كتبت د.سهام رزق الله في “الجمهورية”: بعد سلسلة تعاميم المصرف المركزي أسئلة كثيرة في انتظار صدور الآليّات التطبيقية بين أولوية حماية صغار المودعين وضرورة الحفاظ على الطبقة الوسطى المحرّكة الأساسية للاقتصاد الوطني ومصدر كل استقرار اجتماعي فيه، كون الطبقة الضعيفة مُرهقة تحت خط الفقر والطبقة الغنية حوّلت حركتها نحو الخارج مالياً واستهلاكياً واستثمارياً… ومع كثافة الاجراءات الساعية الى طمأنة ما تمّ تصنيفه بـ”صغار المودعين”، لا بد من جملة تساؤلات بشأنهم كما بشأن “حماية صمّام الأمان للاقتصاد”، من خلال حماية الطبقة الوسطى فيه التي تجهد لإعادة تكوين ذاتها بعد كل ضربة تضخم وتدهور لسعر الصرف نسف قدراتها الشرائية… فكيف تبدو صورة التصنيفات بين صغار المودعين ومتوسّطي الحال؟ وأيّ اسئلة حول سبل حمايتهم؟
انطلق النقاش بعد صدور تعميم مصرف لبنان كخطوة أوّليّة تم وضعها في إطار حماية “صغار المودعين” التي تقلّ مجموع دائعهم في مصرف معيّن عن خمسة ملايين ليرة لبنانية او ثلاثة آلاف دولار أميركي، يسمح لهم بسحبها بالليرة بمبلغ يحفظ قيمتها الشرائية بعد تدهور سعر صرف الليرة مؤخراً إزاء الدولار، مع اعتماد مبلغ بالليرة يوازي قيمتها بالدولار على أسعار سعر صرفه في السوق، لتكون النتيجة مضاعفة حجمها تقريباً عمّا هو عليه اليوم إن كانت اليوم بالدولار أو بالليرة في المصرف… بعض الأسئلة يمكن استنتاج أجوبة لها وبعضها الآخر سينتظر آليّات تطبيق التعميم واستكماله بجملة تعاميم موعودة لتشمل أوسع شريحة ممكنة تطرح علامة استفهام فاصلة بين ما يعتبر ضرورة حماية “صغار المودعين” الى ما هو “حماية الاقتصاد” والحفاظ على “الطبقة الوسطى” فيه…
لا شك أنّ البحث عن تحديد سقف الودائع الصغرى والمتوسّطة بدأ يتزايد منذ بداية الحديث عن احتمال اللجوء الى “هيركات”/اقتطاع على الدين العام للدولة، من شأنه أن ينعكس على المصارف والتي في حال Bail in صعوبة امتصاص خسائره من خلال رساميلها الخاصة ممكن أن يدفعها الى “بايل ان” تعرض فيه على الزبائن فوق خط “صغار المودعين” المشاركة بزيادة رساميلها والتحوّل الى مساهمين.
وقد ارتقبَ كثيرون أن يكون الحد الفاصل 200 الف دولار بعد جملة أحاديث إعلامية تناولت هذا المبلغ بشكل مباشر أو غير مباشر… كما اعتمد آخرون مقاربة جمعية المصارف ومصرف لبنان لرفع السقف من 5 ملايين الى 75 مليون ليرة في مؤسسة ضمان الودائع ليعتبرونه السقف الفاصل الأدنى الممكن…
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا