جعجع: بناء الدولة يبدأ من البلديات

26 أبريل 2025
جعجع: بناء الدولة يبدأ من البلديات

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أننا “وصلنا إلى شاطئ الأمان، صحيح أننا لم نتوغّل بعد في أرض الأمان، ولكننا انتقلنا من وضع خطير جداً إلى وضع أكثر استقراراً، رغم أن الطريق ما زال يتطلب جهداً”.

وأشار إلى أنه “في العهد الجديد ومع الحكومة الجديدة هناك أشياء كثيرة تبشر بالخير، كما أن ائتلاف القوى الموجود في الوقت الراهن في السلطة اللبنانيّة يبشّر بالخير أيضاً، ولكن على المواطنين ألا ينسوا للحظة واحدة، أننا ورثنا ٣٥ سنة من دون دولة فعلية”.

وقال: “نحتاج إلى وقت إضافي، لأننا نعيد بناء كل شيء من الركام. لكن العمل جارٍ، ويجب أن نتابع بثبات”.

وشدد جعجع على ان “هناك موضوعين أساسيين ورئيسيين إذا لم يتحققا، لن نتمكن من التوغل الكامل في أرض الأمان: الموضوع الأول هو قيام دولة فعلية في لبنان، والموضوع الثاني هو اقرار وتطبيق الإصلاحات اللازمة”.

وتطرّق إلى موضوع الإنتخابات البلديّة، وقال: “نحن لا نخوض الانتخابات البلدية لإيصال أشخاص من بيننا إلى المجالس البلديّة لمجرد إيصالهم، وإنما ترشيحنا للأشخاص يقوم حصراً على مسألة توافر المؤهلات لديهم والقدرات المحلية اللازمة للترشح، باعتبار أن البلدية هي مجموعة من القوى المحلية.

وبطبيعة الحال إذا ما وجدنا أن رفيقاً من رفاقنا يمتلك طبيعيا المؤهلات المطلوبة، فلا مانع لدينا في ترشيحه ولكن في غالبية الاوقات، ندخل المعركة من أجل تحقيق النهج الذي نؤمن به.

وأبرز مثال على ذلك، بلديّة الجديدة البوشريّة والسد، فنحن، وبكل صراحة، كنا نستطيع أن نأخذ خياراً أسهل بكثير من الذي اتخذناه عبر دعم المرشح لمنصب رئيس بلدية الجديدة- البوشرية- السدّ أوغست باخوس، لقد كان لدينا خيار آخر يؤمّن لنا الربح السريع، لكننا اخترنا الطريق الأصعب، الذي يتطلب جهداً أكبر وتضحية أكبر، لأننا نريد أن نحقق تغييراً حقيقياً.

وعندما رأينا أن هناك وجوداً لمقومات فعليّة لإحداث التغيير اللازم والمطلوب جداً في تلك المنطقة اتخذنا الخيار الذي اتخذنا، فنحن لا نخوض الانتخابات لنربح فحسب وإنما لنغيّر، ولو كان هدفنا الربح فقط، لسلكنا الطرق الأسهل”.

كلام جعجع جاء خلال عشاء منسقيّة المتن السنوي، الذي أقامته في المقر العام للحزب في معراب، في حضور النائبين ملحم الرياشي ورازي الحاج، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، أمين سر تكتل الجمهوريّة القويّة سعيد مالك، منسق منطقة المتن الشمال إيدي حران، عدد من رؤساء البلديات الحاليين، عدد من المرشحين إلى منصب رئيس بلديّة وعضوية المجالس البلدية، عدد من المخاتير والمرشحين إلى منصب مختار، فاعليات اقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة واعلاميّة وعدد من رؤساء مراكز “القوّات” في المنقطة.

وتوجّه جعجع للحضور بالقول: “الانتخابات البلديّة بالنسبة لنا كقوات لبنانية، أريدكم أن تكونوا على يقين بأننا، في أي وقت من الأوقات، لم ولن نسعَ من خلالها إلى منصب معيّن أبداً أبداً.

أنتم ترون، وأود أن أذكّر الجميع، أنه في المرحلة التي سبقت حل حزب “القوات” واعتقالي، طرح علينا الكثير من المناصب، وفي الوقت الذي كانوا يعرضون على الآخرين منصباً أو اثنين، كانوا مستعدّين لإعطائنا خمسة أو ستة مناصب، ومع ذلك كنا نرفض، لأننا لم نكن مقتنعين بما هو حاصل.

لذلك يمكنني أن أؤكد لكم أن السياسة لم تكن بالنسبة لنا في أي يوم من الأيام مجرد مناصب، وإنما كانت وستبقى بالنسبة لنا مسؤولية أولاً وأخيراً”.

وتابع جعجع: “في لبنان للسياسة سمعة سيئة جداً لأنها تُمارس بكثير من السوء، لكن بالفعل، أشرف عمل يمكن لأي إنسان أن يقوم به هو العمل السياسي، شرط أن يخوضه كما يجب.

فهل تعلمون ماذا تعني السياسة؟ تعني أن يهتم الإنسان بالشأن العام كما يهتم بمصلحته الخاصة.

فالإنسان الذي يسهر على عمله أو مؤسسته أو منزله، يجب عليه إذا دخل الشأن العام أن يسهر عليه بالحرص ذاته.

إذا أردت أن تمارس السياسة كما يجب، عليك أن تعمل من أجل الشأن العام بهذه الروحية.

وللأسف، هذا ما نفتقده اليوم في الوسط السياسي اللبناني. فأكثريّة هذا الوسط موجودة في السياسة فقط من أجل “الوجاهة”.

ولو أردت يمكنني الآن تسميّة ثلاثين أو أربعين نائباً في مجلس النواب لم يتكلفوا على الأقل عناء القيام بمداخلة واحدة في المجلس.

ولو عرضتُ عليكم صورهم، أجزم بأنكم لا تعرفون أنهم نواب أصلاً.

ولو راجعنا الصحف اليومية، لوجدنا أن لا أحد من بينهم أدلى بمجرّد تصريح في مسألة مفيدة.

لكن بالرغم من ذلك إذا ما كنتم تتساءلون لماذا يترشحون إلى الإنتخابات النيابيّة ويريدون الوصول إلى البرلمان؟ فالسبب بسيط جداً وهو تعليق “النمرة الزرقاء” على سياراتهم. وهذا واحد من التقاليد السيئة التي لدينا في بلدنا”.

واستطرد جعجع: “أتعرفون ماذا يعني أن يتولى الإنسان مسؤولية في الشأن العام؟ يعني أنه يجب ألا يكون في استطاعته بعد ذلك أن ينام الليل مرتاحاً، باعتبار أن مصير جميع الناس أصبح معلقاً به.

فإذا كان يملك معملاً أو لديه عمل صغير، عندها يكون مصير خمسة أو ستة أو عشرة أشخاص أو عشرين أو مئة أو مئتي شخص معلقاً به، أما إذا كان نائباً أو وزيراً أو في أي موقع في الشأن العام، فمصير الناس جميعهم معلق “برقبتو” جراء عمله والمسؤوليات المنوطة به.

لهذا السبب تحديداً تجدون أنه عندما تهطل الأمطار وتغرق الطرقات، وعندما تهب رياح العواصف وتضيع المواسم الزراعية، فهذا الأمر يتضرر منه جميع الناس من دون أي استثناء، ولكن في بلدنا يتكرّر الأمر سنوياً لأن لا أحد موجود، ولا أحد يهتم، ولا أحد يعمل لتفادي هذه الكوارث”.

وقال جعجع: “كل ذلك لأنهم لا يتحملون مسؤولياتهم كما يجب، إلى حد أننا وصلنا إلى حرب “طويلة عريضة” وليس هناك من يتحمّل المسؤوليّة. ففي الحرب التي وصلنا إليها، لا تظنوا أن أحداً لم يكن يعرف أننا ذاهبون إليها.

وأطلب منكم أن تراجعوا تصريحات جميع المسؤولين في القوات اللبنانيّة، فجميعنا كنا نقول منذ بدأت ما تسمى بـ”حرب الإسناد” وبشكل يومي: “يا جماعة، نحن ذاهبون نحو كارثة كبيرة”، والذين كان يُفترض بهم أن يتخذوا القرارات المصيرية، سواء في محور الممانعة أو حتى في الحكومة، كانوا يتهرّبون من المسؤوليّة.

ففي محور الممانعة لم يحركوا ساكناً لأنهم كانوا ملزمين باستراتيجيّة معيّنة وبالتالي كانوا يتركون الأمور تستمر على ما هي عليه، أما في الحكومة اللبنانيّة فكانوا يتهربون من تحمّل المسؤوليّة كالعادة.

فهل تعرفون كم أن المسؤولين في الدولة اللبنانية يتهربون من مسؤولياتهم؟ يجلسون في مراكزهم، وقد لا يكونون فاسدين مالياً بالضرورة، لكن الفساد الأكبر من كل فساد هو ألا يقوموا بأي عمل وألا يتحملوا أي مسؤولية.

يتهربون من المسؤوليات “شمالاً ويميناً”، ويتركون الأمور تتراكم، تاركين للأجيال المقبلة أن تواجه المشاكل التي صنعوها أو ورثوها عن الجيل الذي سبقهم”.

ولفت جعجع إلى أننا “في الأمكنة التي نترشح فيها إلى الانتخابات البلدية، هدفنا ليس أبداً أن يصل أحدنا إلى المنصب البلدي لمجرد الوصول، بل كنا نحاول أن “نحسّن النسل”.

فالبلديات هي السلطة المحلية الفعلية. وإذا كانت البلديات تقوم بعملها بشكل جيد، فمهما حصل على مستوى الحكومة المركزية، تبقى تبعاته أقل وأقل على الناس، إلا أنه عندما تكون السلطات المحليّة ليست كما يجب أن تكون وليست من الجودة التي يجب أن تكون عليها وليست بالنظافة والشفافيّة التي يجب أن تكون عليها، فعندها ستتراكم المشاكل من فوق ومن تحت، وسيعاني المواطن اللبناني مأساة يومية، وتصبح حياته جحيماً، كما هو الحال منذ خمس أو ست سنوات حتى يومنا هذا”.

وتابع جعجع: “نحن نخوض الانتخابات البلدية ليس لإيصال أشخاص من بيننا لمجرد إيصالهم، وإنما ترشيحنا للأشخاص يقوم حصراً على مسألة إذا وجدنا فيهم المؤهلات والقدرات المحلية اللازمة، للترشح، باعتبار أن البلدية هي مجموعة من القوى المحلية.

وبطبيعة الحال إذا ما وجدنا أن رفيقاً من رفاقنا طبيعياً يمتلك المؤهلات المطلوبة، فلا مانع لدينا من ترشيحه ولكن في غالبية الاوقات، ندخل المعركة من أجل تحقيق النهج الذي نؤمن به.

وأبرز مثال على ذلك، بلديّة الجديدة البوشريّة والسد، فنحن، وبكل صراحة، كنا نستطيع أن نأخذ خياراً أسهل بكثير من الذي اتخذناه عبر دعم المرشح لمنصب رئيس بلدية الجديدة- البوشرية- السدّ أوغست باخوس، كان لدينا خياراً آخر يؤمّن لنا الربح السريع.

لكننا اخترنا الطريق الأصعب، الذي يتطلب جهداً أكبر وتضحية أكبر، لأننا نريد أن نحقق تغييراً حقيقياً.
وعندما رأينا أن هناك وجودا لمقومات فعليّة لإحداث التغيير اللازم والمطلوب جداً في تلك المنطقة اتخذنا الخيار الذي اتخذنا، فنحن لا نخوض الانتخابات لنربح فحسب وإنما لنغيّر، ولو كان هدفنا الربح فقط، لسلكنا الطرق الأسهل.

وفي هذا الإطار، لا أخفيكم أننا في بعض البلديات ربما نخسر بعض الأصوات بسبب ارتباط الناس بأشخاص معينين، حتى لو لم يكونوا صالحين. وبطبيعة الحال نحن لا يمكننا أن نسير بالوضع كما هو، لأننا نعتبر أن علينا مسؤولية دائمة أن ننقل مجتمعنا من حال إلى حال أفضل، وسنواصل هذا المسار إلى ما لا نهاية إن شاء الله. هذا هو التوجه الأساسي الذي نخوض فيه الانتخابات البلدية”.

وطلب جعجع من الحضور، بذل “أقصى الجهود لكي نحقق التغيير المطلوب على مستوى السلطات المحلية، تماماً كما نحاول أن نفعله على مستوى السلطة المركزية”.

أما بالنسبة للوضع السياسي العام، فقال جعجع: “ما لا شك فيه أننا اليوم في وضع متفائل، وإنني أتذكر عندما كنا نلتقي سابقاً كنا نقول إن الوضع صعب، ولكننا نعمل ونناضل وعلينا بالصبر والمثابرة والجهد، ويجب ألا ننكسر وألا ننهزم أو نترك الأحداث تؤثر علينا، أما الآن، فتغيرت الصورة، ولذلك أقول لكم بكل صراحة: لم نعد في هذه الحالة أبداً، فنحن صراحةً وصلنا إلى شاطئ الأمان.

صحيح أننا لم نتوغّل بعد في أرض الأمان، ولكننا انتقلنا من وضع خطير جداً إلى وضع أكثر استقراراً، رغم أن الطريق ما زال يتطلب جهداً. ففي العهد الجديد والحكومة الجديدة هناك أشياء كثيرة تبشر بالخير، كما أن ائتلاف القوى الموجود في الوقت الراهن في السلطة اللبنانيّة يبشّر بالخير أيضاً، ولكن لا تنسوا للحظة واحدة، أننا ورثنا ٣٥ سنة من دون دولة فعلية”.

وتابع جعجع: “هناك قطاعات بحاجة إلى إعادة تأسيس من الصفر، مثل قطاع الكهرباء. لو لم تكن هناك أساساً كهرباء في لبنان، لكان من الأسهل أن نبدأ من جديد بدلاً من محاولة إصلاح الخراب الموجود.

فخلال شهرين فقط، أنجز وزير الطاقة الحالي الإجراءات الإدارية اللازمة كلها، وأرسل المستندات إلى وزارة التنمية الإدارية، ونحن الآن بصدد تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وهي خطوة مهمة جداً.

لذا في الأسابيع المقبلة، سنشهد فتحاً شاملاً لمسار الإصلاح الفعلي في الكهرباء ومؤسسة كهرباء لبنان”.

ولفت جعجع إلى أننا “في مرحلة تفاؤل اليوم ولسنا أبداً في مرحلة صمود، كما أننا لسنا بعد في مرحلة ازدهار. نحتاج إلى وقت إضافي، لأننا نعيد بناء كل شيء من الركام. لكن العمل جارٍ، ويجب أن نتابع بثبات”.

وشدد جعجع على ان “هناك موضوعين أساسيين ورئيسيين إذا لم يتحققا، لن نتمكن من التوغل الكامل في أرض الأمان: الموضوع الأول وجود دولة فعلية في لبنان، والموضوع الثاني هو تنفيذ الإصلاحات اللازمة”.

وتابع جعجع: “بالنسبة للموضوع الأول، نحن نفتقد دولة فعلية منذ خمس وثلاثين سنة. ما معنى وجود دولة فعلية؟ معناه أن يكون القرار بيد الدولة وحدها، تماماً كما في دول العالم كلها.

وعلى سببل المثال، في الأردن، قامت مجموعة معيّنة بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وفي هذا الإطار إطلاق الصواريخ على اسرائيل “حلال” ولكن “الحرام” هو أن تتولى مجموعة غير الدولة إطلاق هذه الصواريخ.

وخلال 24 ساعة اكتشفت السلطات الأردنيّة من هي المجموعة التي قامت بهذه العمليّة، وخلال الساعات ال24 اللاحقة، تمكنت السلطات من اكتشاف علاقات هذه المجموعة وارتباطاتها وانتهت المسألة منذ يومين أو ثلاثة بحل “تنظيم الأخوان المسلمين” في الأردن، لذا تشعر أن هناك من يتخذ قراراً حازماً هناك.

