بعد ان أقفلت آلاف المطاعم أبوابها امام الروّاد منذ اوائل آذار مع ما نتج عن ذلك من تخفيضات حادّة في رواتب موظفي القطاع البالغ عددهم نحو 55 ألف عامل، أعادت نسبة خجولة جداً من المطاعم فتح ابوابها امس بإقبال شبه معدوم. وقد أكد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان خالد نزهة لـ”الجمهورية” انّ اعادة فتح المطاعم حالياً لن تكون مجدية، خصوصاً انها ستعمل بنسبة استيعاب تبلغ 30 في المئة وستقفل في الساعة التاسعة مساء، «علماً اننا في شهر رمضان حيث لا يكون في الظروف الطبيعية الاقبال على المطاعم كبيراً خلال ساعات النهار، فكيف الحال في الظروف الراهنة؟”.
وأشار الى انّ عدداً بسيطاً جداً من المطاعم العائلية او الـ”سناك” اعاد فتح ابوابه امس بنسبة إقبال ضئيلة، مقدّراً الّا تتعدى نسبة تلك المطاعم 10 في المئة من العدد الاجمالي في لبنان، لافتاً الى انّ المؤسسات في البقاع وفي الشمال رفضت اعادة الفتح بشكل جزئي كما هو مسموح به، والتزمت جميعها الاقفال التام.
وأوضح نزهة انه من الصعب جدّاً على المطاعم اعادة فتح ابوابها من جديد حالياً في ظلّ الشروط المحددة، لأنّ القدرة الاستعيابية المسموح بها في المرحلة الاولى لإعادة الفتح وعدم السماح بتقديم النرجيلة التي تعوّل عيلها 1500 مؤسسة، لا يمكن ان تغطي الكلفة التشغيلية التي ستتكبّدها المطاعم، بالاضافة الى وجود عدّة عوامل رئيسية ستحدّ من إقبال الزبائن على المطاعم، وهي:
• العامل النفسي المتمثّل بمخاوف المواطنين من فيروس “كورونا”.
• إتّباع نظام المفرد والمجوز لسير المركبات الآلية، مما يحدّ من حركة تنقل المواطنين.
• إرتفاع سعر صرف الدولار الذي سينعكس ارتفاعاً في أسعار المطاعم.
• تراجع القدرة الشرائية للمواطن.
• إقفال المصارف.
• إقفال المطار وعدم إمكانية قدوم المغتربين اللبنانيين وغيرهم من السياح الذين يعوّل عليهم قطاع المطاعم.
وفيما لفت الى انه في 25 ايار الحالي، تبدأ المرحلة الثانية من تخفيف إجراءات التعبئة العامة حيث يمكن للمطاعم استقبال ما يصل الى 50 في المئة من قدرتها الاستيعابية، وفي 8 حزيران 100 في المئة، قال: “انّ العوامل السلبية التي ذكرناها لن تشجّع عدداً كبيراً من المطاعم على اعادة فتح أبوابها”.
وقال نزهة انّ المطاعم عند اعادة فتح ابوابها، ستكون مضطرّة لتعديل لائحة اسعار الخدمات والمنتجات التي تقدمها، تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، ونتيجة ارتفاع اسعار كافة السلع الغذائية والاستهلاكية التي تستخدمها.
وبالنسبة الى خدمة التوصيل المنزلي Delivery، أوضح انها متوافرة لغاية الساعة التاسعة مساء عند نسبة قليلة من المطاعم، رغم انّ اعمالها متراجعة بشكل كبير “على أمل ان تتمكن لاحقاً من العمل بتوقيت اطول في المرحلة المقبلة”.