سمارة نهرا ممثلة لبنانية من الطراز الرفيع، عُرفت واشتهرت بأدوارها الكوميدية التي دخلت من خلالها إلى قلوب المشاهدين، كما انها جسدت أدواراً مهمة في مسلسلات درامية مشوقة، آخرها كان في مسلسلات “لا حكم عليه” و”DNA ” و”دانتيل”. في هذا اللقاء تحدثنا مع سمارة في العديد من المواضيع التي تخص الدراما المحلية والدراما العربية المشتركة.
المسلسلات التي شاركت بها في الفترة الأخيرة كانت معظمها درامية تشويقية، لكنك كنت النكهة الكوميدية فيها.. كيف تستطعين إضافة هذه النكهة إلى أعمال فيها قتل وغموض؟
في معظم الأحيان يكتب الدور بنكهة كوميدية، فيستعينون بي لتأديته، وبطبيعة الحال لا يمكن أن يكون الدور محض درامي وفيه بكاء وآتي انا لأهرج فيه، وكل شخصية أعطيها حقها بما يُطلب مني.
أتشعرين أن القائمين على المسلسلات الدرامية يستعينون بك لإضافة هذه النكهة الكوميدية إلى العمل؟
نعم، صراحة أشعر بذلك.
أيزعجك ذلك؟
بالطبع لا، فهم يعرفون ما يميزني، وعندما يختارونني فإنهم يتوقعون مني ذلك.
أتشعرين برهجة العمل حين يعرض على منصة إلكترونية؟
لا، أنا أحب أن أشاهد أعمالاً على التلفزيون، فمثلاً لم أشاهد مسلسل “دانتيل” ولا مسلسل “DNA” ولا مسلسل “لا حكم عليه”، على الرغم من انني شاركت بها، وذلك لأنها عرضت على منصة إلكترونية.
كيف تقيّمين نفسك إن لم تشاهدي أعمالك؟
لا أستطيع تقييم نفسي، أستمع الى أصداء الناس الذين يخبرونني إن أعجبهم دوري او لا، وهذا ما يشعرني بإعتزاز.
في مسلسل “لا حكم عليه” ظهرت بلوك مختلف، هل سبب ذلك لأن العمل عُرض عربياً؟
أرادت الستايلست أن أظهر بهذا اللوك، وأنا أحببته لأنه جديد.. أعتقد انها اتبعت البيئة المسلمة للدور، وأرادت أن تظهر ذلك بدوري كإمرأة محجبة بهذه الطريقة.
تميّز مسلسل “لا حكم عليه” بأن معظم الممثلين فيه ذو مستوى عال جدا (قصي خولي، فاليري أبو شقرا، طوني عيسى، كارلوس عازار، كارول الحاج..).. ما أهمية ذلك برأيك؟
هذا الأمر مهم جداً ويرفع من مستوى العمل، وبشكل عام في جميع الأعمال إن كان النص ضعيفاً والممثلون ذا خبرة وأداء مرتفع، هذا يعطي قيمة للعمل. وأنا أرتاح حين أتعامل مع ممثلين محترفين، ونفهم على بعضنا البعض ونتساعد بالمشاهد المشتركة.
كيف وجدت أداء الممثل طوني عيسى الذي هو من أبطال العمل، والذي اجتمعت به في أكثر من مشهد؟
طوني حبيب قلبي.. أحبه كثيراً، وأحب جماله وحضوره وأداءه، وكان “يغنجني” عندما يراني.
ما الفرق بين الدراما العربية المشتركة والدراما المحلية؟
الاولى تضم مواضيع شاملة قد تخص اي مواطن من الشرق الاوسط، وتضم ممثلين من كل البلدان العربية ويحبهم المشاهدون وينتظرون جديدهم.
ما الذي يميز مسلسلاً مؤلفاً من 10-15 حلقة عن مسلسل يمتد إلى 60 حلقة؟
المسلسل الذي يتألف من 10 حلقات يمكن تحويله الى مسلسل مؤلف من 50 حلقة، والمسلسل المؤلف من 60 حلقة يمكن تقصيره الى 30 حلقة.. لا يهم طول المسلسل، بل المهم أن يكون عصبه مشدوداً، وأن لا تكون هناك مماطلة في الأحداث.
صرحت سابقاً بأنك كتبت مسلسلاً.. أين أصبح؟
توقفت عن كتابته، وحتى الآن لا أشعر أنه ممكن أن أكمل العمل عليه.
ما رأيك بكتابات الممثل والكاتب طارق سويد الذي تعاملت معه في مسلسل “بالقلب”؟
حبيبي طارق، يكتب من قلبه، ويكتب نصه بشغف، ومن أفكاره الخاصة.
والكاتبة منى طايع؟
تضع أفكارها وأحاسيسها على الورق، وتكتب ما يجول في رأسها، ولا تقلد أحداً.
هل شاهدت مسلسل “ع إسمك” الذي كتبته كلوديا مرشليان من بطولة كارين رزق الله وجيري غزال؟ وما رأيك بمسلسلات كلوديا التي تطل فيها بفترة عيد الميلاد؟
نعم شاهدته، وأحببته لأنه واقعي.. أجواء العمل ميلادية، لكن هذا ليس ركيزة العمل.
