سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فدرس الطيران وعاد إلى مصر سنة 1931 قائداً بنفسه طائرته التي اشتراها لنفسه ليعود لبلده بعد أن تعرض أكثر من مرة لحادث كان من الممكن أن يؤدي بحياته.
بمجرد عودته عين مهندسا لشركات أحمد عبود باشا ولأنه يملك روحا متمردة لم يستمر في هذا العمل طويلا رغم أن الجميع شهد له بالنجاح الكبير كمهندس.
إنه المنتج والفنان العبقري أحمد سالم الذي ولد في 20 فبراير عام 1910، بمنطقة أبو كبير في محافظة الشرقية، ويعد أول مذيع مصري بالإذاعة المصرية سنة 1936 وعمل ممثلاً ومنتجًا ومخرجاً وأسس ستوديو مصر.
وعمل مديراً للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932م وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهي “هنا القاهرة”.
وظل أحمد سالم في الإذاعة يقدم عصارة فكرة وقدم من البرامج ما أسعد المستمعين لكن بكل أسف لم تكن وسائل التسجيل تساعد على الحفاظ على كل ما يذاع للصعوبة البالغة في وسائل الحفظ آنذاك.
وذهب ذات يوم أحمد سالم كمذيع إلى حفل أقامه طلعت حرب باشا بمناسبة نجاح شركات بنك مصر وأعجب بذكاء المذيع الشاب وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء استوديو كبير يكون مصريا خالصا وبالفعل قدم أحمد سالم استقالته وتفرغ لبناء صرح السينما المصرية.
وقام ببناء ستوديو مصر على أحدث استوديوهات ذلك الزمان وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاج ستوديو مصر فيلم وداد لأم كلثوم وأحمد علام، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك ووثِق فيه طلعت حرب فأسند إليه بجوار عمله في ستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر.
وفي سنة 1938 انتج ستوديو مصر فيلما باسم لاشين أثار ضجةً كبرى وأثار حفيظة القصر الملكي لأن فيه حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد والنهاية هي القضاء على هذا الحاكم الغارق في شهواته، طلبوا من أحمد سالم تعديل السيناريو والحوار على أن تكون النهاية لصالح الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية لكنه رفض وقدم استقالته من كل هذه المناصب لتمسكه برأيه وأنه لا تعديل في السيناريو ولا نهاية للفيلم.
“لاشين” كان فكرة أحمد سالم أخذها من هنريش فو مامين وعهد بكتابة السيناريو إلى فريتز كرامب وأحمد بدرخان وكتب حوار الفيلم أحمد رامي واخرجه فريتز كرامب ومونتاج نيازي مصطفى وبطولة حسن عزت الذي لم نره بعد ذلك ونادية ناجي ومعهم حسين رياض وعبد العزيز خليل وغيرهم.
وأطلق عليه البعض لقب “الدنجوان” بسبب أن حياته كانت مليئة بالإثارة والمغامرات العاطفية، دفع ثمنها في النهاية حياتها وهو لم يكمل عامه التاسع والثلاثين.
وعرف عن أحمد سالم مغامراته النسائية وأشهرها علاقته بالحسناء الفنانة الراحلة كاميليا وكان يوسف وهبي قد وقع في غرامها فتركها أحمد سالم له مقابل ثلاثة آلاف جنيه.
تزوج سالم أكثر من مرة، أشهرها زواجه من الراقصة تحية كاريوكا والفنانة مديحة يسري والمطربة أسمهان التي تشاجر معها عام 1944 وأودت بحياته رصاصة نتيجة شجاره معها آنذاك، حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر مما جعله يرفع عليها مسدسه ليطلق عليها الرصاص، فما كان من صديقتها الا ان استنجدت بالشرطة واتت بهم.
وحدث شجار بين أحمد سالم وضابط الشرطة، تبادل خلاله الاثنان إطلاق الرصاص لتصيب إحداها أحمد سالم في الصدر ويعالج من الرصاصة ويشفى، لكن أثارها ظلت تؤلمه حتى عام 1949 حين دخل المستشفى لاجراء عملية لها لكنها فشلت وتُوفيَ في نفس العام.