لم يشأ عاصي الرحباني أن يُسدل ستارة حياته إلا في اليوم الأحب إلى قلبه، وليس صدفة أن يرحل عملاق الموسيقى في يوم عيد الموسيقى، أي في 21 حزيران 1986، إلا أن تجربته وشقيقه منصور بدأت ما قبل منتصف القرن العشرين وأصبحت خالدة.
عاصي كان عموداً أساسياً في مدرسة الرحابنة التي صنعت من خلال عبقريته “لبنان” الوطن الذي لا يزال يحلم به اللبنانيون. انطلق من الحدود إلى اللامحدود، فكان مسرحه الغنائي الشامل ينصر المظلوم على الظالم والحرية على العبوديّة. لم يحرّض وشقيقه على الثورة، بل كانت لهما نظرة واقعيّة إلى الأمور وبُعد سياسي عميق. فالمواضيع التي تناقلاها جسّدت الماضي وصوّرت الحاضر واستشرفت المستقبل.
الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية تتذكّر في هذا اليوم بصمات عاصي الرحباني المبدعة في أعماله التي لا تغيب عن الذاكرة الفنية اللبنانية والعربية.