استبعد خبراء ومختصون سياسيون أن تقبل حركة حماس بالتنازل عن حكم قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، بالرغم من الواقع الصعب الذي أفرزته الحرب مع إسرائيل والتي استمرت 15 شهراً، وتوقفت مؤقتًا عبر اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن.
وقال القيادي في حماس، طاهر النونو، إن الحركة “ستستمر في حكم غزة إلى حين العثور على بديل فلسطيني”، لافتًا إلى أنها وافقت على اقتراح يقضي بتسليم إدارة غزة لـ”لجنة إسناد مجتمعي”، وفق وكالة “أسوشييتد برس”.
وأوضح النونو أن “حماس قبلت أيضاً بتشكيل حكومة توافق وطني تدير الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن حركة فتح رفضت الفكرتين”، وفق قوله.
وأضاف: “حتى يتم اعتماد أحد الخيارين، لن يكون هناك فراغ، وستتحمل الإدارة الحالية مسؤوليتها تجاه غزة”.
قرار حاسم
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، أحمد رفيق عوض، إن “تصريحات القيادي في حماس تعبر عن قرار حاسم لدى الحركة برفض التنازل عن الحكم، والقبول بتنازلات جزئية ومؤقتة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح”.
وأوضح عوض، لـ”إرم نيوز”، أن “حماس سعت للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل لضمان عدم انهيار حكمها لغزة، وهي الآن تحاول التأكيد للمجتمع الدولي أنها منفتحة أمام أي مقترحات تضمن بقاء سيطرتها على القطاع”.
وأضاف عوض أنّ “مسألة استمرار حكم الحركة محسومة بالنسبة إلى قادتها بالداخل والخارج، وهي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، كما أن مطالب فتح و غير مقبولة بالنسبة لهم”، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الانقسام” وفق تقديره.
وتابع أن “تمسك حماس بحكم غزة يأتي في إطار رؤيتها الاستراتيجية على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، خاصة أنها تدرك أن القطاع هو المكان الذي يمكّنها من الضغط على المنطقة والمجتمع الدولي للاعتراف بها والتعامل معها”.
وأشار إلى أنه “دون استمرار حكم حماس للقطاع فإنها لن تتمكن من شق طريقها أمام الحصول على اعتراف دولي وإقليمي”، مبينًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات جوهرية وجذرية في السياسة الخاصة بالحركة.
سيناريوهات سابقة
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، يونس الزريعي، أن “حماس لن تقبل بالتنازل عن الحكم أو تقديم تنازلات بهذا الملف”، مؤكدًا أن قبول الحركة باللجنة المجتمعية وتشكيل الحكومة تكرار للسيناريوهات السابقة من الاتفاقيات مع حركة فتح.
وقال الزريعي، لـ”إرم نيوز”، إن “عشرات الاتفاقيات بين فتح وحماس لم تدفع الحركة نحو التنازل عن الحكم أو تسليم أجزاء منه للسلطة الفلسطينية”، مؤكدًا أن أي اتفاق سيحكم عليه بالفشل وسيكون مصيره كمصير الاتفاقيات السابقة.
ورأى أن “حماس تراوغ من أجل حجز مقعد أساسي لها في للحرب، وأن تكون جزءًا أساسيًا من خطتها بهذا الشأن”، مبينًا أن الحركة تواصل مساعيها لتقديم نفسها بديلًا لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
وأكد أن “حماس لديها استعداد لتقديم الكثير من التنازلات من أجل ضمان حكمها لغزة، بما في ذلك التوصل لاتفاق سياسي مؤقت مع إسرائيل على غرار الاتفاقيات بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يعزز حكمها للقطاع”. (إرم نيوز)