هل تحتكر ‘ميدل إيست’ بيع تذاكر السفر؟

29 يناير 2020
هل تحتكر ‘ميدل إيست’ بيع تذاكر السفر؟

كتبت هديل فرفور في “الأخبار”: في وقت تُلزم فيه مكاتب السفر بتسديد فواتير بيع التذاكر بالدولار، تبيع شركات الطيران الأجنبية وشركة طيران الشرق الأوسط “المدعومة” من مصرف لبنان بالليرة اللبنانية أو بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي. يدفع ذلك المُسافرين الى التوجه إلى شركات الطيران مُباشرة على حساب مكاتب السفر التي بدأت أمس أول تحركاتها الاحتجاجية.

احتجاجاً على رفض شركات الطيران بيعهم تذاكر السفر بالليرة أو بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي المحدّد بـ 1517 ليرة، نفّذ عدد من أصحاب مكاتب السفر، أمس، وقفة اعتراضية طالبوا فيها شركات الطيران وشركة طيران الشرق الأوسط خصوصاً بالموافقة على بيعهم بالليرة، أسوةً بزبائن الشركات. وشكا هؤلاء من “الخسائر الكبيرة” التي يتسبب لهم بها السعر المزدوج، “ففيما نحن مُطالبون بتسديد فواتيرنا لشركات الطيران ولاتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا) بالدولار، تبيع شركات الطيران التذاكر للمُسافرين والزبائن المُباشرين بالليرة أو بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي”، بحسب صاحب وكالة مكاتب العجوز حسن العجوز.

وتسدّد مكاتب السفر فواتيرها وفق خطّة الفوترة والتسوية (Billing and Settlement Plan/ BSP)، حيثُ تحوّل أموال تلك الفواتير إلى اتحاد الطيران الدولي (أياتا) كل أسبوعين تقريباً، فيحسم الاتحاد الذي يقوم بدور رقابي عمولته من الأموال ثم يعيد توزيعها على شركات الطيران.
ووفق أصحاب مكاتب السفر، فإنّ لدى “ميدل إيست” قدرة على تكريس دفع الفواتير بالليرة للاتحاد الجوي الدولي أسوة ببقية البلدان التي يتم الدفع فيها بالعملة الوطنية. لكن “الشركة ترفض التجاوب مع مطلبنا القاضي بالدفع بالليرة أو على أساس سعر الصرف الرسمي الذي تعتمده مع زبائنها المُباشرين، وهو ما يُعدّ احتكاراً لبيع التذاكر”. كيف؟
يوضح أحد أصحاب المكاتب أن هذا الواقع بات يدفع المسافرين الى شراء التذاكر من “ميدل إيست” مباشرة، على حساب المكاتب المحكومة بأسعار أعلى كونها تُسدد فواتيرها بالدولار، علماً بأنّ مبيعاتها توازي 40% من مبيعات مجمل تذاكر السوق، كما أنها الشركة الوطنية الوحيدة القادرة على الدفع باتجاه اعتماد الدفع بالليرة اللبنانية.
دائرة العلاقات العامة في الشركة، في اتصال مع “الأخبار”، أوضحت أنها تلتزم ببيع تذاكرها بالليرة اللبنانية أو بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي، مُشيرةً إلى أنّ لاتحاد النقل الجوي الدولي سياسة خاصة به تُلزمه “جباية” الفواتير بالدولار. وهو ما يتناقض وما يقوله أصحاب مكاتب السفر الذين يتهم بعضهم الشركة بـ”النفاق” و”التضليل”، مؤكدين أن دور الاتحاد رقابي بحت، وملمّحين إلى أن الشركة تتعمّد ازدواجية الأسعار لتحتكر بيع التذاكر لمصلحتها.