في مسلسل “لا حكم عليه” كان هناك تعاون في الكتابة بين نادين جابر وبلال شحادات، ما رأيك بذلك؟
أحب التعاون بين الكتاب، ففي الخارج نرى أن عدداً من الكتاب يتعاونون لكتابة نص مسلسل واحد، ولو وجدت كاتباً أتعاون معه لكنت كتبت مسلسلات.
هناك جدل على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ بين الممثل بديع أبو شقرا الذي يعتبر أن الممثل اللبناني “لا يبيع” عربياً، لذلك يكون بطل الاعمال المشتركة سورياً أو مصرياً، في حين يرى الممثل يوسف الخال العكس.. ما رأيك؟
ربما يوسف الخال قال ذلك لأنه يبيع في الدول العربية، فتكلم من منطلق الفرص التي يحصل عليها، مع العلم أن بديع نجم من الدرجة الاولى في لبنان، وبدأ قبل سنوات طويلة في هذا المجال.
وأنت ما رأيك في مقولة إن “الممثل اللبناني ما ببيع”؟
أنا واقعية، اسم الممثل اللبناني لا يبيع حالياً مسلسلات عربية مشتركة، لكنه سيبيع لاحقاً، فشبابنا لهم جمهورهم في الدول العربية، منهم باسم مغنية وبديع أبو شقرا وطوني عيسى، لكن المنتج يريد أن يضمن عمله، فيستعين بباسل خياط أو قصي خولي … لكن إن أعطيَ المجال للممثل اللبناني فسيحقق النجاح نفسه.
وإن أردنا أن نتكلم عن استعانة المنتجين دوماً بالممثلة اللبنانية لتأدية دور البطولة، ما سبب ذلك برأيك؟
يمكن أن يكون السبب المواصفات التي تتمتع بها الممثلة اللبنانية، والتي لا تمتلكها الممثلة السورية أو المصرية، والمفارقة هي أن البطلة تكون لبنانية، بينما يكون البطل سورياً أو مصرياً، وهذا لغز لم أستطع حله.
ما رأيك بتحول ملكات الجمال إلى ممثلات؟
لا مشكلة لدي في هذا الامر، فمعظم الممثلات المهمات في أميركا هن في الاصل ملكات جمال أو عارضات أزياء.
لماذا تعطي شركات الانتاج أهمية أكبر للأعمال الدرامية من الأعمال الكوميدية؟
لأن كتابة الكوميديا ضعيفة وصعبة.. من الصعب أن تجعلي أحداً يضحك من قلبه من ناحية الأداء أيضاً، ولسخرية القدر حين يُسأل الكتاب لماذا لا يكتبون الكوميديا، يقولون لأن التلفزيون يدفع للكوميديا أقل من ما يدفعه للأعمال الأخرى، لكني أرى أنه حين يكون العمل الكوميدي مهماً وقوياً لن تدفع شركة الإنتاج القليل.
هل تفضلين الممثلة ماغي بو غصن أكثر في الدراما أم في الاعمال الكوميدية؟
أحببتها في الأعمال الكوميدية لأنها “مهضومة”، وأنا لقبتها بـ”سندريلا لبنان”.
هل هناك عمل ندمتِ على مشاركتكِ فيه؟
هناك عمل أجمل من عمل، أو عمل عزيز عليّ أكثر من غيره، لكنني لا اندم لأنني أفكر قبل أن أعمل على أي دور بسبب قبولي به، ممكن أن يكون السبب حاجة مادية، أو المشاركة مع شركة إنتاج جديدة والتواصل معها والتعرف على بعضنا البعض.
أي دور علّم أكثر من غيره عند الجمهور، دورك في مسلسل “بنات عماتي وبنتي وأنا” أو دورك في مسلسل “بالقلب”؟
الدوران كانت لهما أهمية كبيرة كل منهما في فترة عرض المسلسل، كما أحببت دوري في مسلسل “مش أنا” مع كارين رزق الله، وأدواراً غيرها لي في مسلسلات أخرى.
هل هناك ممثلون لا تحبين التعامل معهم؟
هناك ممثلون لم أتعامل معهم ولا أريد ذلك، لأنني أسمع أنهم يثرثرون ويؤلفون أخباراً كاذبة، ولذلك أتحاشى التعامل معهم، ومرت فترة في مسيرتي، حاربني خلالها بعض الممثلين وجعلوني أبكي بسبب غيرتهم. وفي المقابل، في مسلسل “بالقلب” كنت محاطة بباقة من الممثلين الرائعين على رأسهم كارمن لبس.
هل تؤثر هذه المحاربة عليك؟
“فشر أن يؤثر ذلك على أدائي”، لا بل يزيدني الأمر تحدياً وعزيمة.
هل تحضرين لأعمال جديدة؟
نعمل على مسلسل “خرزة زرقا”، ومسلسل “للموت”، كما هناك مسلسل كوميدي سيتكوم للمخرجة ليليان بستاني اسمه “اخت ستي”، وهو طريف جداً، يتألف من 10 حلقات وسيعرض على منصة إلكترونية.