وتُهدد الشقوق المطار الرئيسي للبلاد ومواقع مدرجة على لائحة اليونسكو مثل مدينة برسيبوليس القديمة، في حين أُخليت عشرات المدارس في إحدى المدن العام الماضي خشية انهيارها.
ويعتبر الوضع ملحاً بشكل خاص في المناطق الحضرية ومحيطها، بما في ذلك طهران، حيث ألحقت الشقوق أضراراً بخطوط السكك الحديدية القريبة، وأصبحت المنازل غير مستقرة.
هذا الأمر دفع الرئيس مسعود بزشكيان في الأشهر الأخيرة إلى مناقشة فكرة نقل العاصمة، قائلاً إن ظاهرة هبوط الأرض “الخطيرة”، إلى جانب ندرة المياه الحادة، تجعل طهران “غير صالحة للعيش”.
ويقول الخبراء إن فكرة نقل العاصمة، التي طال انتظارها، غير عملية، لكن تدخل أعلى مسؤول منتخب في البلاد أشعل النقاش مجدداً حول مخاطر مشكلة تؤثر بشكل مباشر على حوالي نصف الإيرانيين.
وقال مهدي بيرهادي، عضو مجلس مدينة طهران: “أصبح هبوط الأرض تحدياً هائلاً”. وحذّر من أن “الغرق الهائل للتربة سيدمر البنية التحتية ويهدد الأرواح” ما لم يُعالج على وجه السرعة.
وأدى الجفاف المطول وعقود من الإدارة البيئية غير الفعالة إلى تفاقم ظاهرة الهبوط الأرضي، وفقاً لمتخصصين يعملون في هذا المجال. وذكرت دراسة عالمية حديثة أن إيران كانت من بين أكبر 5 دول في العالم من حيث مدى ومعدل الهبوط الأرضي.
وقد أفاد المركز الوطني الإيراني لرسم الخرائط أن جنوب غرب طهران يغرق بما يصل إلى 31 سم سنوياً. وحتى معدل الهبوط الأرضي السنوي البالغ 5 مم يُعتبر مقلقاً وفقاً للمعايير الدولية.
وقال محمد درويش، وهو ناشط بيئي، إنه في حي شهر راي بطهران، يُصلح الناس أبوابهم ونوافذهم كل عام، لأن الهبوط الأرضي يسحب الأساسات.
وأضاف أن خطوط السكك الحديدية الرئيسية، بما في ذلك تلك التي تربط طهران ومشهد، احتاجت إلى إصلاح “عدة مرات” بسبب الهبوط الأرضي، مما تسبب أيضاً في إمالة أبراج نقل الطاقة وغرق الطريق السريع بين أصفهان وشيراز.
وتخطط الحكومة لخفض استهلاك المياه في الزراعة والصناعة بمقدار 45 مليار متر مكعب بحلول عام 2032 كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المياه التي تؤدي إلى تفاقم هبوط الأرض. لكن الأموال اللازمة لمعالجة المشكلة يصعب الحصول عليها، حيث تخنق العقوبات الأمريكية الاقتصاد.
ويهدد هبوط الأرض بشكل مباشر 11% من مساحة البلاد، وهي منطقة يسكنها حوالي نصف سكانها البالغ عددهم 90 مليون نسمة، وفقاً لما صرحت به نائبة الرئيس الإيراني للشؤون البيئية، شينا أنصاري، مؤخراً. (الإمارات 24)