في معرض استشرافه مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران بعد اغتيال سليماني، يقول مصدر مطلع على الموقف الاميركي، انّ “الاميركيين سيخرجون من العراق، والمسألة باتت مسألة وقت فقط، الامر الذي سيُحتسب ايرانياً على انّه ثأر لسليماني، خصوصاً انّ القيادة الايرانية قالت انّ الثأر لقائد «فيلق القدس» سيكون خروج القوات الاميركية من المنطقة، وانّ خروجها من العراق هو البداية”.
لكن هذا المصدر، يقول انّه “بعد الآن سيكون التعاطي بين واشنطن وطهران مباشراً، لأنّ العمل بالوكالة قد انتهى وانّ من يعمل بالوكالة سيخسر في الأصالة، بمعنى انّ الجانبين باتا محكومين بالجلوس الى طاولة مفاوضات مباشرة في وقت ليس ببعيد”. ويُعلّق المصدر على قرار الكونغرس، الذي يسيطر عليه الحزب الديموقراطي، بمنع الرئيس الاميركي دونالد ترامب خوض اي حرب ضد ايران أو غيرها من دون موافقته المسبقة، فيقول: “لا يمكن للديموقراطيين ان يدافعوا عن هذا القرار الذي اصدرته اكثريتهم في الكونغرس لأنّ الرئيس الديموقراطي باراك اوباما كان شنّ الحرب على ليبيا من دون موافقة الكونغرس المسبقة”.
وفي هذا السياق، يرى المصدر نفسه، انّه في ظل المواجهة الاميركية ـ الايرانية بدأ يتكشف انّ هناك ربط نزاع روسي ـ اميركي حصل على مستوى المنطقة عموماً وفي لبنان وسوريا خصوصاً، يدل اليه بروز دور لافت لموسكو على الساحة اللبنانية، تبدو واشنطن مسلّمة به وكأنّه بات أمراً واقعاً يُرجح ان يثبُت خلال زيارة سيقوم بها بوتين الى اسرائيل نهاية الشهر الجاري، وهي زيارة، يقول المصدر المطلع على الموقف الاميركي، ربما تتصل بمستقبل الوضع بين لبنان وسوريا من جهة واسرائيل من جهة ثانية.
في وقت يتخوّف الاسرائيليون من ان تؤدي هذه الزيارة الى “زيادة القيود المفروضة على سلاح الجو الإسرائيلي في ما يتعلق بعملياته في سوريا”، فيما تبدو في الأفق مؤشرات الى اتفاق اميركي ـ روسي يعكسه وجود نوع من التفاهم الروسي ـ الاسرائيلي يخلق واقعاً جديداً في المنطقة، بدأ يلقي بظلاله على لبنان ويصبّ في مصلحة سوريا وحلفائها وستكون له انعكاساته على الاستحقاق الحكومي الراهن، وكذلك على غيره من الاستحقاقات المقبلة هذه السنة وفي المستقبل. وعلى حدّ تعبير المصدر نفسه، الذي يعتقد “انّ النفوذ السوري يعود الى لبنان هذه المرة على اجنحة الدور الروسي، الذي يُرجّح انّ الادارة الاميركية سلّمت أو ستسلّم به. وهذا النفوذ السوري سيتظهر من خلال تركيبة الحكومة الجديدة التي سيؤلّفها الرئيس المكلّف حسان دياب، الذي لن يعتذر، بل لا يمكن ان يعتذر”، حسب المصدر نفسه، “لأنّ داعميه لا يريدون للرئيس سعد الحريري العودة الى السراي الحكومي على رغم من رغبة بعض القوى السياسية بهذه العودة”.