تسببت حزمة تمويل الحكومة الأميركية التي تم تمريرها بسرعة في حالة من الفوضى داخل الحزب الجمهوري بمجلس النواب، حيث اشتد التوتر بين أعضائه. ووفقًا لمجلة “بوليتيكو”، فقد كان الملياردير إيلون ماسك وراء إشعال هذه الفوضى.
المجلة أشارت إلى تصاعد مشاعر الاستياء والإحباط تجاه رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، حيث بدأت تفاصيل الصراعات الداخلية بين أعضاء الحزب الجمهوري تظهر للعلن. وفي وقت يشهد فيه الديمقراطيون حالة من التفاؤل بعد إعلانهم عن تحقيقهم انتصارًا، يحاول الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلقاء اللوم على الرئيس جو بايدن.
الأحداث بدأت عندما كان أعضاء الكونغرس يقتربون من إنهاء أعمالهم والعودة إلى منازلهم لقضاء عطلاتهم دون الكثير من التوترات. لكن الوضع تغير بشكل مفاجئ بعد أن نشر ماسك أكثر من 150 منشورًا عبر منصة “X”، مطالبًا الجمهوريين في مجلس النواب برفض الاتفاق المقترح والعودة إلى نقطة البداية لإعادة صياغة الصفقة.
ويؤكد التقرير أن أسلوب ماسك، الذي يعتمد على التحرك بسرعة وكسر القيود، يتناقض تمامًا مع طريقة العمل التقليدية في واشنطن، التي تفضل النهج الهادئ والعمل بعيدًا عن المخاطر.
وأوضحت: “بالنسبة للكونغرس والجهاز الحكومي الأكبر في واشنطن، هذا يعدّ إنذارا بأن الأحداث المقبلة قد تشهد تقويضا للخطط المدروسة بعناية عبر قرارات تصدر من أغنى رجل في العالم، أما بالنسبة لماسك، فهذا مجرد يوم آخر في المكتب”.
وبحسب الصحيفة فإن ماسك وضمن جهوده لتخفيض النفقات وتحسين عمل الحكومة، ينظر في خيار “تفكيك الهيكل الحكومي بالكامل من جذوره”حتى وإن أدى ذلك إلى الفوضى والاضطرابات.
حتى الآن، أغضب الصدام الثقافي الجمهوريين، لكنه أكسب ماسك أيضًا صفقة يقول إنه أكثر سعادة بها. كما أوضح الاختلافات الصارخة في كيفية فهم رواد الأعمال المزعجين والمسؤولين الحكوميين لواجب إدارة شركة أو دولة.
تتابع المجلة: “إن نهج مؤسس “سبيس إكس” الحر، “إذا لم تفشل الأمور، فأنت لا تبتكر بما فيه الكفاية” – والذي استخدمه ليصبح أغنى شخص في العالم – مقابل التشريع المتصلب والرافض للمخاطرة في واشنطن في بعض الأحيان، قد يحدد نجاحات وإخفاقات إدارة ترامب الثانية، على الأقل طالما بقي ماسك في الحكومة وطالما احتفظت بمصالحه”.
من جهته أصر ماسك على أن مشروع قانون الإنفاق الحزبي الذي كان على وشك إقراره في مجلس النواب كان مليئًا بالإنفاق الباهظ. ويرى أن هدم البنية التحتية للحكومة حتى النخاع -حتى لو أدى ذلك إلى المزيد من الفوضى- هو جزء من تفويضه بخفض الإنفاق الحكومي في الإدارة القادمة. (عربي21)