كتبت رلى ابراهيم في” الاخبار”:عندما بدأ الحديث عن الانتخابات النيابية، عمدت القوى السياسية في زحلة إلى دراسة واقع المدينة، وتغيّر خارطة العلاقات والتحالفات خلال السنوات الأخيرة فيها.
هكذا بدأ العونيون دراسة الخيار الأنسب لهم، منطلقين من قناعة أن اللائحتين في زحلة شُكّلتا بعقلية عزل التيار. فمن جهة تريد «القوات» تحقيق ربح سياسي عليه. ومن جهة أخرى، يُعيِّرُ زغيب التيار بحلفه السابق مع حزب الله، في حين أنه متحالفٌ مع الثنائي، ولكن مجاناً، إذ سيأخذ أصواته، من دون أن يعطيه أي حصة في المقابل. فالثنائي يكفيه، وفق ما أبلغ زغيب، أنه يخوض الانتخابات ضدّ «القوات». غير أن التيار كان رافضاً لهذه المعادلة حتى مساء أمس، واصفاً طريقة التعاطي هذه بـ«قلة الأخلاق».
في موازاة ذلك، حصل خرق لناحية قيام «القوات» بالتواصل مع التيار، لحثّه على التحالف معها، كما كان يحصل في السنوات السابقة، إذ تحالف الطرفان مع «الكتائب» في عام 1998، وأعادا التحالف نفسه في عام 2004، كلائحة معارضة، ثم تفرّقا في عام 2010 لعدم رغبة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بكسر إيلي سكاف في مدينته، قبل أن يتحالفا مجدداً في عام 2016 ويدعما زغيب.
وبحسب التيار، كان يمكن إعادة الكرّة في عام 2025 لولا اعتبار «القوات» أنها القوة الرئيسية في زحلة، وبوسعها إنجاح مجلس بلدي بمفردها، قبل أن تصطدم بالواقع المغاير. ويقول العونيون إن خلافهم مع «القوات» لن يدفعهم إلى اعتماد الاستراتيجية نفسها التي تعتمدها معراب بإقصائهم متى استطاعت ذلك. وبالتالي لم يحسم التيار موقفه بعد من اللائحتين: فإذا تحالف مع «القوات» وخسر فسيكون كبّد نفسه هزيمة لا ناقة له فيها ولا جمل. أما تحالفه مع زغيب، فلا يُربِحه شيئاً سوى الاحتفال بهزيمة «القوات». وثمة خيار ثالث أمامه هو دعم لائحة غير مكتملة من سبعة مرشحين، هي الأقرب إليه. ومن المُفترض أن يُصدِر بياناً رسمياً اليوم حول ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن قياس موازين القوى اليوم يُظهِر أفضلية للائحة زغيب مقابل لائحة «القوات» المجرّدة من الشركاء. ومشكلة رئيسها سمير جعجع الأساسية هنا، عدم قدرته على دقّ أجراس زحلة، والتحذير من الخطر القادم على المدينة. فزغيب طوال فترة ولايته البلدية لم يكن صديقاً للثنائي، لا بل اتّسم موقفه بالعداء تجاهه. ولا قدرة لدى «القوات» أيضاً على المزايدة على الضاهر سياسياً، ولا على «الكتائب» و«الأحرار» والعائلات الزحلاوية. لذلك تقول المعلومات إن «القوات» لا تزال تسعى إلى إعادة استمالة «الكتائب» و«الأحرار» إليها، ما يعني في المحصّلة، أن المشهد الزحلاوي لم تتضح صورته بشكل كامل بعد.