أما في لبنان، فنرى الصواريخ تُطلق من دون علم أحد، وتُهرّب المخدرات عبر الحدود بالأطنان، ويلقون القبض على سائق الشاحنة من دون معرفة من يقف وراء هذا العمل وما هي ارتباطاته، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجيش منتشر منذ ثلاثة أسابيع على حدودنا الشرقيّة انطلاقاً من طلب سكان تلك المنطقة، وهذا الأمر هو ما منع الفريق السوري من التقدّم نحو الحدود اللبنانيّة، إلا أنه في الأمس تم إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه الأراضي السوريّة، فكيف انتشر الجيش وكيف أطلقت الصواريخ؟

وأوضح جعجع أننا “بحاجة إلى دولة فعليّة، وهذا يعني أنه في المكان الذي ينتشر فيه الجيش ممنوع على أغصان الشجر أن تتحرّك أو أن ينتقل عصفور من غصن إلى آخر من دون إذن الدولة، فالمطلوب ليس انتشار الجيش فحسب وإنما أن يقوم بالسيطرة على الوضع أيضاً”.

وأوضح جعجع أننا “بحاجة إلى دولة فعليّة، ولكي يحصل هذا الأمر على الدولة أن تحتكر السلاح وتدير الأمور بالكامل، ومن دون ذلك لا يظنن احد أبداً أنه في استطاعتنا التقدم ولو خطوة واحدة في اتجاه الداخل على شاطئ الأمان الذي وصلنا إليه، وإنما في أفضل الظروف نبقى في مكاننا نراوح، هذا إن لم نتراجع إلى الوراء”.

وتابع جعجع: “لا يمكن أن نبني دولة حقيقية إذا لم تحتكر الدولة السلاح، وهناك بعض الأمور التي يجب أن تقال جهاراً من دون أي خجل، فرئيس الجمهورية اتخذ هذا القرار في خطاب القسم، والحكومة عادت وأكدته في بيانها الوزاري.

فيما لا نزال نسمع أن هناك من يريد الحفاظ على السلاح بحجة أنه من دون هذا السلاح كيف لإسرائيل أن تخرج من لبنان، بينما الواقع أن اسرائيل دخلت إلى الأراضي اللبنانية بسبب هذا السلاح”.

وتابع جعجع: “علينا أن نقول الأمور كما هي عليه، فالفجور ليس جيداً أبداً فيما المنطق هو الأساس، وإذا كان من مسبب لدخول اسرائيل إلى الأراضي اللبنانية فهو هذا السلاح، وهي تتذرع به الآن لعدم الإنسحاب من الأراضي اللبنانيّة، فيما بعض الفرقاء في حالة انكار تامة ولا أعرف ما بالهم، وكأنهم لا يقرأون الصحف ولا يتابعون الأخبار ولا يقرأون الإتفاقات، أو كأنهم لا يعرفون ما وافقت عليه وأقرّته الحكومة السابقة في تشرين الثاني 2024”.

وشدد جعجع على انه “يجب على الدولة احتكار السلاح شأنها شأن كل باقي دول العالم، فهل من دولة في العالم تترك لكل مجموعة أن تقوم بانشاء مقاومات وإطلاق بطولات، وفي نهاية المطاف تودي بالناس إلى هلاكهم وتخسر الأرض، فيما تصر تلك المجموعات على الإستمرار بهذه المقاومات و”الحركات” التي لا معنى لها”.

ورأى جعجع أن “السلاح الذي يعتبرونه عنصر قوّة هو أكبر نقطة ضعف للبنان في الوقت الراهن، وهو كما الإنسان الذي تلفّه الحرائق من كل حدب وصوب ويحمل بيده قارورة من البنزين زاعماً أنه يمتلك سلاحاً فتاكاً سيمكنه من إطفاء الحرائق وإخمادها، في حين أن ما يحمله سيكون سبب هلاكه”.

أما بالنسبة للموضوع الثاني وهو اقرار وتطبيق الإصلاحات اللازمة، فقال جعجع: “بدأنا بالإصلاحات في القطاع المصرفي بإقرار قانون رفع السرية المصرفية، وكان لرفيقينا رازي الحاج وملحم رياشي دور أساسي في إقرار هذا القانون.

ونحن بحاجة إلى سلسلة إصلاحات متتالية، أهمها: قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي. قانون تحديد الخسائر، وعلينا العمل على إقرار هذه القوانين بشكل جدي وسريع”.

ولفت جعجع إلى أنه “من دون الإصلاحات اللازمة في القطاع المصرفي لا يمكن للبنان أن يحصل على أي مساعدات دولية، فنحن بحاجة، وللأسف، لختم صندوق النقد الدولي”.

