ارتفعت حرارة الاتصالات الديبلوماسية الى درجات قياسية داخليا وخارجيا، بانتظار عودة الموفدين الاميركيين توم براك ومورغان اورتاغوس الى بيروت، والمرتقبة الاثنين المقبل.
وينتظر ان يعود براك إلى لبنان برد إسرائيل على الورقة التي توافق عليها براك مع الجانب اللبناني.
وافادت ” النهار” في هذا السياق ان براك واورتاغوس سيعودان إلى بيروت الاثنين المقبل حيث سيلتقيان مساء عددا من الوزراء والنواب إلى عشاء في وسط بيروت ثم يعقدان الثلاثاء لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ، وأشارت هذه المعلومات إلى براك سيحاول انتزاع موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العدائية والاغتيالات لفترة أسبوعين والانسحاب من نقطة لبنانية محتلة من بين النقاط الخمس المحتلة لتسير الخطة بعدها خطوة بخطوة.
وتضاربت المعلومات في هذا الشأن اذ ان تقارير إعلامية أفادت بأن الرد الإسرائيلي على ورقة الموفد الأميركي توم براك تسقط الورقة لان الرد جاء بالموافقة على بعض بنودها ورفض بعضها الآخر بشكل يسقط الورقة في خلاصة المفاوضات .
وأضافت ان ما وافق عليه الجانب الاسرائيلي مبدئيًا هو وقف تدريجي للغارات والاغتيالات اضافة الى الانسحاب التدريجي من بعض النقاط المحتلة والانتهاء من ملف الاسرى، لكن الإسرائيلي طلب ان يكون الشريط الحدودي من القرى المدمرة غير آهل بالسكان على ان تكون المنطقة اقتصادية بمعنى إنشاء معامل ومصانع تابعة للدولة اللبنانية، وتكون فاصلة بين القرى اللبنانية المأهولة والجانب الاسرائيلي، بمعنى اخر ان تكون المنطقة العازلة صناعية وخالية من السكان . وأشارت الى أنّ التوغلات الاسرائيلية على الحدود وفي المناطق المحتلة تصب في اطار تكريس هذه المنطقة العازلة.
ولكن مصادر سياسية مطلعة نفت ما يتردد عن تلقي لبنان ردا اسرائيليا يتضمن السيطرة على بعض القرى الحدودية.
وكان موقع أكسيوس قد كشف أنّ الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تقليص ضرباتها على لبنان بعد قرار نزع سلاح حزب الله، كما أنها تخطط لإنشاء منطقة اقتصادية في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود الإسرائيلية.
وكتبت” الاخبار”:أشيعت خلال الأيام الماضية، معلومات عن انفتاح إسرائيلي على مطالبات أميركا القيام بحركة مقابلة للقرار الذي اتّخذته الحكومة اللبنانية. ويفترض أن تشهد بيروت تحرّكاً أميركياً، بدأ مع جولة الوفد النيابي الأميركي على الرؤساء الثلاثة.
بينما ينتظر عودة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس مطلع الأسبوع المقبل إلى بيروت برفقة وفد نيابي أميركي يضمّ السناتور الجمهوري المتشدّد صهيونياً ليندسي غراهام إلى بيروت، حاملة معها ردّ العدو على مطلب لبنان.
وفيما تواصلت التسريبات عن طلب الإسرائيليين مدّة للردّ على المطلب اللبناني، برز موقف لافت لأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي قال إنّ «طهران لن تخضعها التهديدات أو العمليات العسكرية» مؤكّداً استمرار دعم إيران لحزب الله، الذي وصفه بأنه «رأس مال إستراتيجي للبنان»، مشيراً إلى أنّ «هذا الدعم سيبقى كما كان في السابق».
وذكرت «نداء الوطن» أن الموفدَين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس سيصلان إلى بيروت بعد غد الإثنين على أن يباشرا لقاءاتهما الثلثاء من قصر بعبدا حيث يرافقهما عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي. وكانت إسرائيل قد أخّرت جوابها على المسعى الأميركي إلى اليوم، على أن يكون جاهزًا في بعبدا مطلع الأسبوع المقبل.
كما علم أن هناك اتجاهًا اميركيًا لإصدار لائحة عقوبات جديدة تدريجيًا تحت عنوان قانون «بيجر» تتضمن نحو 250 اسمًا على علاقة بـ «حزب الله»، وهؤلاء ليسوا فقط أعضاء في «الحزب»، بل هناك أشخاص من طوائف متعددة يتعاملون معه سواء ماليًا أو أمنيًا أو عسكريًا أو في مجالات أخرى. وتأتي هذه التدابير وسط تصاعد الضغط الأميركي لتقويض نشاطات «الحزب» وكل أذرع إيران في المنطقة خصوصًا أن «الحزب» اعتمد في آخر عشر سنوات على حلفاء من جميع الطوائف من أجل تأمين حرية حركته ولإبعاد الشبهات.
وتترافق الخطوة الأميركية المرتقبة مع تشدد أوروبي لافت من أجل الحد من حركة انتقال الأموال إلى «حزب الله» بعدما بنى طوال الفترة الماضية شبكات تمويل تعمل في شتى المجالات وتؤمن جزءًا مهمًا من موازنته إضافة إلى موازنة الحرس الثوري الإيراني وأجنحة طهران الأخرى.
وكتبت” اللواء”:لا يزال الغموض يسيطر على اجواء المعلومات لجهة الموقف الاسرائيلي مما سمي بـ «خطة ترامب» التي تتضمن حكما المنطقة الاقتصادية باسمه، لجهة الخطوة مقابل خطوة، اي انسحاب من نقطة مقابل خطوة عملية من الحكومة لوقف الاعتداءات اليومية واطلاق الاسرى والعودة الى اعادة الاعمار.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أنّ الجواب الإسرائيلي سلبيّ حتى الآن حيث طلبت «إسرائيل» عدة شروط مقابل الموافقة على الانسحاب من النقاط الخمس، وأهمها إنشاء منطقة عازلة محاذية للشريط الحدودي خالية من السكان. ولفتت المصادر الى أنّ الردّ السلبي الإسرائيلي يحمل احتمالين: الأول أنّ «إسرائيل» تناور بالاتفاق مع الأميركيين وهي لا تريد الانسحاب ولا وقف الحرب لأسباب تتعلق بمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الدولة اليهودية و»إسرائيل» الكبرى الذي تحدّث عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث إن لبنان من ضمن هذا المشروع وبالتالي زيارات توم برّاك محاولة لانتزاع تنازلات من حزب الله ولبنان الى حدّ الاستسلام، أو مناورة لتقطيع الوقت حتى استعداد الجيش الإسرائيلي لحرب واسعة جديدة واجتياح برّي لكي يفرض شروطه على لبنان وضمّ جزء من لبنان الى «إسرائيل الكبرى»، والاحتمال الثاني هو أنّ «إسرائيل» ترفع سقف شروطها ومطالبها الى الحد الأقصى لكي تحصل على أكبر قدر ممكن من المكاسب في أي تسوية للوضع الحدودي مع لبنان.
وتوقعت المصادر أن يحمل برّاك ومورغان أورتاغوس معهما خلال زيارتهما الى لبنان الإثنين المقبل، نصف موافقة إسرائيلية على الورقة الأميركية مع شروط تعجيزية لا يمكن أن يقبل بها لبنان.