تحاول إسرائيل ضمّها.. ما هي هضبة الجولان وما أهميتها؟

12 ديسمبر 2024
تحاول إسرائيل ضمّها.. ما هي هضبة الجولان وما أهميتها؟


نفت إسرائيل اليوم الثلاثاء توغل قواتها في الأراضي السورية إلى ما وراء المنطقة العازلة مع هضبة الجولان منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وبعد الإطاحة بالأسد ونهاية حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاماً، دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة المنزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية عقب حرب عام 1973. وقد وصفت إسرائيل التوغل بأنه خطوة مؤقتة تهدف إلى ضمان أمن الحدود.

السبب في الخلاف على المنطقة
كانت هضبة الجولان جزءاً من سوريا حتى عام 1967 عندما احتلت إسرائيل معظم المنطقة خلال حرب الأيام الستة، ثم ضمتها عام 1981. لم يحظَ ضم الجولان باعتراف دولي، حيث لا تزال سوريا تسيطر على جزء من الهضبة وتطالب بانسحاب إسرائيل من بقية المنطقة. إلا أن إسرائيل رفضت هذا المطالب بدعوى مخاوف أمنية.

حاولت سوريا استعادة هضبة الجولان في حرب عام 1973، ولكن من دون جدوى. وفي عام 1974، وقعت إسرائيل وسوريا اتفاق هدنة، ومنذ ذلك الحين ساد الهدوء النسبي في المنطقة.

وفي عام 2000 أجرت إسرائيل وسوريا أرفع محادثات بينهما في شأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام، لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى عام 2019 أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وجاء التحول الأميركي الكبير على غرار قرار ترمب عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة، وهو ما أسعد إسرائيل لكنه أثار غضب الفلسطينيين وكثير من الزعماء السياسيين والقيادات الدينية في العالم العربي.

لماذا تريد إسرائيل الجولان؟
كانت إسرائيل تقول خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد في سوريا إن الصراع يظهر الحاجة إلى الاحتفاظ بالجولان لتكون منطقة عازلة بين البلدات الإسرائيلية والاضطرابات في جارتها، كما عبرت الحكومة الإسرائيلية عن مخاوفها من أن إيران، حليفة نظام الأسد لفترة طويلة، تسعى إلى وجود دائم في الجانب السوري من الحدود لتشن هجمات على إسرائيل.

وشنت إسرائيل غارات جوية متكررة على أهداف عسكرية يشتبه في أنها إيرانية داخل سوريا خلال الاعوام التي سبقت الإطاحة بالأسد، فيما يطمع الجانبان بشدة في الموارد المائية والتربة الخصبة في مرتفعات الجولان.

من يعيش هناك؟
يعيش نحو 55 ألف شخص في الجولان التي تحتلها إسرائيل، 24 ألفاً منهم دروز، وهم أقلية عربية تستمد عقيدتها من أحد فروع الطوائف المنبثقة عن الإسلام، وفقاً للمحلل إفراهام ليفين من مؤسسة “ألما” البحثية الإسرائيلية المتخصصة في التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل على حدودها الشمالية.

وكان كثيرون من الدروز في سوريا موالين لحكومة الأسد منذ فترة طويلة، وينقسم كثير من العائلات على جانبي الخط الفاصل، وبعد أن ضمت الجولان منحت إسرائيل الدروز خيار الحصول على الجنسية، لكن معظمهم رفضوا ولا يزالون يحملون الجنسية السورية.

ويعيش هناك أيضاً قرابة 31 ألف مستوطن إسرائيلي، يعمل كثير منهم في الزراعة والسياحة، وفقاً للمحلل ليفين.

قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان هناك توتر بين القوات الإسرائيلية والسورية، لكن في عام 2014 اجتاح مسلحون متشددون يسعون إلى الإطاحة بالأسد محافظة القنيطرة في الجانب السوري، وأجبر المسلحون القوات السورية الحكومية على الانسحاب وفرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.

وظلت المنطقة تحت سيطرة مسلحي المعارضة حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية الحكومية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمراً بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح لمسلحي المعارضة بالانسحاب.

ما الذي يفصل الجانبين في الجولان؟
تتمركز قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معسكرات ونقاط مراقبة في الجولان يدعمها مراقبون عسكريون من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، وهناك “منطقة فصل” يطلق عليها عادة المنطقة منزوعة السلاح بين الجيشين الإسرائيلي والسوري تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع، ولا يسمح لقوات الجانبين بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وبموجب اتفاق فك الاشتباك الموقع في الـ 31 من مايو (أيار) 1974، اُستحدث الخط “ألفا” إلى الغرب من منطقة الفصل حيث يجب أن تبقى القوات الإسرائيلية خلفه، وخط “برافو” إلى الشرق الذي يجب أن تظل القوات السورية وراءه، وهناك منطقة تمتد مسافة 25 كيلومتراً خلف “منطقة الفصل” على الجانبين تخضع لقيود على عدد القوات وكمّ ونوعية الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها الجانبان هناك.

وهناك معبر وحيد بين الجانبين الإسرائيلي والسوري جرى استخدامه حتى تفجرت الحرب السورية عام 2011، وهو مقتصر في معظم الأحيان على قوات الأمم المتحدة وعدد محدود من المدنيين الدروز، إضافة إلى نقل المنتجات الزراعية. (إندبندنت عربية)