وأشار جعجع إلى أنه “من دون قضاء سليم لا توجد دولة سليمة أو مواطن سليم، ولا يستطيع المواطن أن يحمي حقوقه، ولا يمكن لأي مستثمر أن يستثمر بثقة.

وللأسف أقول لكم أنه لدينا بعض القضاة الأكفاء ولكن ليس لدينا قضاء.

واليوم هناك صديق موجود على رأس وزارة العدل، ولذلك نأمل أن يتم إصلاح القضاء في أقرب وقت ممكن، وتباعاً، باعتبار أن كل شيء يتطلب الكثير من الجهد والعمل لإنجازه”.

وأوضح جعجع أننا “بحاجة إلى سلسلة إصلاحات إدارية، وقانونية، وقضائية، ومالية، بالتوازي مع قيام دولة فعلية تحتكر السلاح، وهذا هو مدخلنا للتوغل أكثر وأكثر في بر الأمان”.

وكان قد استهل كملته بالقول: “أشكركم وأحييكم فرداً فرداً على كل ما تقومون به، كل في موقعه.
“الحجر بمطرحه قنطار”، وبالفعل، كل إنسان منا، بما يقوم به، “قنطار” في مكانه، وأهمّ ما في الأمر أن يؤدي عمله بأفضل طريقة ممكنة”.

وتوجّه بالتحيّة لكل من النائبين ملحم الرياشي ورازي الحاج، منسق المنطقة ايدي حران وأمين سر تكتل “الجمهوريّة القويّة” سعيد مالك، وقال: “أحيّي هنا رفيقانا رازي الحاج وملحم الرياشي على العمل الذي يقومان به في مجلس النواب، وأحيّي أيضاً منسق المنطقة، إيدي حران، على العمل الذي يقوم به.

كما أحيّي رفيقنا سعيد مالك، الموجود معنا اليوم، وأنتم تعرفونه وتعلمون أن هناك ألقاباً كثيرة تُطلق على الناس: فهذا يسمونه “حارس الجمهورية”، وذاك يطلقون عليه لقب “حارس المتن”، وإلى ما هنالك، أما رفيقنا سعيد هو: “حارس الدستور”.

ولفت جعجع إلى ان “الجميل في هذه اللقاءات أنها ليست لقاءات ذات مغزى فحسب، وإنما هي لقاءات للأحبة بكل ما لهذه الكلمة من معنى.
فمن سنة إلى سنة، نعود ونلتقي ونتبادل الأحاديث في ما بيننا، وفي الوقت نفسه، نجدد عهدنا أمام الله وأمام القضية”.

واضاف: “لا أخفيكم أنني عندما كنت أستقبل الحضور قبل دخولي إلى القاعة، مع كل مرة أصافح فيها ضيفاً، كان يعرفّني إليه إما إيدي حران، أو ملحم الرياشي، أو رازي الحاج، على أن حضرته إما رئيس بلدية كذا، أو مرشح لرئاسة البلدية كذا، أو عضو مجلس بلدية كذا، وكنت أقول في نفسي، بما أن المسألة على هذا النحو، يمكننا من الآن أن نبدأ بانتخاب رئيس أو رئيسة اتحاد بلديات المتن”.

واختتم جعجع كلمته واعداً الحضور “بأننا مستمرون على الجبهات كلها، سواء على جبهة بناء دولة فعلية في لبنان، أو على جبهة إقرار الإصلاحات المطلوبة.

كما أود أن أقول لكم “يعطيكم مئة ألف عافية على كل ما تقومون به، كنا أقول لرفيقاتي ورفاقي في “القوات اللبنانية”، وخصوصاً الذين ساعدوا وأشرفوا وأعدّوا هذا العشاء: “يعطيكم ألف عافية على كل ما قمتم وتقومون به”.

فبصريح العبارة نحن لدينا رهبنة إضافيّة في لبنان وهي “القوّات اللبنانيّة” وفيها رهبان وراهبات حقيقيون يعملون ليل نهار للوصول بلبنان إلى برّ الأمان، وليس هذا فحسب، بل كي ندخل إلى غابة الأمان إلى أبد الآبدين آمين”.