كشفت إحدى خبيرات علم الأعصاب آمي ريشيلت أن أدمغتنا مبرمجة على التعلق بالسكريات بشكل كبير.
وأجرت ريشيلت دراسة لمعرفة الطريقة التي تغير بها الحميات العصرية المحرضة على السمنة، آلية عمل الدماغ، وكذلك الطريقة التي يمكن أن تُغير بها أطعمتنا سلوكياتنا وغير ذلك من التفاصيل المرتبطة بهذا الأمر.
وقالت إنه وبالنظر للمسألة من الناحية التطورية، فإن أسلافنا البدائيين كانوا يميلون إلى تناول أي شيء، وكانت الأطعمة السكرية تمثل لهم مصدرا ممتازا للطاقة، وهو ربما ما يفسر سر تعلقنا بنوعية الأطعمة المحلاة، وبخاصة النوعية الممتعة، على عكس نوعية الأطعمة ذات المذاق المر وغير المستساغة بالنسبة للنفس.
ولتعظيم قدرتنا المرتبطة بالبقاء على قيد الحياة كبشر، تبين أن هناك نظاما داخليا بالدماغ يجعلنا نميل للتعلق بنوعية الأطعمة المحلاة؛ لأنها مصدر رائع للطاقة لأجسامنا.
ويعمل إفراز الدوبامين الذي ينتج عن تناول السكر على تحفيز القدرة على التعلم بشكل سريع للعثور بشكل تفضيلي على المزيد من هذه الأطعمة، لاسيما وأن هناك وفرة الآن في نوعية الأطعمة الحلوة الغنية بالطاقة.
وبخصوص من يسألون عن حقيقة ما يحدث في الدماغ حين نفرط في تناول السكريات، فقد تبين أن الدماغ يعيد برمجة نفسه باستمرار من خلال عملية تسمى المرونة العصبية. ويمكن أن تحدث عملية إعادة البرمجة هذه في نظام بالدماغ يطلق عليه اسم “نظام المكافآت”، وثبت أن تكرار تنشيط هذا النظام عبر تناول المخدرات أو كثرة تناول الأطعمة السكرية يؤدي لتكيف الدماغ مع التحفيز المتكرر؛ ما يجعله معتادا نوعا ما على ذلك.
وفي حالة الأطعمة السكرية، فإن ذلك يعني أننا نحتاج لتناول المزيد منها للحصول على نفس الشعور المجزي، وهذا الشعور يعد ميزة من الميزات الكلاسيكية للإدمان.
ونوهت ريشيلت كذلك إلى ضرورة الانتباه لحقيقة أن السكريات من الممكن أن تضر بوظائف الذاكرة في الدماغ؛ إذ ثبت أن الحميات الغنية بالسكر تضر بمنطقة تدعى الحصين، وهي مركز الذاكرة الرئيس في الدماغ، وثبت من خلال دراسة أجريت على فئران تجارب أن الإكثار من السكريات يحد بالفعل من القدرة على التذكر.
ولهذا توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الحد مما نتناوله من السكريات المضافة ليكون 5% فقط من إجمالي سعراتنا الحرارية اليومية (أي 6 ملاعق صغيرة).