تحدثت الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، عن كواليس تعرضها للتنمر خلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس هذا العام، والذي وجه لها من شخصيات عامة من بينهم مؤلفة كتب هاري بوتر، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأبدت إيمان خليف، تعجبها من تعليق دونالد ترامب عليها، وذلك خلال مقابلة معها بثت عبر قناة “كانال +” الفرنسية، مشيرة إلى أنها رفعت دعوى قضائية بالفعل الشهر الماضي ضده وضد ج ك رولينغ.
وردا على السؤال الذي وجه لها حول موقفها من تأكيد دونالد ترامب، ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وحديثه عن عدم السماح للرجال بالمشاركة في انتخابات النساء حال فوزه.
وأوضحت أنها لا تعرفه شخصياً ولا هو يعرفها، فكيف يمكن له أن يتحدث عنها بدون أن يملك أي إثباتات لما يقوله، مشيرة إلى أنها لم تفهم كيف لرئيس سابق أن يوجه اتهامات بدون دلائل وبشكل عفوي.
ووجهت إيمان خليف، رسالة إلى دونالد ترامب قائلة: “أنت تنمرت علي وظلمتني، لكنني أترك أمري لله كوني امرأة مسلمة”، وفق تعبيرها.
وأكدت الملاكمة الجزائرية، أن تلك الحملة التي وجهت ضدها أثرت عليها وعلى عائلتها، ولم تتمالك إيمان خليف دموعها قائلة: “هذه الأمور أضرت بي كثيرا وأضرت بعائلتي، وأمي المسكينة في تلك المرحلة كانت تذهب كل يوم إلى المستشفى”.
وشددت على أنها ستكون أقوى في المستقبل، وتجاوزت هذه المرحلة قائلة: “لا أعلم لماذا أصبح العالم حقيرا لهذه الدرجة! سأفوض أمري إلى الله، كوني امرأة عربية مسلمة. لقد تجاوزت هذه المرحلة، وسأكون أقوى في المستقبل”.
ولفتت إلى أنّها أوكلت هذا الملف إلى المتخصصين، في إشارة إلى الدعوى التي قامت برفعها في باريس، مشيرة إلى أنّها تركز فقط في مجال الرياضة.
وكانت النيابة العامة الفرنسية فتحت بالفعل الشهر الماضي، تحقيقا في الشكوى التي قدمتها إيمان خليف بتهمة تعرضها للتحرش الإلكتروني، وطالت هذه الشكوى، مالك منصة إكس، إيلون ماسك، وكاتبة سلسلة هاري بوتر الشهيرة، الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ، بالإضافة إلى دونالد ترامب.
وتحدث نبيل بودي، محامي إيمان خليف، عن تلك الشكوى مشيرا إلى أنها قررت بعد أن استطاعت الفوز بالميدالية الذهبية أن تخوض معركة جديدة من أجل العدالة والكرامة، ضد ما تعرضت له من تحرش إلكتروني جسيم.
وأحرزت خليف ذهبية الملاكمة في وزن 66 كغ بعد فوزها على الصينية ليو يانغ المصنفة الثانية 5-0 بإجماع الحكام، لتصبح أول ملاكمة جزائرية وأفريقية تفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
ومع ذلك، واجهت انتقادات واسعة النطاق واتهامات بأنها رجل أو متحولة جنسياً.
إلا أن خليف أوضحت لاحقاً أنها ولدت أنثى، وعاشت حياتها كامرأة، معبرة عن أسفها للظلم والإساءة لكرامتها.
أدلت جي كي رولينغ بتصريحات عبر منصة إكس، متهمة خليف بأنها “تتمتع بمعاناة امرأة تعرضت للعنف”، في حين دعم إيلون ماسك منشورات تنتقد مشاركة الرجال في الرياضات النسائية، مما زاد من حدة الجدل.
ورغم الهجمات الإلكترونية، تمكنت خليف من الفوز بالميدالية الذهبية، وأكدت هويتها كامرأة بعد فوزها في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس.
تجدر الإشارة إلى أن رولينغ تعرضت لانتقادات بسبب تصريحاتها حول المتحولين جنسياً، بينما واجه ماسك انتقادات لتقليص سياسات مكافحة المعلومات المضللة على منصة إكس منذ استحواذه عليها في أكتوبر 2022.
يذكر أن إيمان خليف هي ملاكمة جزائرية بارزة حققت إنجازات مهمة في مسيرتها الرياضية.
وُلدت في 1999 بولاية تيارت في الجزائر، وبدأت مسيرتها في الملاكمة في سن مبكرة، حيث أظهرت مهاراتها وقدراتها القتالية العالية في الحلبات الوطنية والدولية. (ليالينا)