المتكررة، تسللت الحركة التجارية في زحلة إلى خارج سوقها التقليدي ومن دون تخطيط مسبق، مع تغير الخارطة التجارية، وطبيعة أداء التسوق. وذلك نحو مجمعات الـ”outlet” التي تناسب الإمكانيات المالية المتراجعة لدى اللبنانيين عموماً. فاجتاحت هذه المؤسسات أوتوستراد المدينة الذي يربطها بقرى القضاء، وكاد وسط زحلة يتحول مدينة أشباح منسية، لولا مبادرات شبابية أعادت ضخ الحياة في شرايينها، ووضعت حانات زحلة على مسار المدن التي تؤمن “المتعة الليلية”. وبدأ أهل السوق يتحدثون عن دور جديد له، إلى أن انفجرت الأزمة اللبنانية الأخيرة.
وفي إحصاء غير رسمي أجرته بلدية زحلة، أظهرت الأرقام ولادة أكثر من 40 مؤسسة جديدة بين حانات ومقاه واستراحات خلال السنوات الثلاث الماضية . فتوجه شبان وشابات كثيرون نحو هذا النوع من الاستثمارات الذي ارتبط بطبيعة المدينة وبيئتها المنفتحة على محيطها، والتي تسمح باستقبال هواة السهر في أجواء تشجع الحرية، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية.
تفشي عدوى ظاهرة الحانات والملاهي الليلية، حمس الشباب والمستثمرين على اختيار أفضل المواقع لها، وبقيم تأجيرية فتحت شهية بعض أصحاب المحلات في المباني التراثية القديمة على استثمارها في قطاع السياحة والسهر. لكن ما لم يكن من حسابات هؤلاء، هو الوقوع في أزمة سيولة خانقة، أدى ترافقها مع التلاعب بسعر صرف الدولار، إلى قلب ميزانية هذه الحانات والمؤسسات السياحية، من إيجابي إلى سلبي في أقل من شهرين”.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.