كتبت سابين عويس في” النهار”: أمسك نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بالسياسة من جديد، رافعًا سقف التهديد والتهويل. واللافت أن مواقف قاسم التي تتمايز عن تلك التي أطلقها غداة اتفاق وقف النار عندما أعلن أن الحزب تحت سقف الدولة والدستور، جاءت بعد المتغيرات التي شهدتها المنطقة غداة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورعايته تطبيع سوريا مع دول الخليج، واستعداده للتطبيع مع إسرائيل عبر توقيع اتفاقات أبراهام.
Advertisement
]]>
فقوله إن الحرب لم تنتهِ، أسقط عمليًا مفاعيل اتفاق وقف النار الذي وافق عليه الحزب، ، ما يعكس امتعاض الحزب من الاستنزاف الذي يتعرض له، وسط صمت داخلي وخارجي مطبق يطلق يد إسرائيل مقابل محاسبة الحزب والضغط عليه لنزع سلاحه. وقد يكون في ذلك تهديد ضمني لا يُترجم عمليًا على الأرض، مؤداه أن الحزب يحذر من احتمال عودته إلى العمل المقاوم.
لمصادر سياسية قريبة من ثنائي “أمل” – “حزب الله”، قراءة مغايرة ترى أن رسالة الحزب هي في تنبيه كل الأفرقاء إلى أنه بلغ الحد الأقصى من التحمل، وأن كل المعنيين مدعوون إلى أن يتوقفوا عن مطالبة الحزب بالمزيد. فهو التزم الاتفاق في الوقت الذي تتخلف فيه إسرائيل يوميًا عن التزاماتها. وعليه، قبل أن تنفذ إسرائيل جانبها من الاتفاق بالانسحاب وتسليم الأسرى، لن يكون هناك انتقال إلى المرحلة الثانية منه.
والأمر يقود إلى خلاصة أن الحزب لن يعمد إلى تسليم السلاح قبل أن تلتزم إسرائيل من جانبها الاتفاق، لأنه بلغ مرحلة من تقديم التنازلات من دون أن يحظى بأي مقابل، لا في موضوع إعادة الإعمار ولا في تأمين عودة آمنة لأبناء الجنوب إلى قراهم وبلداتهم، في ظل استمرار الاعتداءات.
وهذا يعني أيضًا أن لا مكان للحوار الثنائي مع بعبدا، ما لم يكن على قاعدة تأمين مقابل للحزب تحت وطأة نقمة في قواعده وانقسام واضح على مستوى القيادة بين أصحاب الرأي الهادف إلى التهدئة والانخراط في المسار السلمي، والمتشددين الذين يرون أن الحزب بتسليمه السلاح من دون مقابل يكون قد خسر كل شيء.