منذ بدايتها في المسرح وحتى يومنا هذا، عشقت النجمة السورية الاستثنائية منى واصف، لعب دور المرأة القوية وأبدعت في ذلك، إذ جعلت لنفسها بصمة فنية خاصة بحضورها المميز وأدائها الرائع.
قالت النجمة السورية منى واصف إن المرأة القوية ليست المرأة سليطة اللسان وكثيرة الشجار أو من ترحل وتترك أبناءها، بل هي المرأة التي تعرف ماذا تريد من الحياة وتدرك كيف تسير أمور عائلتها، فليس بشرط أن تكون المرأة العاملة قوية والتي تلتزم البيت ولا تعمل ليست كذلك، فيوجد أمهات نجحن في الوصول بأبنائهن لأعلى المراكز وهن أرامل، وأنا شخصياً أحب المرأة التي لديها بداخلها سلطة.
وبينت منى واصف في حديثها عبر “سكاي نيوز عربية” بأن لعبها على المسرح لأدوار ملكات ونساء عظيمات بذر بداخلها بذرة المرأة القوية الحنونة، و”أم جبل” على سبيل المثال لم تكن امرأة سلطة، لكن بمجرد وفاة زوجها حملت العكاز كرمز للسلطة، وقدرها أن تكون في بيئة تهريب وأن تكافح من أجل الحفاظ على أبنائها بقوة.
وفيما يتعلق بدور “أم جبل”، بينت الفنانة منى واصف أن هذه الأم على قوتها وحسد الناس لها ولأبنائها، خسرت في النهاية ولم يبق لها سوى ابنها، إذ قتل زوجها وابنها ورحلت ابنتها، بعد كفاح مرير، ليقول في النهاية القدر كلمته الذي هو أقوى من كل شيء.
وبينت واصف أن أكثر الأدوار التي نجحت فيها، هي أدوار امرأة قوية مثل “الحوت” و”ليالي الصالحية”، إذ ذكرت، “الشيء الذي أهلني للعب هذه الأدوار القوية هي أدواري المسرحية التي يحز في نفسي أنها غير مسجلة تلفزيونياً، لكنها في النهاية فتحت لي الأبواب واسعاً للعب دور المرأة القوية، فالمسرح هو الذي صنعني.
وقالت منى واصف، “على الرغم من أني انتقي أدواري دائماً، لكني لم أراهن يوماً على دور ما للنجاح، ولم أقم بمقابلة تلفزيونية لأدعو الجمهور لانتظاري في دور أو عمل معين، بل كنت أترك العمل ليقول كلمته، فمثلاً أعشق دوري في باب الحارة “أم جوزيف”، تلك المرأة المناضلة المحاربة القوية الصامدة.
ونوهت عن مسيرتها الفنية، “كتب البعض بين دور” هند بنت عتبة” و”أم جبل”، أربعين سنة من الذهب الخالص الذي لم يعرف الصدأ، فالاستمرارية يجب أن تكون هكذا، وأنا اشتاق دائماً للعمل الجميل وقد نجحت في أعمال باللغة الشامية وباللغة العربية الفصحى، فالمهم أن يكون العمل جميلاً بالنسبة لي”.
واعتبرت منى واصف أنه من خلال 40 سنة من أعمالها الفنية لم تر تحجيماً لدور الأم في الدراما لأن التلفزيون أسري، فإنه كان هناك اهتمام كثير بالشخصيات النسائية مثل الأم والأخت والجدة، مفيدة أن أحلى الأدوار التي كانت خلال الأربعين سنة تلفزيونياً، هي أدوار الأم.