انشغل الوسط الفني أخيراً بإعلان الفنانة دينا حايك عن إصابتها بمرض سرطان الثدي.
ولم يكن الفنانون وحدهم الذين شغلهم هذا الخبر وأقلقهم حول التطورات الصحية التي تمرّ بها مقدمين لها كل الدعم، إنما أيضاً محبو النجمة وجمهورها الذين ساندوها ووقفوا إلى جانبها، متمنين لها الشفاء من المرض واستعادة عافيتها التامة.
وقالت الفنانة في حديث لمجلة “سيدتي”، “أنا في كل عام أخضع للفحص الروتيني. وصادف أنني نسيت أنني خضعت للفحص قبل 6 أشهر من تاريخ اكتشافي المرض؛ إذ قصدت المستشفى وكأن شيئاً بداخلي حثّني على الذهاب والخضوع للفحص. وعندما رأتني الطبيبة فوجئت وأخبرتني أنه لم يمضِ وقت طويل على خضوعي للتصوير. لكن عادت فقالت: ما دمتِ أتيتِ فلنجرِ الفحص وتصبحين تتبعين الفحص الروتيني بالتاريخ الموافق نفسه في العام المقبل”.
وأضافت، “بينما كانت تجري الفحص اكتشفت شيئاً ما. لم تُخفني بادئ الأمر. وقالت لي إنه من الممكن أن يكون شيئاً عادياً، وليس من الضروري أن يكون سرطاناً. لكن طلبت مني أن أخضع لصورة RMI، وإثر ذلك ظهر أن هناك ورماً، وكان الأمر بمنزلة صدمة غير متوقعة”.
وأردفت، “لاحقاً، بدأت التفكير ماذا عليّ فعله. خضعت لعملية جراحية لإزالة الورم. ثم بدأت العلاج الكيمائي وبالأشعة؛ لأن نوع السرطان الذي أصابني عنيف وقاسٍ وينمو بفترة قصيرة. لذلك انتشر بقوة خلال 6 أشهر من فترة خضوعي للفحص الروتيني”.
وتابعت، “لا أحد يتوقع إصابته بالمرض الذي لطالما كنا نسميه هيداك المرض، من دون أن نأتي على تسميته أو تناول سيرته. دائماً المرء يعتقد أنه بعيد عنه. تفاجأت فور إبلاغي بالنتيجة، وصدمت بادئ الأمر، ثم فكرت بالخطوة التالية التي عليّ القيام بها. هل يا ترى سأخضع للعلاج الكيميائي أم لا. وعندما علمت أنه عليّ الخضوع للعلاج الكيميائي، سألت إن كانت هناك طريقة بديلة. هي صدمة كبيرة للمتلقي، لا سيما كيف سيخبر أهله، خصوصاً أنني فكرت بوالدتي. هو موقف صعب وليس أمراً سهلاً يمرّ به المرء. ولكن بالتأكيد، علينا تقبل الموضوع وتسليم أمرنا لله، وأن نفعل ما بوسعنا”.
وقالت، “أنا متفائلة في الحياة، ولكنني ضعيفة تجاه أي شيء يمسّ عائلتي، ولكن لست كذلك تجاه نفسي. لست شخصاً يخاف أو موسوسة. أتقبّل الأمور كما هي، لكن إذا تعلق الأمر بعائلتي أخاف عليهم”.
وعن أكثر شخص خافت اطلاعه، أجابت، “أمي بالتأكيد. وهي علمت في وقت متأخر بعد خضوعي للعملية الجراحية. ولدى بدئي بالعلاج الكيميائي، شعرت بأنني أشكو من شيء ما. وكانت تسألني مما أشكو، وكنت أتهرّب من الإجابة، إلى أن علمت بالأمر. الحمد لله تقبّلت الموضوع، وهي الآن بجانبي وتساندني وتدعمني”.
