تحوّلت إلى مدينة ‘أشباح’.. إقفال عشرات المحالّ في Beirut souks

25 يناير 2020
تحوّلت إلى مدينة ‘أشباح’.. إقفال عشرات المحالّ في Beirut souks

كتبت هديل فرفور في “الأخبار”: عشرات المحالّ التجارية في “أسواق بيروت” أُقفلت، فيما قد تلقى المحالّ المتبقية المصير نفسه في ظلّ الحديث عن “موت” المنطقة التي هجرها مُستثمروها هرباً من الإيجارات العالية التي تجبيها “سوليدير” منهم. وعلى الرغم من أن الشركة عمدت في اليومين الماضيين إلى تسييج “أملاكها”، رابطةً تدهور أوضاع المحال بالأحداث التي شهدها وسط العاصمة، إلا أنّ المعطيات تؤكّد أن “احتضار” الأسواق سبق اندلاع الاحتجاجات الشعبية بأشهر طويلة. ما حصل للأسواق ليس إلا نتيجة طبيعية لتطبيق نموذج استثمار “هجين” على الوسط عمد إلى إقصائه وعزله عن بقية المدينة

 

أربعة عشر مدخلاً لـ”أسواق بيروت” أو ما يُعرف بـ beirut souks حسب لغة “سوليدير”، سُيّجت في اليومين الماضيين بـ”بلوكات” من الباطون، منعاً لـ”تسلّل” المتظاهرين إليها.

 

الشركة التي قبضت على قلب المدينة وأقصت ناسها عنه، توجّست من وصول “المُخرّبين” إلى “أملاكها”، فارتأت “تصوين” الأسواق التي كان من المفترض أن تكون حيّزاً مدينياً عاماً يصلح أن يكون مكان التقاء وتظاهر، فيما تحوّلت إلى «مرتع» للمحال التجارية المخصصة للطبقات الميسورة.

المُفارقة أنّ خطوة “التسييج” هذه تترافق مع واقع احتضار هذه الأسواق ولفظها لآخر أنفاسها. عشرات المحال التجارية فيها أُقفلت، فيما تستعد بقية المحالّ للخاتمة نفسها.

 

من يزر الأسواق التي يحدّها من الشمال شارع المير مجيد أرسلان، ومن الجنوب شارع ويغان ومن الغرب شارع البطريرك حويك وشارع اللنبي من الشرق، يُدرك “موت” المكان الذي يضمّ نحو 200 محال تجاري. وخلافاً لما يتم الترويج له، فإنّ احتضار الأسواق يسبق اندلاع التحركّات الاحتجاجية في وسط العاصمة في شهر تشرين الأول الماضي. إذ تُفيد معلومات “الأخبار” بأن بعض محال بيع الألبسة ذات العلامات التجارية الشهيرة أُقفلت منذ أشهر طويلة (أحدها أُقفل مثلاً في أيلول عام 2018)، فيما يتجه معظم أصحاب المحال المتبقية حالياً إلى الإقفال بعد انفجار الأزمة المالية والنقدية منذ نحو ثلاثة أشهر، على حدّ تعبير مصادرهم.

 

وفق هؤلاء، فإنّ الإقفال يأتي بالدرجة الأولى “هرباً” من كلفة الإيجارات العالية التي تفرضها إدارة شركة “سوليدير” التي “تجبي” من بعضهم بدلاً يناهز المئتي ألف دولار سنوياً، أي أكثر من 16 ألف دولار شهرياً، فيما تقول مصادر مُطلعة على عقود الإيجارات إن “معادلة” الإيجار تقضي بتسعير المتر بمليون ليرة سنوياً من دون إضافة بدلات أخرى كالصيانات الدورية والتنظيفات وغيرها. يقول هؤلاء إنهم طلبوا مراراً من الشركة خفض الإيجارات بسبب الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، “وفيما تجاوبت مع البعض منا عبر تخفيض بسيط للإيجارات، لم تتنازل للبعض الآخر.

 

اللافت هو ما تُشير إليه المصادر نفسها في هذا الصدد لجهة أن الإيجارات المرتفعة سبق أن “هشّلت” أصحاب المصالح في بقية المناطق التابعة للشركة والتي تحوّلت إلى “مدينة أِشباح” تضمّ مباني فارغة بعدما رفضت خفض بدلات الإيجار، وها هي اليوم تُجهز على منطقة الأسواق.

 

ويترافق خبر الإقفال “الدوري” للمحال مع خبر تردّد على لسان العاملين هناك يُفيد بتوجّه سوليدير إلى “تجميد” العمل في الأسواق نهائياً. فهل كانت خطوة البلوكات الاسمنتية تمهيداً لإغلاق تلك المساحة نهائيا؟

 

بدورها، نفت الشركة لـ”الأخبار” تجميد العمل في أسواق بيروت، “بالرغم من الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تمر بها البلاد وما شهده وسط بيروت في الأسابيع الماضية”، مُشيرةً إلى أنّ الإدارة اتخذت بالتعاون مع القوى الأمنية “كل التدابير الاستثنائية لحماية الأملاك العامة والخاصة”.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا