مع بدء الحرب بين إسرائيل وطهران، الأسبوع الماضي، برزت بعض المسميات لقوى عسكرية في طهران مثل “الحرس الثوري”، “فيلق القدس”، والجيش الإيراني.
وتعتبر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ومقر “خاتم الأنبياء”، هي أعلى هيئة عسكرية في إيران، حيث تضع السياسة العسكرية والتوجيه الاستراتيجي وفقاً لتوجيهات القائد الأعلى (المرشد الإيراني).
ومقر “خاتم الأنبياء” المركزي، مسؤول عن تنسيق العمليات العسكرية، وتراقب وتنسق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ومقر “خاتم الأنبياء”، أنشطة الجيشين الإيرانيين، وهما القوات المسلحة، و”الحرس الثوري”.
وفي عام 2016، تم فصل مقر “خاتم الأنبياء” عن هيئة أركان الجيش كقيادة مستقلة دائمة مسؤولة عن القيادة والسيطرة العملياتية.
وفي السابق، كان مقر “خاتم الأنبياء” قائماً فقط في زمن الحرب. وفي ذلك الوقت، عين المرشد، محمد باقري، من الحرس الثوري رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وغلام علي رشيد من الحرس الثوري قائداً لجهاز الاستخبارات، ولكن العسكريين الاثنين تمكنت إسرائيل من اغتيالهما قبل أيام.
ويلعب الجيش الإيراني، دوراً جوهرياً في حماية حدود الدولة، ويقدم تقاريره إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
وتتكون القوات المسلحة الإيرانية من فرعين رئيسيين، هما: الجيش التقليدي، وقوات الحرس الثوري.
ويعتبر الدور الرئيسي للجيش الإيراني هو حماية استقلال البلاد وسلامة أراضيها، بينما يختص الحرس الثوري بالدفاع عن “نظام الجمهورية”.
وأشار تقرير للاستخبارات الأميركية في العام 2022، إلى أن هناك ما بين 550 ألفاً و600 ألف جندي عامل في القوات المسلحة الإيرانية، وذلك وفقاً لموقع مجلس الهجرة واللاجئين في كندا IRB، وهي جهة رسمية حكومية.
ما صلاحيات ونفوذ الحرس الثوري الإيراني؟
ينص الدستور الإيراني في المادة 150، على أن الحرس الثوري، الذي تأسس في الأيام الأولى لانتصار الثورة، يواصل دوره في حماية الثورة ومنجزاتها.
ويُحدد القانون نطاق مهام هذا الحرس ومجالات مسؤوليته، مقارنةً بمهام ومجالات مسؤولية القوات المسلحة الأخرى، مع التركيز على “التعاون الأخوي” والتناغم فيما بينها.
وتنص الوثائق الرسمية الإيرانية، على أن الحرس الثوري مؤسسةٌ تابعةٌ للقائد الأعلى (المرشد)، وهدفها حماية الثورة الإسلامية الإيرانية ومكتسباتها.
كذلك، تتطرق مهام الحرس الثوري أيضاً إلى اتخاذ الإجراءات تجاه نزع سلاح من يحمل أو يحتفظ بالأسلحة والمؤن دون ترخيص قانوني، والتعاون مع قوات الأمن عند الضرورة.
وتنقسم فروع الحرس الثوري إلى قوة الفضاء الجوي، التي تسيطر على قوة الصواريخ الاستراتيجية، وقوات برية وبحرية، بالإضافة إلى فيلق القدس، والقيادة الإلكترونية السيبرانية، وقوات “الباسيج” شبه العسكرية، والحرس الإقليمي، ومنظمة الاستخبارات، ومنظمة حماية الاستخبارات.
وأشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية CFR، وهو مركز أبحاث مستقل مقره الولايات المتحدة، إلى أن الحرس الثوري تجاوزت قيادته الرئيس المنتخب لصالح المرشد الإيراني، بالإضافة إلى أنه اكتسب تدريجياً دوراً محورياً في الحكم، حتى تحول إلى “دولة فعالة داخل الدولة”.
“فيلق القدس”.. مهام خارجية
يعتبر “فيلق القدس” هو القوة الاستطلاعية الرسمية للحرس الثوري، والمكلفة بتعزيز مصالح الأمن القومي الإيراني واستراتيجيته خارج البلاد.
وتعمل الوحدة خارج إيران لدعم الحركات والحكومات الموالية لإيران. ويوجد 5 آلاف فرد نشط في “فيلق القدس”.
جهاز الاستخبارات
تشير تقارير إلى أن منظمة استخبارات الحرس الثوري هي “الكيان الأمني الأقوى في إيران”، و”يمكنها التأثير على أحكام المحكمة من خلال القضاة المتحالفين معها”.
الجيش الإيراني
ينص الدستور الإيراني على أن الجيش المسؤول الأول عن حماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وكذلك نظام الجمهورية في إيران.
ويجب أن يكون الجيش “جيشاً إسلامياً”، أي ملتزماً بالمبادئ الإسلامية، ويجب أن يضم في خدمته أفراداً يؤمنون بأهداف الثورة، ويكرسون جهودهم لتحقيق أهدافها.
وتعتبر وزارة الدفاع الإيرانية هي الجهة الحكومية المسؤولة عن دعم القوات المسلحة.
وتخضع القوات المسلحة لقيادة القيادة العامة، ويسود مبدأ وحدة القيادة في جميع رتبها، ويمكن الوصول إلى القيادة في جميع الرتب بناءً على الجدارة والكفاءة.
ويُعد أمر القائد نافذاً ما لم يتعارض مع الأحكام الشرعية القطعية، وأوامر القائد العام، وحكم النظام وقوانين الجمهورية الإيرانية.
ويخضع أفراد القوات المسلحة للخط السياسي للقيادة، ويُحظر عليهم الانضمام إلى التنظيمات السياسية أو الانتماء إليها حظراً باتاً وفقاً لأمر القائد الأعلى (المرشد). (الشرق للأخبار)