نظّمت نقابة أطباء لبنان – طرابلس المؤتمر العلمي السنوي الثاني عشر يومي 2 و3 أيار 2025، في قاعة ومسرح مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ممثلاً بسعادة النائب الدكتور أديب عبد المسيح.
تجاوز المؤتمر في مضمونه وأهميته الزخم السياسي الناتج عن الاستحقاقات البلدية والاختيارية، ليفرض نفسه كحدثٍ وطنيّ علميّ استثنائيّ. فقد مثّل منصّة رفيعة جمعت كبار الأطباء اللبنانيين، الذين رسّخوا حضورهم في أهم المحافل الطبية العالمية، ليؤكّدوا أن لبنان ما زال منبعًا للكفاءة والإبداع رغم الأزمات.
وقد انطلقت فعاليات الافتتاح مساء الثاني من أيار، حيث غصّت القاعة بالحضور من شخصيات سياسية وطبية ونقابية واجتماعية، جسّدوا مشهدًا موحّدًا حول رسالة واحدة: دعم العلم والطب كرافعة نهوض وطني.
استُهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه تقديم رسمي وتعريف بالفعالية قامت به الإعلامية السيدة رولا معوّض.
ثم ألقت رئيسة المؤتمر، الدكتورة لينا طيب رافعي، كلمة رحّبت فيها بالحضور، وأضاءت على تفرّد هذا المؤتمر من حيث مشاركة محاضرين يُعدّون من أعلى المراجع العلمية العالمية في اختصاصاتهم، مشيرة بفخر إلى أنهم من أبناء الشمال اللبناني. كما شكرت باسم اللجنة المنظمة الرعاية الكريمة وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العلمي البارز.
من جهته، عبّر الرئيس الفخري للمؤتمر الدكتور جمال الأيوبي عن سعادته بالمشاركة، وأكد في كلمته إيمانه الراسخ بعودة لبنان، ولا سيما الشمال، إلى موقعه الريادي في الساحة العلمية والطبية، معتبرًا أن هذا المؤتمر يشكّل دليلًا حيًّا على انطلاق نهضة حقيقية رغم كل التحديات.
من جانبه، أكد نقيب أطباء لبنان، الدكتور محمد نديم صافي، أهمية استمرار المؤتمرات العلمية كمسار أساسي للنهوض بالمهنة، مشيرًا إلى ضرورة استعادة لبنان لمكانته الرائدة في المشهد الطبي الإقليمي والدولي، بعد التوقف القسري الذي فرضته جائحة كورونا والظروف الاقتصادية.
ثم ألقى النائب الدكتور أديب عبد المسيح كلمة راعي المؤتمر، ناقلًا تحيات فخامة رئيس الجمهورية، ومؤكدًا أن “الإيمان هو الدواء الأول”، ومعربًا عن ثقته بقدرة لبنان على استعادة دوره التاريخي كمشفى الشرق.
وبعد كلمته، تم تقديم درعًا تكريميًا باسم نقابة أطباء لبنان – طرابلس لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عربون شكر وتقدير لدعمه ورعايته الكريمة للمؤتمر، تسلّمه النائب عبد المسيح نيابة عن فخامته.
وقد تخلّل الحفل تكريم الأطباء المحاضرين الوافدين من الخارج والذين أغنوا الساحة الطبية العالمية بإنجازاتهم، كما تم تقديم درع تقدير خاص للطبيب المقاوم الدكتور غسان أبو ستة، تكريمًا لدوره الإنساني في ساحات الطب والمقاومة.
واختتم المؤتمر بأداء القسم الطبي لدفعة جديدة من الأطباء المنتسبين إلى نقابة أطباء لبنان – طرابلس، وسط أجواء مؤثرة تعبّر عن الفخر والانتماء، وتؤكد استمرار مسيرة الطب اللبناني بإيمان وعزيمة.