“ساجد حجازي” يطلق “سَيَزُوْلُ اللّيلُ حَتْماً”

7 مايو 2021

أنشودة “سَيَزُوْلُ اللّيلُ حَتْماً” كلمات مختارة بعناية يشذو بها المنشد ساجد حجازي حيث أطلق لها العنان في سماء الفن من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لقيت استحسانا كبيرا وتفاعلا أكبر من المتتبعين له وشاركوها هم بدورهم، ولتكون البداية من العالم الافتراضي للتأثير إيجابيا على الواقع المرير التي تمر به الأمة حاليا.

الأنشودة التي خرجت في أبهى حلة بفضل تكاثف جهود فريق العمل فهي من كلمات الكاتب: ابراهيم حمدان ومن تلحين بلال الأحمد وتوزيع: أحمد الأدهمي، دون أن نغفل عن زياد النقيب المسؤول عن التصوير والمونتاج.

توقيت نشرها مهم جدا في ظل الوضعية الصحية للعالم والتي أرخت بظلالها على العالم الإسلامي صحيا واقتصاديا أيضا، ناهيك عن الحروب الداخلية التي تنخر في بعض الدول العربية، ما جعل الحزن يطبق على نفسية الأمة المسلمة، ليأتي المنشد ساجد حجازي وبصوت ندي يخاطب الروح قبل الأذن ويهمس في القلوب همسا خفيفا لطيفا يذكرنا بأن الحال دوامه محال، من خلال أنشودة التفاؤل والاستبشار ببزوغ فجر الفرج وإشراقة شمس البهجة التي تنقشع بها ظلمة الكروب وتُذهِب عتمة الغمة، وإن طال ذلك على الأمة. ولا يكون ذلك إلا بالتضرع إلى الله سبحانه والثقة برحمة المولى والإيمان أنها سنة الله في خلقه.

والبديع في الأنشودة أنها تبدأ بأعظم أسباب النجاة وهي اللجوء إلى الله بأدب الدعاء “مسنا يا رب ضر” ما أجمله من مستهل مستلهم من دعاء سيدنا أيوب عليه السلام هو يناشد الله عز وجل بعد أن بلغ به من الشدة والمرض ما لا يوصف، إلا أنه استغاث بالذي لا يضام من استغاث به، وكأن المنشد يذكرنا بضرورة الرجوع إلى الله في كل أحوالنا وبخاصة في فترات الضيق.

وهذا هو دأب الإنشاد الديني وهو فن له جذور في ماضي الأمة القديم منه والحديث، ويسعى الإنشاد بترانيمه وكلماته إلى مد الجسور بين الدين الإسلامي والحياة، وتزكية شخصية المسلم بتعاليم الدين السمحة، كما يهتم بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم والمناداة على حب الله سبحانه، بالصوت الجميل والأداء الهادئ والرائع الذي يتسلل بلطف إلى أعماق النفس البشرية ليزرع فيها كل جميل من حب الخير ومساعدة الغير.

كانت بداية المنشد ساجد حجازي عام 2016 بعد وفاة جده فكانت الانطلاقة من رثاء أهداه لجده وكل من أحبه رحمه الله وكان مطلع الرثاء “وداعك نور بعمر المشيب”، وانطلق ينشد ويشذو بمواضيع تلامس جراح إخوانه في محاولة إيصال صوت من لا صوت له، فهو من شباب الأمة الذين يهتمون لأمرها فيسره ما يسرها ويحزنه حالها، ويظهر ذلك من خلال إصدارته حيث أنشد عن حال الإيغور الأقلية المسلمة المضطهدة في الصين.

كما أرسل المنشد عبر أثير برنامج همسات من القلب في رمضان المنصرم التي بثه على قناته الرسمية على اليوتيوب “30 همسة” رفع بها همة الصائمين وقوى بها عزيمتهم وشجعهم على الطاعة والتقرب إلى الله واغتنام أوقات الرحمة في شهر الغفران، البرنامج الذي حاز على نسبة مشاهدة مهمة جدا.