نشر موقع “ذا ناشيونال انترست” تقريراً للكاتب الأميركي بيتر سوسيو، تحدث فيه عن سباق الروبوتات في الحرب الروسية – الأوكرانية، أشار فيها إلى أنّ كلاً من روسيا وأوكرانيا تفكران حالياً أكثر من أي وقت مضى في استخدام الروبوتات في ساحة المعركة، في ظل الحرب الدائرة بينهما.
وقال الكاتب إنّ أنظمة الطائرات من دون طيار أثبتت بسرعة أنها تُغير قواعد اللعبة في ساحة المعركة في أوكرانيا، مضيفاً أنّ الطائرات من دون طيار هيأت أجواء المنافسة بطريقة لم تكن متوقعة قبل أن تبدأ روسيا عمليتها العسكرية الخاصة، قبل أكثر من 3 سنوات.
وأشار إلى أنّ الطائرات من دون طيار استُخدمت بشكل مدمّر من قبل كلا الجانبين في الصراع الدائر. في الوقت عينه، استخدمها اليمن لاستهداف السفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، مما أدّى إلى حرب استنزاف مكلفة للولايات المتحدة، لافتاً إلى أنّ هناك تقارير تفيد بأنّ عصابات المخدرات المكسيكية تستخدم هذه الطائرات لمراقبة التحركات العسكرية الأميركية على طول الحدود الجنوبية.
وبحسب التقرير، فقد تمّ التأكيد على أنّ الطائرات من دون طيار تعتبر أنها “جناح مخلّص” يمكن أن يعمل جنباً إلى جنب مع الجيل المقبل من الطائرات المقاتلة. ويجري تنفيذ مثل هذه الجهود من خلال برنامج الطائرات القتالية التعاونية التابع لوزارة الدفاع الأميركية، في حين تستكشف البحرية الأميركية كيف يمكن للطائرات من دون طيار أن تعمل كـ”قوة مضاعفة”، لدعم السفن الحربية المأهولة والغواصات.
وأكّد أنه “بالطبع، ليست الولايات المتحدة وحدها التي تُركز على الأنظمة ذاتية التشغيل، بل يسعى المخططون العسكريون الروس إلى تحديد أفضل السبل لاستخدام المنصات الروبوتية القتالية”.
واستعرض الكاتب في تقريره، المؤتمر العلمي والتقني الذي استضافته وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من هذا الشهر، حيث دعا رئيس الكرملين، المسؤولين العسكريين المعنيين، والصناعة الروسية، ومراكز الأبحاث إلى التركيز بشكل أكبر على المنصات الروبوتية القتالية.
وبحسب ما جاء في التقرير، لا زال هناك أنواع روبوتات يمكن إنتاجها غير معروفة، ومع نجاح الطائرات المسيّرة في الجو وعلى سطح الماء وتحته، “فقد تواجه الحرب البرية تحدياتٍ كثيرة يصعب التغلّب عليها”، وفق الكاتب. إلّا أنه ومع ذلك، “ستواصل روسيا محاولة إيجاد خيارات. وقد يكون أحد العوامل هو أن روسيا فقدت الكثير من الدبابات لدرجة أنها لا تستطيع تعويضها، وقد تكون الأنظمة الأرضية الصغيرة غير المأهولة أكثر فعالية من حيث التكلفة، على الرغم من أنها قد تكون أقل فعالية في القتال أيضاً”.
الكرملين ليس وحده من يفكر في كيفية تأثير الطائرات المسيّرة، وفق الكاتب، وفي ظل زخم المعارك على الجبهات، يستخدم الجيش الأوكراني طائراتٍ أرضية مسيرة لزرع الألغام، وإجراء الاستطلاع، وحتى توفير توصيل الذخيرة والإجلاء الطبي.
واستعرض الكاتب ما جاء في بيان وزارة الدفاع الأوكرانية عن الروبوت الأرضي (D-21-12R)، جاء فيه: “النظام الآلي الأرضي مزود برشاش ثقيل. يمكنه أداء مهام متنوعة، بما في ذلك المراقبة، والدوريات، وتقديم الدعم الناري لوحداتنا، واستهداف أفراد العدو والمركبات المدرعة الخفيفة، وغيرها. يتميز النظام باجتياز بيئات الطرق الوعرة، والمستنقعات، وحواجز المياه الضحلة. يتحكم المشغل في عمليات النظام من ملجأ محمي يقع على مسافة بعيدة”.
على الرغم من عدم تحديد الحجم الدقيق للمنصة، إلا أنه بناءً على صور نشرتها وزارة الدفاع، يبدو أنها بحجم مركبة دفع رباعي للطرق الوعرة، مع برج صغير مثبت في الأعلى ومجهز برشاش ثقيل من طراز (Browning M2 عيار 50).
ولا تزال هناك تساؤلات، مثل مدى التشغيل، وكمية الذخيرة التي تحملها، ومدى استقلاليتها.
وفي الوقت الحالي، تُعتبر حرب الطائرات المسيرة التي شهدناها، وفق الكاتب أقرب إلى منصة يتم التحكم فيها عن بُعد منها إلى منصة “غير مأهولة” بالكامل، كما هو الحال في الطائرات ذاتية القيادة، ولكن “قد يكون ذلك هو الأفضل”. (الميادين)