نجا قبل ساعات من قرار الإعدام.. رحلة سجين سوري بين الحياة والموت

18 ديسمبر 2024
نجا قبل ساعات من قرار الإعدام.. رحلة سجين سوري بين الحياة والموت


روى المدون والناشط السياسي السوري بشار برهوم تفاصيل مؤلمة عن رحلته في معتقلات النظام السوري، مشيرًا إلى أنه نجا بأعجوبة من حكم الإعدام. وتحدث في لقاء مع “RT” عن تجربته، التي شبّهها بمأساة الأديب الروسي دوستويفسكي، الذي نجا من الإعدام قبل أن يُنفى إلى سيبيريا.








حياة تحت الأرض بلا شمس
وصف برهوم أوضاع السجون التي كان محتجزًا فيها بأنها لا إنسانية، مشيرًا إلى أنه قضى أيامًا في زنزانة تحت الأرض، دون أن يرى الشمس، ولم يكن يميز الليل من النهار إلا عبر مواعيد الوجبات. تحدث عن ظروف الاحتجاز المروعة، بما فيها الحرمان من الملح والطعام الكافي، ووصف ذلك بأنه وسيلة للتعذيب المتعمد.

وكشف برهوم عن تفاصيل الجلسة الأخيرة التي سبقت محاولة إعدامه، حيث طُلب منه الاعتذار عن مواقفه السياسية وانتقاداته لإيران، لكنه رفض بشدة. في تلك الليلة، كان ينتظر تنفيذ الحكم، قبل أن يفاجأ في الصباح بتكبيرات في الممر، تبعها هجوم من الثوار على السجن، ما أدى إلى تحريره وزملائه.

هدية ثمينة: حبات الملح
وسط هذا الجحيم، أشار برهوم إلى أن أبسط الأشياء، مثل حبات الملح، كانت تعدّ هدية ثمينة. تحدث عن سجانين خاطروا بتهريب الملح للسجناء رغم المخاطر التي كانت تهدد حياتهم.

الجلاد والسجان.. شخصيتان متناقضتان
سلط برهوم الضوء على شخصية الجلاد القاسية التي قابلها خلال التحقيقات، حيث كان يعامل المعتقلين بعنف مفرط، مقارنة ببعض السجانين الذين وصفهم باللطفاء. أشار إلى أن الجلادين كانوا يتسمون بسادية مفرطة، معتبراً أن دراسة نفسيتهم قد تكشف أسباب القسوة التي يتسمون بها.

قصة بشار برهوم ليست مجرد شهادة على وحشية السجون السورية، بل هي أيضاً انعكاس لقدرة الإنسان على النجاة في مواجهة أقسى الظروف.