مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية

29 أبريل 2025
مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية


في عالم يتسارع فيه التقدم العلمي والتكنولوجي، يبرز الشعب اللبناني بين الأذكى في المنطقة العربية، حيث احتل المرتبة الأولى في مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم يُضاف إلى قائمة إنجازات لبنان، بل هو شهادة حية على قدرة اللبنانيين على التكيف والابتكار رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها.

خلفية عن مؤشر الذكاء العالمي

مؤشر الذكاء العالمي (IQ Index) هو مقياس يعتمد على اختبارات معيارية تقيم القدرات الإدراكية والعقلية للأفراد في مختلف الدول. يتم احتساب التصنيف بناءً على عدة مؤشرات، منها نتائج اختبارات الذكاء الموحدة، معدلات التحصيل العلمي، ومؤشرات الابتكار والتفوق الأكاديمي. وفقًا لتقرير صادر عن “International IQ Test”، حصل لبنان على معدل ذكاء بلغ 99.39، متفوقًا بذلك على دول مثل تونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة.

العوامل المؤثرة في تفوق اللبنانيين

تتعدد العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا المركز المتقدم، وأبرزها:

يُعتبر النظام التعليمي في لبنان من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في المنطقة العربية. ويتميز بتنوعه وشموليته، حيث يضم مدارس وجامعات تقدم برامج تعليمية متقدمة باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى الإنكليزية. فهذا التنوع اللغوي يعزز من قدرة الطلاب على التفكير النقدي والتحليل، مما يساهم في رفع مستويات الذكاء.
كما يمتلك لبنان تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي مع مختلف الحضارات، مما أثرى ثقافته وأسلوب تفكيره. ويُعرف اللبنانيون بقدرتهم على التكيف مع الظروف المختلفة والتعلم من الثقافات الأخرى. هذه الخلفية الثقافية تعزز من مهارات التفكير الإبداعي وتفتح آفاقا جديدة للمعرفة.
الى ذلك، يمتاز الشعب اللبناني بانفتاحه على العالم الخارجي ورغبته في التعلم. حيث يسافر العديد من اللبنانيين إلى الخارج للدراسة والعمل، مما يمنحهم فرصًا لتبادل الأفكار والخبرات مع شعوب أخرى. وهذا الانفتاح يعزز من مستوى التعليم ويزيد من القدرة على الابتكار.
ويلعب الدعم الأسري دورًا كبيرًا في تعزيز التعليم والذكاء لدى الأفراد. فتُعطي الأسر اللبنانية أهمية كبيرة للتعليم وتوفير الموارد اللازمة لأبنائها لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية.

وعلى الرغم من تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025، إلا أنه تم تصنيفه أيضًا كواحد من أكثر الدول تعاسة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة حول السعادة. هذه المفارقة تثير تساؤلات حول كيفية استثمار هذا الذكاء لتحقيق تغييرات إيجابية داخل البلاد.

إن تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025 يعكس قدرة الشعب اللبناني الفائقة على الابتكار والتكيف رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه. ولكن تبقى مهمة هؤلاء الشباب بضرورة استثمار هذه القدرات العقلية والفكرية لتحقيق نهضة حقيقية تخرج البلاد من دوامة الأزمات وتفتح آفاق جديدة لمستقبل أفضل.