لمواجهة تويوتا والشركات الصينية.. هوندا تدرس الاندماج مع نيسان

18 ديسمبر 2024
لمواجهة تويوتا والشركات الصينية.. هوندا تدرس الاندماج مع نيسان


تدرس مجموعتا هوندا ونيسان إمكانية الاندماج مع بعضهما البعض لإنشاء تحالف قوي لمواجهة عملاق صناعة السيارات تويوتا، وهي أكبر شركة لإنتاج السيارات في العالم، والشركات الصينية المنافسة بمجال السيارات الكهربائية وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، تحدثوا لوكالة “بلومبرغ”.

وأعلن متحدث باسم هوندا، الأربعاء، أن الاندماج بين المجموعة اليابانية العملاقة لصناعة السيارات ومنافستها نيسان هو أحد الاحتمالات التي تتم مناقشتها حاليا بين المجموعتين اليابانيتين لكن لم يتقرر شيء بعد.

وقال المتحدث لوكالة فرانس برس “نحن نناقش احتمالات التعاون بين هوندا ونيسان في المستقبل ضمن مجموعة واسعة من الميادين وفي مجالات مختلفة، وهذه الاحتمالات تشمل التقارير الأخيرة، لكن لم يتقرر أي شيء بعد”.

منافسة محتدمة
وأفاد مصدر مطلع وكالة رويترز بأن هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة، وهي الخطوة التي ستسمح لهما بمشاركة المزيد من الموارد وسط منافسة محتدمة في الصناعة العالمية.

وأتى هذا الإعلان بعد تقارير أوردتها وسائل إعلام يابانية عديدة ومفادها أن المجموعتين على وشك أن تبدآ محادثات اندماج للتنافس مع تسلا وشركات أخرى في مجال صناعة السيارات الكهربائية.

وإثر هذه المعلومات قفز سعر أسهم نيسان في بورصة طوكيو للأوراق المالية بأكثر من 20% خلال جلسة التعاملات، الأربعاء، مما دفع ببورصة طوكيو لوقف التداول بهذا السهم.

وبحسب صحيفة نيكاي المالية اليابانية فإن هوندا ونيسان تدرسان تشكيل مجموعة قابضة تضم إليهما ميتسوبيشي موتورز التي تعد نيسان أكبر مساهم فيها.

وإذا كتب لهذه المجموعة القابضة أن ترى النور فستصبح عندها واحدة من أكبر مجموعات السيارات في العالم، بحسب الصحيفة نفسها.

وفي حين كان سهم نيسان يحلق في البورصة كان سهم هوندا يتراجع إذ بلغت خسائره قرابة الساعة 00:16 ت غ حوالى 2,76%.

وتراجع سهم هوندا بسبب الأعباء المادية التي تواجهها نيسان بعدما أعلنت في بداية نوفمبر الماضي أنها ستلغي 9000 وظيفة من قوتها العاملة في العالم وستخفض قدراتها الإنتاجية وذلك للتكيف مع تراجعات واضحة في مبيعاتها.

وستسمح المحادثات، التي كانت صحيفة نيكاي أول من تحدث عنها، لمجموعتي صناعة السيارات بتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا ومنافسة شركات صينية وشركة تسلا بمجال السيارات الكهربائية.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته نظرا لسرية المعلومات لرويترز إن المحادثات تهدف إلى إنشاء شركة قابضة شاملة تنضوي تحتها نيسان وهوندا.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الشركة القابضة الجديدة تهدف في نهاية المطاف إلى إنشاء اتحاد كامل بين الشركتين، غير أن نيكاي قالت إنهما بدأتا محادثات الاندماج.

مشهد متغير
وقد عززت هوندا ونيسان من علاقاتهما في الأشهر القليلة الماضية في ظل ما تواجهانه من مصاعب في التعامل مع المشهد المتغير في قطاع السيارات الذي تحدثه المركبات الكهربائية. وبالإضافة إلى المنافسة الشديدة، تواجه شركات صناعة السيارات أيضا تراجع الطلب في أوروبا والولايات المتحدة، مما يزيد من الضغوط عليها.

وأصدرت هوندا ونيسان، الثلاثاء، بيانين يفيدان بأن الشركتين لم تعلنا عن أي اندماج بينهما.

وقالت المجموعتان في بيانين منفصلين “مثلما أُعلن في مارس من هذا العام، تستكشف هوندا ونيسان إمكانيات مختلفة للتعاون في المستقبل، والاستفادة من نقاط قوة كل منهما”، مضيفين أنهما ستبلغان الأطراف المعنية بأي مستجدات في الوقت المناسب.

بالإضافة إلى ذلك، قالت مجموعة صناعة السيارات الفرنسية رينو، وهي مساهم رئيسي في نيسان، إنها ليس لديها معلومات ورفضت التعليق لرويترز.

السيارات الكهربائية
وعلى مدار العام الماضي، أدت حرب أسعار السيارات الكهربائية التي تخوضها شركة تسلا ومنافستها الصينية (بي.واي.دي) إلى تكثيف الضغوط على أي شركات تخسر أموالا في هذا النوع من مركبات الجيل التالي. وقد وضع ذلك ضغوطا على مجموعات مثل هوندا ونيسان للبحث عن طرق لخفض التكاليف وتسريع تطوير المركبات، والاندماج خطوة رئيسية في هذا الاتجاه، وفقا لرويترز.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة هوندا 5.95 تريليون ين (38.8 مليار دولار)، مقابل 1.17 تريليون ين (7.6 مليار دولار) لنيسان. وستكون أي صفقة الأكبر في الصناعة منذ اندماج فيات كرايسلر و(بي.أس.إيه) بقيمة 52 مليار دولار في 2021 لإنشاء ستيلانتيس.

وارتفعت أسهم هوندا المدرجة في الولايات المتحدة 0.9 في المئة في تعاملات بعد الظهر.

وبلغ مجموع مبيعات المجموعتين العالمية 7.4 مليون مركبة في عام 2023، لكنهما تواجهان تحديات من شركات صناعة السيارات الكهربائية، وخاصة في الصين.

ضم ميتسوبيشي؟
وأضاف تقرير نيكاي الذي نشرته رويترز أن هوندا ونيسان تتطلعان أيضا إلى ضم ميتسوبيشي موتورز، التي تعد نيسان المساهم الأكبر فيها بحصة 24 في المئة، تحت الشركة القابضة.

ولم يعلق مسؤولو ميتسوبيشي بعد.

وتعاني نيسان من ضعف الطلب في الصين والولايات المتحدة، مما دفع شركة صناعة السيارات اليابانية إلى خفض التكاليف، وفقا لرويترز.

وكانت الشركة قالت الشهر الماضي إن صافي أرباحها في النصف الأول من العام انخفض بأكثر من 90 في المئة عن العام الماضي وخفضت توقعات أرباحها التشغيلية السنوية بنحو 70 في المئة.