وفي التفاصيل، انها كانت في منزلها الواقع في الطبقة 22 في أحد أبراج الأشرفية السكنية المطلّة على المرفأ، عندما وقع الإنفجار الأول، فحملت نجيم هاتفها واقتربت من الواجهة الزجاجية المطلّة على مكان الحادث، تصوّر الحدث. وما هي إلا دقائق، حتى وقع الإنفجار الثاني الأضخم ليقذف بها أرضاً وشظايا الزجاج المتداخل في وجهها وجسمها. تحاملت على جراحها وأوجاعها، ونزلت 22 طبقة حافية القدمين، الى الشارع حيث أسعفها بعض المارّة ونقلها الى مستشفى خارج الأشرفية (مستشفى المشرق)، بعدما غصّت مستشفيات المنطقة بالجرحى والجثث. هناك، خضعت نجيم الى جراحة استمرّت ستّ ساعات كاملة.
وتروي شقيقتها ندى لمجلّة “لها” التي خسرت أيضاً منزلها في الأشرفية، انها تبلّغت بعد ساعة من الإنفجار خبر إصابة نادين، فهرعت الى المستشفى متناسية خسائرها المادّية “لأن نادين أهمّ” كما تردّد، وتقول: “خفنا على نادين، فهرعنا الى قسم الطوارئ لنكون إلى جانبها في تلك اللحظات الصعبة. ستّ ساعات تحت مبضع الجرّاح كانت الأطول بالنسبة إليّ. خوف، وصلاة، ودموع انتهت على خير، والحمد لله… نادين اليوم بصحّة جيّدة، تتعافى من الحادث الأليم، تحت إشراف نخبة من الأطباء المشهود بكفاءتهم”.
وقالت ندى إن “بعد يومين من الجراحة الأولى، تبيّن ان أنف نادين تعرّض لكسر جرّاء الحادث، فكان عليها أن تخضع لجراحة تقويمية في أنفها”.
ولفتت الى أن “نادين متماسكة، قدر الإمكان. إنّ ما تعرّضت له من صدمة وألم ليسا بالأمر السهل. وهي امرأة شجاعة وصاحبة عزيمة يحرّكها عشقها الكبير للحياة، وهي لا تستسلم بسهولة”.
وشددت ندى على أن “البعض تناقل الشائعات عن تشوّه وجه شقيقتي، وهي شائعات مغرضة وعارية من الصحّة. وجه نادين “بيجنّن” وجمالها هو هو”.
أما عن اللقاء بين نادين وطفليها بعد الحادثة، فكشفت أنه “مؤثّر جداً… زاراها في المستشفى، وكانت دموع وكلمات طفولية نابعة من القلب “سلامتك ماما، نحن نحبك”.