هذه الثغرة تكافئ تلك الابتسامة التي ترتسم على وجوه حاضنيه المحتملين، فيما هم يلامسون بأيديهم ما جنوه من فرق صرف عملاتهم لدى الصرافين.
نعم الدولار الذي يفرح الصرافون بالتلاعب بسعره إلى حد إفشال محاولات تثبيته مجدداً على ألفي ليرة، قد لا يغلبه سوى الكورونا، بيعاً وشراءً وانتقالاً من يد إلى يد. فالفيروس لا يُستبعد أن يجد له، في لعاب الجشع السائل في السوق السوداء، أرضاً خصبة تسهم بتفشي عدواه بين الصرافين، والصارفين المتدهورة أحوالهم المعيشية.
وما يحصل في تجمعات الصرافين الكثيرة على الأراضي اللبنانية بساحة شتورا، شاهد على ذلك.
في جولة ميدانية على هذه التجمعات التي ازدهرت سابقاً بسبب حركة الانتقال البرية الكثيفة بين لبنان وكافة البلدان العربية عبر سوريا، لا شيء يشي بأن لبنان يتقيد بحال طوارئ صحية، تستدعي اتباع إرشادات الوقاية الذاتية لمنع إنتشار وباء كورونا وتفشيه في دوائر اختلاط واسعة.
فاستهتار الصرافين والصارفين بالفيروس، يبعث قلقاً كبيراً. فمن أكثر من عشر محال صرافة زارتها “المدن” للاطلاع على الإجراءات الاحترازية فيها، ثلاثة فقط أمنت مستحضرات تعقيم. لكن الداخلين إليها والخارجين منها لا يلجأون إلى إستخدامها في معظم الأحيان. محل واحد استحدث عازلاً زجاجياً يفصل بين الصراف والزبائن، الذين يتكدسون بكثافة ومتلاصقين تقريباً خلف العازل الزجاجي، من دون مراعاة مسافة الأمان المطلوبة لمنع تفشي الفيروس. أما المحال الباقية فتسلحت فقط بقارورة “اسبيرتو”، ظناً من أصحابها أن رشة منها تقضي على الجراثيم التي يمكن أن تحملها الأوراق النقدية المتداولة بكثافة من يد إلى يد.