كتبت سابين عوبس في” النهار”:
شكلت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لقطر أول تحرك ديبلوماسي لبناني للخارج، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف النار، وإلزام الأفرقاء المعنيين احترامه وتنفيذه.
Advertisement
]]>
وهذا الأمر نقل المحادثات اللبنانية – القطرية إلى مستوى آخر، آخذًا في الاعتبار المعطيات الجديدة التي بدأت ترتسم ملامحها على مستوى المنطقة والنفوذ فيها، ولا سيما أنه كان للدوحة دور في المفاوضات الآيلة إلى الاتفاق على قرار وقف النار.
ويعوّل لبنان كثيرًا على أن يكون للعاصمة الخليجية دور مماثل في الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب، على نحو يساعد لبنان في تطبيق القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي بما فيه السلاح الفلسطيني وسلاح “حزب الله”.
من هنا، اكتسبت المحادثات اللبنانية – القطرية بعدًا عمليًا، إذ اتسمت بمستوى عالٍ من الجدية كما وصفتها مصادر السرايا، بعدما خرجت الأمور من منطق الفرضيات وباتت أمام واقع جديد. وعليه، كشفت المصادر أن المحادثات ركّزت على شقّين أساسيين، أحدهما سياسي والآخر اقتصادي.
في الشق السياسي، أعربت الدوحة عن الاستعداد الكامل للمساعدة بناءً على طلب لبناني، في الضغط على إسرائيل لدفعها إلى الانسحاب. ولا يُستبعد أن يتبلور تحرك قطري في هذا السياق.
أما على المستوى الاقتصادي، فتكشف المصادر عن اهتمام قطري كبير بقطاع الطاقة، من خلال صندوق قطر للتنمية. وعُلم أن المسؤولين القطريين أعربوا عن استعدادهم لتقديم مساعدة فورية لزيادة إنتاج الكهرباء لموسم الصيف الحالي، على أن يتم التفاهم على خطة على المدى المتوسط للاستثمار في هذا القطاع، إما عبر تحويل المعامل القائمة إلى الغاز وإما بناء معامل جديدة. وقد أُعيد طرح اقتراح الاستثمار في الطاقة الشمسية، ولكن لا تزال دون هذا المشروع معوقات تحتاج إلى تذليل.
على المقلب اللبناني، كان واضحًا من كلام رئيس الوزراء نواف سلام عن الجهود المشتركة مع “حزب الله” لعدم الانخراط في المواجهة أنَّه جاء ليؤكد الموقف الرسمي الرامي إلى سحب السلاح ومنع استعماله بما يجرّ لبنان إلى الحرب مجددًا. وفُهم أن الطلب اللبناني قوبل بموافقة فورية من الحزب الذي أكدت قيادته أنها ليست ولن تكون في وارد الانجرار إلى الاستفزازات الإسرائيلية، على قاعدة أن الحزب لن يعطي نتنياهو الفرصة لاستدراج البلاد إلى الحرب.
وهنا يأتي الكلام الآخر لسلام عن أن العمل اليوم بات يرتكز على الضغط الديبلوماسي. وقد بدأه رئيس الحكومة من الدوحة، بعدما كان هذا الموضوع في صلب محادثات الموفد الأميركي توماس برّاك في بيروت، والذي سيستكمل في زيارته المقبلة بعد أسبوعين.
وبحسب المصادر، فإن لبنان يسعى إلى الإفادة من الزخم الذي أطلقه اتفاق وقف النار وتهدئة الجبهات للعودة إلى طاولة المفاوضات والبحث في الحل السلمي في المنطقة، ولبنان طرف أساسي فيه.