ونقلت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء، عن الرميان قوله في مقابلة مع الشريك المُؤسس لمجموعة “كارليل غروب” الأميركية للاستثمار، ديفيد روبنشتاين، إنّ السعودية جمعت بالفعل نحو 30 مليار دولار، عن طريق طرح أسهم من “أرامكو” للاكتتاب العام في الرياض، العام الماضي، وتخطط حالياً لبيع مزيدٍ من الأسهم، مع احتمال أن يكون الاكتتاب خارج السعودية هذه المرة.
وأضاف، “إذا وجدنا أي بورصة أوراق مالية نعتقد أنها ستوفّر لنا مستثمرين جيدين، سنفكّر في الأمر بالتأكيد”، في إشارة إلى احتمال طرح أسهم أرامكو في أي بورصة خارجية.
وبدأت أرامكو بالفعل، مناقشاتها مع بنوك وول ستريت لوضع سيناريوهات لإدراج أسهم الشركة بالخارج.
وتقوم الحكومة السعودية بتحويل عائدات مبيعات الأسهم إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذي يهدف إلى تمويل الصفقات الدولية ومشروعات التنويع المحلية بالبلاد.
وذكرت الوكالة، وفقاً لمصادر مُطلعة، أنّ شركة “أرامكو” بدأت بالفعل مناقشات مع بنوك الاستثمار الأميركية لوضع السيناريوهات للطرح الثاني لأسهم أرامكو خارج البورصة السعودية، مضيفة أن الشركة تريد أن تكون مستعدة لهذه الخطوة، إذا ما قرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المُضيّ قدماً في خطة الطرح الثاني لأسهمها.
وقال الرميان، “طرحنا 2 في المئة فقط من أسهم الشركة، لذلك ما زال هناك 98 في المئة من الشركة مملوكة للحكومة السعودية (…) برنامجنا هو طرح عدة شرائح من أسهمها خلال السنوات المقبلة”.
محفزٌ قويّ للمستثمرين ينقذ أسواق الأسهم
وقالت مديرة التداول بشركة “تيم” لتداول الأوراق المالية بالقاهرة، أماني عبد المطلب، “المكاسب التي حققتها السوق السعودية من طرح سهم (أرامكو) خلال الفترة الماضية، تدعم توجّه الحكومة نحو طرح حصة إضافية، وذلك لتحفيز دخول مستثمرين جدد إلى البورصة السعودية”.
وأضافت عبد المطلب، في حديث إلى “اندبندنت عربية”، “مجرد الحديث عن طرح حصة إضافية في الوقت الحالي مهم جداً بالنسبة إلى جميع أسواق المنطقة، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الخسائر العنيفة التي تتكبدها أسواق الأسهم العالمية بسبب انتشار فيروس كورونا، وتسببه في حالة من الرعب بين المستثمرين، الذين يندفعون بقوة للهروب من أسواق الأسهم والأصول الخطرة”.
وذكرت أنّ التوجّه نحو أن يكون طرح الحصة الإضافية في الأسواق الخارجية سيكون له مردود إيجابي كبير على الاقتصاد السعودي، خصوصاً أنّ جميع المستثمرين حول العالم يبحثون في الوقت الحالي عن مناطق أكثر أمناً، وبعيدة عن المخاطر التي تواجهها الأسواق العالمية الكبرى التي واجهت موجة نزيف قاسية خلال التعاملات الأخيرة.
وأوضحت، “جميع الأسواق تبحث في الوقت الحالي عن مُحفّزات، وبالتالي فإنّ الحديث عن طرح جزء أو حصة إضافية من عملاق النفط السعودي سوف يدعم تماسك جميع أسواق الأسهم، ويمنحها الثقة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا”.
الاكتتاب الأكبر والأهم في العالم
وفي الـ11 من كانون الأول الماضي، بدأت سوق الأسهم السعودية، التداول على أسهم شركة النفط الأكبر في العالم، أرامكو.
ووقتها، قالت “سامبا كابيتال”، مدير الاكتتاب في الطرح العام الأولي للشركة السعودية، إنّ أرامكو باعت نحو 1.5 مليار سهم بقيمة 47.4 مليار ريال (12.64 مليار دولار) إلى المستثمرين الأفراد، بينما بلغت طلبات المستثمرين من المؤسسات 118.86 مليار ريال (31.696 مليار دولار) في الـ12 يوماً الأولى من فترة بناء سجل أوامر الاكتتاب، ووصل عدد الأفراد المشاركين في الاكتتاب 4.9 مليون مكتتب، بنسبة تغطية 148 في المئة.
وأوضحت، أن طلبات المستثمرين من المؤسسات في الطرح الأولي شملت نحو 54 في المئة من شركات سعودية، و24.1 في المئة من صناديق سعودية، و10.5 في المئة من مستثمرين غير سعوديين.
وجمعت “أرامكو” مع انتهاء اكتتاب الأفراد واستمرار المؤسسات 166 مليار ريال (44.358 مليار دولار).
وكان هناك إقبالٌ واسعٌ من قِبل شريحة الأفراد، الذي رافق عملية الاكتتاب منذ اليوم الأول وحتى الساعات الأخيرة، وهو ما يعدُّ مؤشراً على نجاح الاكتتاب، وعلامة ثقة تضيف الكثير إلى سمعة ومكانة “أرامكو” بأبعادها العالمية، وحضورها المتصدّر قطاع صناعة النفط والطاقة بالأسواق العالمية، ويؤكد صواب وعمق القرار الاستراتيجي الذي يقف وراء هذه اللحظة التاريخية ليس في مسيرة الشركة فحسب، بل في مسيرة اقتصادنا الوطني عموماً.
بينما جرى فتح باب الاكتتاب للمستثمرين من المؤسسات حتى الرابع من كانون الأول الماضي، ويذكر أنّ 38 في المئة من المُكتتبين الأفراد اكتتبوا عبر المصرفية الإلكترونية، بينما اكتتب نحو 37 في المئة عبر فروع البنوك.
وبدأت فترة تقديم الطلبات وعملية اكتتاب المُكتتبين الأفراد في “طرح أرامكو”، في الـ17 من تشرين الثاني، تزامناً مع بدء فترة تقديم الطلبات وأوامر عملية بناء سجل الأوامر للمؤسسات المكتتبة من الـ17 من تشرين الثاني الماضي، وانتهت في الـ4 من كانون الثاني من العام 2019.
وذكرت “أرامكو” أنها تستهدف بيع 0.5 في المئة من أسهمها لمستثمرين أفراد في الطرح العام الأولي كحد أعلى، بينما واحد في المئة ستخصص للمؤسسات.
موافقة على شراء حصة ضخمة في “سابك”
في سياق متصل، أفاد إشعارٌ من الاتحاد الأوروبي أنّ “أرامكو”، أكبر مُنتج للنفط في العالم، حصلت على موافقة غير مشروطة من جهات مكافحة الاحتكار في التكتل على عرضها البالغ قيمته 69 مليار دولار لشراء حصة تبلغ نحو 70 في المئة بمجموعة البتروكيماويات، الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”.
وأعلنت شركة “أرامكو” الصفقة في آذار من العام الماضي، في خطوة مهمة صوب تنويع أنشطتها إلى التكرير والبتروكيماويات، وأظهر إفصاح على الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية أنّ المفوضية أجازت الصفقة يوم الخميس الماضي.
وكانت وكالة رويترز ذكرت في الـ21 من شباط الماضي، أنّ الصفقة تمضي صوب الحصول على موافقة غير مشروطة من الاتحاد الأوروبي.