الأجواء التي ترافق إقرار قانون بهذه الأهمية في الظروف الراهنة التي يمرّ بها لبنان ضبابية، والطريق أمام مُعدّي المشروع ليست معبّدة. كغيره من المواضيع يتطلّب الكابيتال كونترول أمراً من اثنين:
– إما إصدار قانون من مجلس النواب يأتي على خلفية مشروع قانون تُحيله الحكومة إلى مجلس النواب، والأخير يصوّت عليه أو يُحيله على اللجان لمزيد من الدرس. أو يأتي بصفة معجّل مكرّر بعد اقتراح من نائب أو أكثر.
– وإما تعميم صادر عن حاكمية مصرف لبنان.
الغطاء القانوني غير متوفّر
الحلاّن غير صالحَين قانوناً، “فالأول يتعارض مع مقدمة الدستور التي تنص صراحة على ان لبنان بلد ليبرالي يحترم ولا يتعرض للملكية الخاصة. وعليه فان كل تشريع يناقض الدستور يعرض القانون للطعن أمام المجلس الدستوري الذي ينظر بدستورية القوانين. والثاني، أي إذا صدر القانون بواسطة تعميم من حاكم مصرف لبنان، فهو بحاجة إلى توسيع صلاحيات الحاكم، بخاصة ان المسألة تدخل ضمن نطاق مجلس الحاكمية أي المجلس الذي يتكون من نواب الرئيس، المنتهيه مدة ولايتهم، وبالتالي فان اضطلاع الحاكم منفرداً في التعميم سيكون مشكوكاً بشرعيته وسيعرّض التعميم لرفع دعوى أمام القضاء الإداري أي مجلس شورى الدولة”، يقول المحامي المتخصص في القانون المصرفي والمالي عماد الخازن. إضافة إلى العقبات التشريعية فإن التصويت على القانون يُعتبر بمثابة امتحان شجاعة وجرأة للنواب. فمن منهم الذي سيتجرأ على إقرار قانون غير شعبي يعرّضه للمحاسبة مستقبلاً في صندوقة الإقتراع؟
ما الحل؟
لم يبق أمام الباحثين عن حلّ اللغز إلا الإلتفاف على المادة التي وردت في قانون النقد والتسليف التي تقول بما معناه أن “الحكومة تضع السياسة المالية في البلد بالتشاور مع حاكم مصرف لبنان”، وعكسها لتصبح “الحاكم يصدر تعميم الكابيتال كونترول بالتشاور مع الحكومة. وهو ما دفع بالحاكم قبل أسابيع إلى توجيه كتاب الى السلطة التنفيذية لتوسيع صلاحياته بمحاولة لإعطاء غطاء سياسي جامع”، يضيف الخازن.
اليأس من القوانين المحلية دفعهم إلى البحث في القوانين الدولية وتحديداً في المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، والتي تفيد، برأي بعض المنظرين، بأن الدولة يمكنها “تقييد الحقوق بنحو موقت بهدف الخلاص من ضرر يتعلق بالمصلحة العامة”، إلا ان ما تبين بحسب الخازن أن “لا شيء من هذا القبيل موجوداً أو يمكن الإستفادة منه”. لتعود الأمور إلى المربع الأول إلى إصدار تعميم من دون غطاء قانوني ولكل حادث حديث”.
لقراة المقال كاملاً إضغط هنا.