تصعيد إسرائيلي لافت ومتدرج وبدء العدّ العكسي لعودة الموفد الأميركي

27 يونيو 2025
تصعيد إسرائيلي لافت ومتدرج وبدء العدّ العكسي لعودة الموفد الأميركي


لا يبدو المشهد اللبناني مريحاً أو باعثاً على الاسترخاء للانطباعات المتفائلة بانعكاسات النهاية “المفترضة” للحرب الإسرائيلية- الإيرانية أو وقف النار بينهما عليه، إذ إن جوانب عدة من التطورات الجارية غداة سريان وقف النار هذا لا تزال تثير مخاوف ومحاذير، سواء عامة تتصل بمصير الهدنة أو وقف النار أو تحديداً بما يمس بالوقائع اللبنانية.








وبدأ العدّ العكسي لعودة الموفد الأميركي توم برّاك مرّة ثانية إلى لبنان، للضغط على المسؤولين اللبنانيين باتجاه إطلاق مسار نزع السلاح غير الشرعي، من دون أي تأخير، وهو الملف الذي عاد مجدّدًا إلى الواجهة، مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قياديين لـ “حزب الله” ومراكزه في جنوب لبنان بشكل شبه يوميّ.

وكتبت” النهار”: الأيام القليلة الماضية التي أعقبت توقف الحرب واطلقت العنان للسيناريوهات للمرحلة التالية المقبلة، شهدت من الزاوية اللبنانية تصعيداً إسرائيلياً لافتاً ومتدرجاً أعاد الوضع المشدود عند الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل إلى عين الأولويات الساخنة الملحة، بما يصعب وفق المطلعين على الوضع الميداني والديبلوماسي المتصل به فصل هذه السخونة المتدرجة عن تداعيات ونتائج ما خلفته الحرب بين إسرائيل وإيران.

وبصرف النظر عن دقة أو صدقية الكثير مما يثار إعلامياً عن المهمة التي قام بها الموفد الأميركي توماس برّاك في بيروت قبل أكثر من أسبوع، وما يثار استباقيا حول زيارته الثانية المرتقبة في 7 تموز المقبل كما تردد، فإن الثابت والواضح أن التحمية الميدانية الإسرائيلية للواقع الحدودي مع لبنان واستئناف عمليات اغتيال كوادر وعناصر في “حزب الله” كما حصل في اليومين الماضيين، تعتبر توطئة لإعادة فتح ملف نزع سلاح الحزب بقوة أكبر من السابق هذه المرة، ومحاصرة لبنان بضغوط ميدانية إسرائيلية من جهة وديبلوماسية واقتصادية غربية وخليجية من جهة أخرى، لحمله على التزام عملي لبرمجة نزع سلاح الحزب بشكل واضح لا لبس فيه بعد هذه المرحلة.
وهو أمر يؤكد المطلعون أن كل أهل السلطة باتوا يدركونه عن ظهر قلب، ولكن الحجة الجاهزة المتصلة باشتراط انسحاب إسرائيل من التلال الخمس الحدودية في الجنوب للشروع في ملف نزع السلاح لم تعد كافية للرد عن لبنان محاذير الضغوط المتوقعة عليه في قابل الأسابيع والأشهر، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية على إيران.  
 
تبعاً لذلك، غلب الانطباع في لبنان أمس، على أن ردة فعل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي على نتائج الحرب، طبعتها الدعائية الفاقعة وسياسات الإنكار التي تصوّر الهزائم انتصارات، ولو أن النتيجة الوحيدة التي تستخلص من الحرب هي أنها لم تسقط النظام الإيراني، فيما تعرضت ايران لضربات قاصمة. وهو الأمر الذي يثير التساؤل، هل ستبقى إيران تمضي في سياساتها السابقة مع أذرعها في المنطقة، أم أن هذا الجانب ضرب بدوره ولم يعد ينفع إيران ولا أذرعها وفي مقدمتهم “حزب الله ” المضي في سياسات دعائية فارغة من المضمون الواقعي؟

وذكرت “نداء الوطن” أن لبنان الرسمي يترقّب مرحلة وقف إطلاق النار، حيث ستبقى التعليمات برفع حال التأهّب في الجنوب والمخيمات الفلسطينية، أقلّه حتى الأيام العشرة المقبلة، مع ضرورة عدم التهاون في هذا المجال، لكي لا تُمنح إسرائيل أي ذريعة لإشعال الحرب مجدّدًا، حيث أنّ وقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، لا يعني في قاموس الدولة التراخي جنوباً.

من جهة ثانية، يُنتظر مرور مهلة العشرة أيام لتقييم وقف النار بين إسرائيل وإيران واستئناف المفاوضات، لكي يتمّ تحريك ملفّ سلاح “حزب الله”، حيث يؤكد الرئيس جوزاف عون أن العام 2025 هو عام حصر السلاح بيد الشرعية وبسط الدولة سيادتها وتحرير الأرض المحتلة وإعادة الأسرى. أما طريقة تحقيق هذا الهدف فيتولّى أمرها رئيس الجمهورية، بحسب المصادر نفسها.