وأضافت، “لكل سيدة تمرّ بلحظات ضعف، بالتأكيد، أتفهمها، والآن أكثر، لأنني أمرّ بنفس ظروفها. ولا أستطيع أن أقول لها لا تحزني. فهي من حقها أن تزعل؛ لأن هناك أوجاعاً تصاحب العلاج الكيميائي، وتعاني من تعب جسدي ونفسي، لكن أقول لها عليك أن تقوي على هذا المرض بمقدار ما تستطيعين”.
وأشارت إلى أن “الأهم هو العامل النفسي، وأن تبقى محاطة بأشخاص إيجابيين ويحبونها ويعطونها معنويات؛ لأن المعنويات مهمة جداً. وأكيد أدعوها للصلاة، وأن يكون إيمانها بالله قوياً”.
وأوضحت، “المهم أن تكون مرتاحة مع ذاتها، ربما تشعر بأنه أفضل لها ألا تعلن عن مرضها. في وضعها تشكو السيدة من تعب نفسي. المهم أن تتقبل الموضوع وتكون محاطة بأشخاص يريحونها. ربما بعد شفائها قد تتكلم عن تجربتها، وربما تكون إحدى صديقاتها تعاني من المرض نفسه فتعمل عندها على تقويتها. ربما نحن نختلف لأننا فنانون وصوتنا يصل بعيداً. ربما هي صوتها يصل إلى محيطها. وإذا كانت قادرة بمكان معين أن تكون سنداً لأحد آخر فذلك جيد. أعود وأكرر، على الإنسان أن يكون مرتاحاً، ويختار بنفسه ما يريد أن يفعله، كي لا يشعر بأنه تحت ضغط نفسي”.
وأضافت، “أنا مرتاحة، ولكن في بعض الأوقات أكون متعبة. فأنا لا أستطيع أن أقول إنني جبل، لكن أعود الحمد لله وأقوّي نفسي وأريد أن أستمر”.
وأردفت، “أنتهز الفرصة لإطلاق الدعوة لجميع السيدات للخضوع للصورة الشعاعية للثدي؛ لأنني علمت أن هناك الكثير من السيدات يخشين الخضوع لها”.
وأشارت إلى أنني “عندما أكون موجوعة يكون الإحساس بشعاً. فالوجع مؤلم في نهاية المطاف. هناك أدوية أتناولها وأخضع للإبر، وكذلك أخضع لمتابعة طبية. ولكن بالتأكيد لا أقول لماذا أنا؟ بالعكس أقول الحمد لله إن وضعي هكذا. فهناك أشخاص وضعهم أسوأ مني. دائماً أقول الحمد لله”.
ولفتت إلى أن “الفنان إنسان ويمرّ بظروف صحية صعبة وعليه الاستمرار. إذا توقفت قليلاً بالعمل الفني فالناس يحتضنونني الحمد لله. وأشعر بمحبتهم كل يوم”.
وقالت، “يمرّ المرء بلحظات يضعف فيها ويزعل ويبكي ويعصب. ولكن أطلب من الله أن يمنحني القوة. ومحبة الناس تساعدني، والدعم الجميل منهم يقوّيني، وإيماني كبير، وهذا يقوّيني جداً. لا أعدّ الأمر استسلاماً. الاستسلام كلمة كبيرة، ولكن مرات نشعر بالتعب من أمر معين نمرّ به في الحياة، ولكن يجب علينا عدم الاستسلام، إنما علينا الوقوف من جديد ونكمل. أنا متفائلة بالحياة، والأطباء طمأنوني أن كل شيء سيكون على ما يرام وسأشفى إن شاء الله، ولكن المسألة تحتاج إلى الوقت وإكمال العلاج، ولديّ فترة طويلة للعلاج”.
وتابعت، “أقول للسيدة المصابة بالمرض أن تثق بطبيبها الذي يعالجها، وأن تتسلح بإيمانها، وأن تكون لديها نعمة الصبر؛ لأنني أعلم أنها تمرّ بظروف صعبة وقاسية. صحيح أن العلاج ليس سهلاً، وفيه تعب ووجع كبير، ولكن فلتنظر دائماً إلى الأمام، وليكن لديها أمل بغد مشرق، وأنها ستجتاز هذه المرحلة”.