
في كل شارع من شوارع غزة المدمّرة، يعلو صوت واحد يختصر المعاناة: “كفى حربًا”. فمع استمرار القصف وتواصل الحصار، يعيش السكان في ظروف كارثية لا تُحتمل، حيث انعدام الماء والكهرباء والدواء وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة. آلاف العائلات هجّرت من منازلها، والأطفال ينامون في خيام ممزقة أو بين الركام، في ظل برد الشتاء وحر الصيف.
في هذا المشهد المأساوي، لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل سياسي حقيقي. القيادات الغائبة عن الميدان، والمقيمة في الخارج، تبدو منفصلة عن معاناة الناس اليومية، وغير قادرة على تقديم حلول تنهي الأزمة. يقول أحد سكان غزة: “نحتاج من يقودنا بعقل، لا بشعارات. تعبنا من دفع الثمن”.
الشعب في غزة لا يطلب المستحيل. هو لا يطالب إلا بـالعيش بكرامة، ووقف نزيف الدم، وإعادة إعمار ما دُمّر. لقد أثبت الغزيون في مواقف كثيرة قدرتهم على الصمود، لكنهم اليوم يريدون أكثر من مجرد الصبر، يريدون مستقبلًا أفضل لأطفالهم، يريدون وطنًا لا تُسحق فيه أحلامهم تحت أقدام الصراع.
أصوات الناس في غزة، تلك التي تنطلق من تحت الأنقاض، يجب أن تُسمع. فهي لا تنادي بسياسة أو سلطة، بل بالحياة. آن الأوان أن تتحوّل هذه الأصوات من صدى بين الركام إلى موقف فعلي على طاولة القرار، يُنهي الحرب ويعيد الأمل لشعب طال انتظاره للسلام.