حزب الله بين صعوبة التقدُّم وصعوبة التراجع

17 مارس 2025
حزب الله بين صعوبة التقدُّم وصعوبة التراجع


كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: “حزب الله” في ورطة ميدانية منذ اتفاق وقف إطلاق النار، إسرائيل واصلت وتواصل ضرباتها “للحزب” واغتيال عناصره، وفي المقابل كان “الحزب” يقف مكتوف اليدين حيال هذه الضربات والاغتيالات، فلا هو قادر على الردّ ولا هو قادر على “هضم” الضربات المتتالية، أحدث دليل على هذا الواقع، الاستهداف الإسرائيلي أمس لـ “حزب اللّه”، من خلال ضربتين: الأولى ضربة على بلدة ياطر أسفرت عن سقوط قتيل وجريحين من “حزب اللّه”، والضربة الثانية استهداف مسيَّرة لسيارة في الحي الشرقي في ميس الجبل.

في قراءة لهذه الضربات، يقول مصدر دبلوماسي مقيم في بيروت: لا تتعجّبوا من هذه التطوّرات والمؤشرات، لإسرائيل قراءتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي تتعاطى مع هذا الموضوع على هذا الأساس، والكرة في ملعب “حزب اللّه”، وعليه أن يمتثل، أما إذا لم يمتثل فهذا يعني أن الضربات ستتوالى، وهنا يقع في مأزق كبير، وعنوان المأزق أنه لا يستطيع الردّ، وفي المقابل يحاول الإيحاء بأنه استردّ عافيته، فإذا كان معيار استرداد العافية الردّ على الاستفزازات الإسرائيلية، فلماذا لم يُقدِم على أي خطوة منذ اتفاق وقف النار؟ هل يعتمد “الصبر الاستراتيجي” الذي تنتهجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

يزداد الوضع صعوبةً بالنسبة إلى “حزب اللّه”، في ظلّ تصدّع جبهة الحلفاء، وأحدث هذا التصدّع الضربة التي تلقّاها الحوثيون في اليمن، فهل “الحزب” في وضع “وحدة الضربات” بعدما كان في “وحدة الساحات”؟

كان “حزب اللّه” يردّد دائماً: “الميدان هو الذي يقرّر”، صحيح، لكن هذه المرة، هذا القول بدأ ينقلب عليه، لا هو قادر على التقدّم، ولا هو قادر على التراجع. إنه المأزق.