مرّت أيام على مسابقة إنتخاب ملك جمال لبنان 2023 التي فاز باللقب فيها الشاب سيف حرب، وضمت لجنة التحكيم النائبة بولا يعقوبيان والوزير السابق ايلي ماروني وملكة جمال لبنان السابقة نيكول بردويل وممثل وزير السياحة والعديد من المتخصصين في مجال الجمال. وأصرّ منظمو هذه المسابقة التي توقفت لسنتين جرّاء فيروس كورونا، على اجرائها في موعدها هذه السنة على الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان.
وأعلن المشرف على الحفل نضال بشراوي أنّ “الملك الجديد سيشارك في MR WORLD وأن الفائزين الأربعة الأوائل سيشاركون في مسابقات جمالية عالمية”. كما أن ملك الجمال الفائز سيتبنى إحدى القضايا التي تتابعها جمعية “دفى”. وفي العادة يحصل المشترك الفائز في المسابقة على جوائز قيّمة، ويقدّم بدوره مساعدات للجمعيات أو مشروعاً ما. وعلى الرغم من أنّ البعض يعتبرها مسابقة ترفيهية، إلّا أنّها تقع في خانة تقديم المساعدة للبنان ولكن في النهاية هذا يعود إلى جهود المشترك في الأساس.
الانتقادات كانت كثيرة هذه السنة للمسابقة وللفائر باللقب تحديداً، إذ اعتبر البعض أنّ لبنان غارق في الفساد والأزمات السياسية والاقتصادية وخصوصاً في مشكلة ترسيم الحدود إضافة إلى ارتفاع الدولار المستمر وانهيار القطاعات والصناعات وتدافع المواطنين للحصول على لقمة عيشهم والمناضلة للعيش، فيما هناك من يهمه تنظيم مسابقة لملك جمال لبنان!.
وطاول الانتقاد سيف حرب لاعتبار البعض أنه لا يمتلك معايير الجمال المطلوبة “فلا شيء مميز فيه”. وعادة تضع مسابقة إنتخاب ملك جمال لبنان أو أي مسابقة جمال أخرى شروطاً محددة لقبول المشترك والسماح له بالمشاركة كعدم خضوعه لأي عمليات تجميلية، لكن القيمين لا يطرحون ما هي معايير الجمال التي تحدد الفائز الفعلي، فهل من معايير لتحديد الجمال؟ هل من شكل أنف محدد أو شرحة عين أو فتحة فم أو لون شعر معين لإعتبار أي شخص أجمل من غيره؟
والسؤال الأهم ما الذي ميّز سيف حرب عن غيره من المشتركين الذين قد يمتلكون المعايير نفسها أو قد يراهم البعض أجمل من غيرهم وهذا يرجع إلى ذوق كل شخص في الاختيار؟ وبالتالي ربّما يجب أن تعتمد هذه المسابقة على تصويت الجمهور أكثر من تقويم لجنة التحكيم لهم ولاجاباتهم. وفي الأساس يكون المتسابقون موضع سخرية عندما يجيبون اجابات تافهة على أسئلة اللجنة لا تمت الى السؤال بصلة ولا تدل على أي نوع من الثقافة أو المعرفة أو على الأقل على الأسلوب السليم في التخاطب والكلام.
وإذا بحثنا في أي موقع أو سألنا أي شخص نرى أنّ الناس عموماً، ذكوراً وإناثاً يهتمون أكثر بمسابقات ملكات الجمال التي تجري في دول العالم كافة، لكن الكثيرين يمتعضون من مسابقة ملك جمال لبنان ولا يحبذون أن يستعرض الشاب نفسه وجماله.
وفي مقابل الضجة التي أثيرت حول ملك جمال لبنان، كان لافتاً مشاركة الشاب جيريمي ملكونيان الذي تعرّض لحادث سير سنة ٢٠٢٠ وفقد ساقه بعد أن نجا بأعجوبة. وكانت مشاركته بساق اصطناعية فرصة لاعطاء جرعة من الثقة والقوة لذوي الاحتياجات الخاصة وليثبت أنّ الجمال لا يقتصر على معايير محددة. واعتبر بشراوي أن “انتخاب ملك جمال لبنان لهذا العام مختلف تماماً عن سابقاته، بحيث أردنا توجيه رسالة مهمة الى العالم بأسره عبر مشاركة جيريمي ملكونيان، وهو أمر يحدث للمرة الأولى في مسابقة جمالية.”
وكانت المذيعة والممثلة ريتا حرب افتتحت الحفل، الذي أحيته الفنانة هيفاء وهبي، بكلمات مؤثرة تحدّثت فيها عن عودتها الى الحياة بعد التجربة القاسية التي مرت بها جراء حادث السير الذي تعّرضت له في تركيا منذ أشهر ونجت منه بأعجوبة. وخضعت لعلاجات مكثفة فترة طويلة حتى استعادت قدرة السير على ساقيها.