تشكيل الحكومة.. مَن يضحك على مَن؟

10 يناير 2020
تشكيل الحكومة.. مَن يضحك على مَن؟

تحت عنوان تشكيل الحكومة.. مَن يضحك على مَن؟، كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: لماذا لم تتشكل حكومة حسان دياب حتى الآن؟..

التيار الوطني الحر على لسان الوزير جبران باسيل يمارس “الزهد السياسي” الى حدود إلغاء الذات، ويقدم كل التسهيلات من أجل أن تبصر الحكومة النور..

حزب الله ليس لديه مطالب وما يهمه هو أن يكون هناك حكومة..

الرئيس نبيه بري لا يقف ضد الرئيس المكلف ولا يعرقل..

الرئيس سعد الحريري بالرغم من رغبته بعدم التمثيل يدعم ويشجع على تشكيل حكومة إختصاصيين.

أوساط الرئيس المكلف تؤكد أن الأجواء إيجابية وأنه لا يفكر بالاعتذار، ومتمسك بحكومة من 18 وزيرا إختصاصيا ومستقلا..

الحزب التقدمي الاشتراكي راض على التمثيل الدرزي، والقوات اللبنانية غير معنية في حال لم تشكل حكومة تكنوقراط بالكامل..

إذن، لا أحد يعطل ولا يعرقل ولا يضع العصي في دواليب قطار التأليف، ولا يعارض على هذا الوزير أو ذاك، ولا هذه الحقيبة أو تلك، والبلد يواجه أزمات متعددة الأوجه في المصارف والاقتصاد والمحروقات والصحة والدواء والكهرباء، ما يجعله بأمس الحاجة الى حكومة تسارع الى إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمات وتعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان، ورغم كل ذلك لا يوجد في الأفق أية بوادر لتشكيل الحكومة المنتظرة.

هذا الواقع يطرح سلسلة تساؤلات أبرزها: من يضحك على من في لبنان؟، هل تضحك التيارات السياسية على الرئيس المكلف وتحاول إحراجه لاخراجه بعدما أيقنت أن التطورات السياسية تحتاج الى حكومة سياسية لا يستطيع القيام بأعبائها؟، وهل يغتنم التيار الوطني الحر هذا الأمر ليساوم حسان دياب على أكثرية مقاعد الحكومة ودفعه الى السير معه على السمع والطاعة لقاء جعله رئيس حكومة عامل؟، وهل بات حزب الله على قناعة بأن مرحلة ما بعد إغتيال قاسم سليماني يحتاج الى حكومة مواجهة والى رئيس من قماشة سياسية؟، وهل يحنّ الرئيس بري الى صديقه سعد الحريري الذي ما يزال يشكل خيارا له؟، أم أن حسان دياب يضحك على كل هؤلاء لاستدراجهم الى المكان الذي يريد من خلال الاستفادة من عامل الوقت الذي يسمح له الدخول في لعبة عض الأصابع؟، وهل يسعى دياب للايحاء الى الشارع اللبناني أنه متمسك بموقفه بتشكيل حكومة إختصاصيين بالرغم من كل الضغوطات السياسية، أم أن الرئيس المكلف ومعه التيارات السياسية التي قامت بتسميته يضحكون مجتمعين على اللبنانيين لاجبار “الحراك” على القبول بالحكومة المتفق عليها سلفا والتي لم تنضج فكرتها على المستوى الشعبي؟.

بات مؤكدا أن الشعب اللبناني بلغ مرحلة متقدمة من الوعي والادراك، وأن ما يجري من دجل سياسي وحالات إنفصام وضحك على الذقون لم يعد ينطلي عليه، وهو بالأساس رسم علامات إستفهام عدة حول تهريب إسم حسان دياب، ومن ثم تكليفه، وبعد ذلك حول تصريحاته العنترية البعيدة عن الواقع، ومن ثم إعلان كل التيارات المعنية عن تسهيل مهمته، ليسمع اللبنانيون “قرقعة من دون أن يروا عجينا”، في وقت يحتاج فيه الجميع الى حكومة إنقاذ يبدو أن عناصرها لم تتوفر بعد، خصوصا أن الطبقة السياسية برمتها يبدو أنها لم تدرك أن ما بعد 17 تشرين الأول ليس كما قبل، وكذلك الأمر بالنسبة لاغتيال قاسم سليماني!..