لماذا أصبحت القوات الجوية الإيرانية في حالة من الفوضى؟.. تقرير يكشف

30 يونيو 2025
لماذا أصبحت القوات الجوية الإيرانية في حالة من الفوضى؟.. تقرير يكشف


ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، فضلا عن عملية “مطرقة منتصف الليل”، وهي حملة القصف التي شنتها القوات الجوية الأميركية ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية شديدة التحصين، أظهرت أوجه قصور صارخة داخل القوات الجوية الإيرانية. ومن الجدير بالذكر أنه خلال العملية العسكرية الأميركية، دخلت أكثر من 100 طائرة أميركية أجواء إيران، ولم تحاول أي طائرة إيرانية اعتراضها”. 

وبحسب الموقع، “إن القوات الجوية الإيرانية عاجزة لأسباب عديدة. فهيكلها العسكري في حالة ضمور، إذ تعتمد على طائرات من حقبة الحرب الباردة، تم شراؤها من الغرب والاتحاد السوفيتي، وهي ببساطة لا تستطيع مواكبة القوات الجوية الحديثة. وتدعو عقيدة القوات الجوية الإيرانية إلى موقف دفاعي يعطي الأولوية للانتقام غير المتكافئ والقدرة على البقاء في مواجهة الهجوم. ومع ذلك، فقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن قدرات القوات الجوية الإيرانية غير كافية على الإطلاق لوضع العقيدة موضع التنفيذ. ومع وجود عدد قليل فقط من الطائرات ذات القدرة على الضرب، فإن القوات الجوية غير قادرة بشكل أساسي على المشاركة في العمليات الدفاعية أو الهجومية”. 

وتابع الموقع، “المشكلة مع القوات الجوية الإيرانية لا تتمثل فقط في طبيعة أسطولها القديم، بل تكمن أيضا في حقيقة أنها تكافح من أجل الحفاظ على جاهزيتها التشغيلية. بمعنى آخر، اعتماد القوات الجوية الإيرانية على طائرات قديمة ليس سوى مشكلة ثانوية، إذ تواجه صعوبة بالغة في الحفاظ على صلاحية طائراتها للطيران أصلًا. إن الجاهزية التشغيلية هي نقطة ضعف القوات الجوية الإيرانية. خلال ثورة 1979، ورثت إيران طائرات أميركية متطورة آنذاك، ولا سيما F-14 Tomcat، وF-4 Phantom، وF-5 Tiger، من حكومة الشاه الموالية للغرب. لكن في السنوات التي تلت ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات دولية ثقيلة على طهران، مما جعل من المستحيل تقريبا الحصول على الأجزاء الأصلية لتلك الطائرات. ونتيجة لهذا فإن المصدر الوحيد لإيران لقطع الغيار لطائراتها الأصلية هو طائرات أخرى”.

وأضاف الموقع، “لا تصلح سوى 50 إلى 60% من طائرات القوات الجوية الإيرانية للطيران، أما الباقي فيُخصص كمصدر لقطع الغيار. وفي بعض الحالات، تمكنت القوات الجوية الإيرانية من إجراء هندسة عكسية لقطع الغيار وإنتاجها محليًا، ولكن الموثوقية متغيرة، حيث تكون القطع البديلة المصنعة محليًا في كثير من الأحيان أقل جودة وأقل متانة من القطع الأصلية. كما وأن الجاهزية التشغيلية لأسطول القوات الجوية الإيرانية تؤدي إلى انخفاض ساعات الطيران، وبالتالي قلة خبرة الطيارين. وتشير التقارير إلى أن الطيارين المقاتلين الإيرانيين لا يقضون سوى 100 ساعة طيران سنويًا في المتوسط، وهو معدل أقل بكثير من طياري الناتو أو إسرائيل، الذين غالبًا ما يتجاوز عدد ساعات طيرانهم 250 ساعة. وقد أدى نقص الطائرات المتاحة إلى تعقيد عملية تدريب الطيارين الجدد”. 

وبحسب الموقع، “رغم أن طهران بذلت جهودًا حثيثة للحفاظ على صلاحية بعض طائراتها القديمة للطيران، إلا أن هذه الطائرات ببساطة ليست فعّالة في الجو، فمعظمها يستخدم أنظمة رادار من سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مما يحدّ من قدرات الوعي الظرفي والرصد ما وراء المدى البصري (BVR). إن القوات الجوية الإيرانية خالية تمامًا من منصات الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوًا (AEW&C)، مما يعوق التحكم في المجال الجوي ووقت رد الفعل. كما وتعاني القوات الجوية الإيرانية من نقص في قدرات الحرب الإلكترونية، حيث لا تمتلك أي قدرة فعالة على التشويش الجوي، مما يجعل القوات الجوية الإيرانية عرضة للخطر بشكل كبير أمام خصوم متطورين مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة”. 

وختم الموقع، “للتعويض، تُضطر إيران إلى الاعتماد على وسائل غير متكافئة، كالطائرات المسيّرة والصواريخ. أما في ما يتعلق بالقوة الجوية التقليدية، أثبتت إيران أنها مجرد نمر من ورق”.