جعجع يوجه رسائل سياسية بلقائه رئيس الجمهورية

27 يونيو 2025
جعجع يوجه رسائل سياسية بلقائه رئيس الجمهورية


كتب مجد بو مجاهد في” النهار”: زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى القصر الجمهوريّ محطّة معزّزة في اليوميّات السياسية اللبنانية.








قَصَد جعجع مقرّ رئاسة الجمهورية فوطئ باحته رئيس حزبٍ صاحب التكتل البرلمانيّ الأكبر الذي ساعد على وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى الرئاسة. هذه زيارة جعجع الأولى إلى قصر بعبدا منذ انتخاب عون رئيساً للجمهورية، ما يكثر من التمحيص في فحواها السياسيّ والانطباعات المتكوّنة لدى رئيس “القوات” بعد أشهر على انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

وإذ دقّ جعجع الناقوس في نيسان الماضي ناصحاً الدولة اللبنانية عدم التأخّر في ضبط الحدود وتثبيت سيادة الدولة، لكنّه أثنى مراراً على تدابير عدّة استطاعت اتخّاذها. وإذ لا يمكن إغفال أنّ موعد الزيارة تقررّ وسط تسريبات إعلامية فوضوية تزعم وجود تخاصم يشوبه الكتمان بين المكوّنين، فإن تصريح جعجع من المنبر الرئاسيّ قطع دابر محاولات الزعزعة في تأكيده أن “الدولة الحالية التي تنشأ، مختلفة عن تلك التي كانت سابقاً” وأنّ “في الأشهر التي مرّت، حصل تقدّم”.

في متابعة “النهار” للأجواء “القواتية” الرسميّة، يتأكد أنّ زيارة جعجع رتّبت ضمن منحى طبيعيّ للتباحث في مجريات الأوضاع اللبنانية ومقاربة الملفات. وإذ حصلت الزيارة تأكيداً على تلقّف جعجع نوايا العهد الرئاسيّ في سبيل قيام الدولة القوية والجدّية في كيفية مقاربة الملفات والاستحقاقات، لكنّ الهدف منها أيضاً التشديد على أنّ المطلوب أن تكون المقاربات أسرع وأكثر عمقاً، ذلك أنّ أي تأخير سيلحق الضرر بالعهد الرئاسي، ولأن لا استثمارات من الخارج إذا لم تحتكر الدولة اللبنانية السلاح.

وتتطلّب المصلحة الوطنية الإسراع الرئاسيّ والحكوميّ أيضاً في تنفيذ الحذافير التي تضمّنتها بيانات رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حول أهمية تحييد لبنان عن النزاعات والإسراع في حصر السلاح وأولوية أن يكون هناك جيش واحد وتنفيذ الإصلاحات المتنوعة.

لقد شكّلت زيارة جعجع إضافة نوعيّة قرّرها رئيس “القوات” بنفسه للبحث في الأفكار السياسية والتشارك في سبل تبديد الهواجس، رغم أن التواصل موجودٌ ولا انقطاع في المشاورات بين نواب “القوات” ودوائر القصر الجمهوري.
 
وثمّة نفيٌ “قواتيّ” لما يُشاع إعلاميّاً عن خصومة فاترة بين “القوات” ورئيس الجمهورية، مع استذكار أنّ جعجع كان من الذين اقترحوا عون للرئاسة بادئ ذي بدء، وأن “القوات” جزء كثير الأهمية من انتخابه رئيساً رغم أنّ لكلّ مكوّن سياسيّ أسلوبه ومقاربته الخاصة.

في الاستنتاج “القواتيّ”، إنّ “القوات” ورئيس الجمهورية قد لا يتّخذان الأسلوب نفسه لكنّ هدفهما واحد لتحقيق الدولة القوية الموضوعية وحصر السلاح الذي يعتبر أهمّ الإصلاحات.